عشق الشعر الجاهلي والعباسي، وكرّس وقته للقراءة، لتذخر ذاكرته بكم كبير من المفردات والمصطلحات، وعززها بحصوله على درجة الدكتوراه بالأدب العربي اختصاص "دراسات لغوية"، له العديد من الدواوين الشعرية والدراسات النقدية.

التقت مدوّنةُ وطن "eSyria" الشاعر "وليد العرفي" ليحدثنا عن تجربته الشعرية، وانطلاقته: «بداية أود القول بأن كل قصيدة جديدة أكتبها أعدُّها بداية، أمَّا إن أردتِ التحديد الزمني فيعود إلى مرحلة الدراسة الإعدادية، إذ بدأت بمقطوعات شعرية قصيرة مُتأثراً بما أقرأ من منهاجي المدرسي، وقد كانت مجرد أفكار أردت أن أعبّر فيها عمَّا يعتمل داخل نفسي من هواجس وأفكار ومشاعر .

عرفته منذ كان في مديرية تربية "حمص"، حتى انتقاله إلى المعهد العالي للغات في جامعة "البعث"، هو رجل يفيض علماً، يمتلك موهبة شعرية لافته متميزة، ولديه ذائقة نقدية، علماً أنه مختص بعلوم اللغة ولديه كم معرفي ولغوي كبير

وأريد أن أشير إلى أنَّ من حبَّب إليَّ اللغة العربيّة، هو مدرّسي الذي درّسنا في الصف الثالث الإعدادي "عبد العزيز سويد"، وفيما أذكر أن "سويد" قد شرح لنا قصيدة وقد رأيت في شرح أحد أبياتها رأياً آخر غير ما رآه المدرس، وعندما ذكرت ذلك لأحد الزملاء في المدرسة أراد أن يشيَّ بي لدى المدرس، ولكن حكمة المدرس كانت عكس ما قصد إليه الواشي من إحراجي مع مدرسي، الذي طلب مني شرح البيت كما أرى، ولما انتهيت أشار إلى الطلاب بأن يكتبوا ما أمليه عليهم، في الحقيقة هذا الموقف كرّس لديَّ حبّ اللغة العربية، وجعلني أهتمّ أكثر بها، كما أذكر الشيخ الراحل "محمد علي طه الدرة" الذي كان يصطحبني معه من شعبة إلى أخرى لألقي على مسامع بقية الطلاب من المدرسة موضوعات التعبير التي كان يُثني عليَّ بإجادتها، ومع الزمن بدأت أقرأ الشعر الجاهلي كالمعلقات، والشعر العباسي، كما أني أفدت كثيراً بعلاقاتي الشخصية التي تعرّفت فيها إلى شعراء كثر في محافظة "حمص" وخارجها، وقد شاركت في الأعمال التمهيديّة للجان الوطنيّة في تأليف المناهج الحديثة في وزارة التربية، وقمت بتأسيس ورئاسة منتدى "الإبداع" في فرع منظمة "شبيبة الثورة" في "حمص" من عام 1992 حتى 1994، ثم شغلت منصب مدير مكتب "حمص" للثقافة ومشرف على تحرير صفحة "صدى الميماس" التي كان يُصدرها المكتب، ضمن جريدة "الثقافة الأسبوعية الدمشقية"، لرئيس تحريرها المرحوم "مدحت عكاش" بين 1995 و1997».

الدكتور عصام الكوسا

وتناول أبرز المحطات في حياته، قائلاً: «يُمكِن تقسيم تجربتي إلى ثلاث مراحل: الأولى مرحلة القراءة ما قبل الدراسة الجامعية، وهي مرحلة القراءة للقراءة، أما المرحلة الثانية فكانت في الدراسة الجامعية، إذ ازداد الوعي وتعمَّقت في الدراسة من خلال الاختصاص والاهتمام، أما المرحلة الثالثة التي ما تزال مستمرة فهي مرحلة انشغالي بالجانب النقدي الذي بدأت أعمل فيه بحكم تخصصي الأكاديمي، وفي هذا الصدد أصدرت كتاباً نقدياً بعنوان: "أطياف موشور الرؤيا"، ولي كتاب آخر قيد الإصدار عن الهيئة العامّة السورية للكتاب بعنوان: "مرآة الشعر ستائر المعنى"، بالإضافة إلى غير مخطوط في قضايا متعددة من الشعر العربي القديم والمعاصر».

وتناول إصداراته الأدبية والجوائز التي حصل عليها، قائلاً: «عندما كنا شباباً كانت تستهوينا تلك الجوائز ببريقها وعدم معرفتنا بخلفيّات وحيثيات وجودها، أما في مرحلة لاحقة فلم أشترك في أي مسابقة، وقد اقتصرت مشاركاتي على مرحلة الشباب، وفيما أذكر أني حصلت على المركز الأول في مسابقة مجلس مدينة "حمص" للشعر، عن قصيدتي "حوار من مطر"، كما نلت المرتبة الثانية في مسابقة لفرع "اتّحاد الكتاب العرب" في "حمص" عن قصيدة "عيون على جبهة الحلم"، أما الدواوين الشعريَّة فقد أصدرت ديواناً تحت اسم "ويُورق الحرف ياسميناً" عام 2017، وهذا مقتطف منه:

الأديب الشاعر إياد خزعل

سُوريَّتي وأنا الحمصيُّ أحملُها فكرًا ونبضاً وجلَّ الحمْلُ أعناقا

فما سوى بردى يروي بنا ظماً وما سواها نرى في الحُسْنِ أحداقا

ديوانه ويورق الحرف ياسميناً

وما سوى ياسمينِ الشَّامِ عطَّرَنا وقدْ حملْنا هُضمنَ الرُّوحِ أطواقا

وقد صدر لي حديثاً عن اتحاد الكتاب العرب ديوان بعنوان : "رأيت خلفي جثتي"، وقصيدتي منه بعنوان "محاولة":

حاولْتُ فتحَ الحزنِ

كي أتعرَّفَ الجسدَ الذي فيهِ انطوى

ألفيْتُ داخلَهُ مرايا

كسّرْتُها فوجدْتُني تلك الشَّظايا

وقد تناول شعري عدد من الشعراء والنقاد منهم : "د. يعرب خضر"، الشاعر العراقي "يحيى السماوي"، "د. صادق السامرائي"، الناقدة العراقية "إنعام كمونة"، الناقد العراقي "جمعة عبد الله"، الشاعر اللبناني "محمد علي شمس الدين"، والشاعر "فراس فائق دياب"، وبحث في كتاب "المشهد الشعري في الربع الأخير من القرن العشرين"، ونشرتْ قصائدي في أغلب الصحف المحلية، وبعض الدوريات والمجلات العربية».

وتناول مسيرته الدكتور "عصام الكوسا"، قائلاً: «عرفته منذ كان في مديرية تربية "حمص"، حتى انتقاله إلى المعهد العالي للغات في جامعة "البعث"، هو رجل يفيض علماً، يمتلك موهبة شعرية لافته متميزة، ولديه ذائقة نقدية، علماً أنه مختص بعلوم اللغة ولديه كم معرفي ولغوي كبير».

أما الشاعر "إياد خزعل"، فتحدث عن تجربة "العرفي"، قائلاً: «شاعر مبدع في كتابة أنواع الشعر المختلفة، وتناول الموضوعات الذاتية والاجتماعية والوطنية بعمق وحرفية، وما يزيد تجربته ألقاً تجربته النقدية، التي تجعله أكثر إتقاناً لمفاتيح النص الشعري وبنائه، يستفيد الشاعر من ثقافته اللغوية واطلاعه على التراث الشعري العربي، ما يشكل لديه قاعدة متينة لبناء النص، غير أن ذلك لم يكن حاجزاً أمام تشكيل خصوصية لها طابعها في قصائده، وله رؤيته الخاصة للحب والمرأة والحياة التي تتجلى واضحة في نصوصه».

يذكر أنّ وليد العرفي من مواليد "حمص" عام 1966، حاصل على إجازة في اللغة العربية وآدابها، ودبلوم في الدراسات العليا والتأهيل التربوي من جامعة "البعث"، ودكتوراه في اللغة العربية اختصاص "دراسات لغوية" من جامعة "تشرين".