شغفُه حبُّ الكتب وقراءتها، وبعد نضوج تجربته الكتابية أصبح الروائي "ابراهيم الخولي" من أبرز الكتّاب في الساحة الأدبية، أما كتاباته فتصنف الأكثر قرباً من الواقع، ومن خلالها يدوّن مشاهداته للأحداث من حوله بكل دقة في التوصيف.

الملخص: شغفُه حبُّ الكتب وقراءتها، وبعد نضوج تجربته الكتابية أصبح الروائي "ابراهيم الخولي" من أبرز الكتّاب في الساحة الأدبية، أما كتاباته فتصنف الأكثر قرباً من الواقع، ومن خلالها يدوّن مشاهداته للأحداث من حوله بكل دقة في التوصيف.

في ظل انتشار وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل التكنولوجيا المختلفة، بدأ الكتاب الورقي بالتلاشي، وهذا يعود لأسباب كثيرة أهمها أن الوسائل الإلكترونية لا تحمّل مرتاديها أعباءً ماديةً، فمن خلالها يستطيع أي شخص اقتناء ما يشاء من كتب، والحصول على أي معلومة يريدها، لكن هذا بالنسبة لجيلنا نحن لا يغني عن جمالية ملامسة الورق والإحساس بروعته، فالكتاب كان وما زال رفيقنا ومؤنسنا

مدوّنةُ وطن "eSyria" التقت بتاريخ 3 حزيران 2020 الكاتب الروائي "ابراهيم الخولي" ليحدثنا عن نشأته وبداية اكتشاف موهبته حيث قال: «نشأت لدى أسرة ريفية بسيطة، مصدر رزقها العمل في فلاحة الأرض وزراعتها، وفي بيتنا كان وجود الكتب متنوعة المحتوى محفزاً ودافعاً لي للقراءة، أذكر أنني في سن مبكرة، وكنت حينئذٍ ما أزال في الأول الإعدادي، قد قرأت لـ"جبران خليل جبران" و"مصطفى لطفي المنفلوطي"، وغيرهم من كبار الكتّاب، وإلى جانب شغفي بالقراءة، عشقت مطالعة التاريخ وعلم الآثار، ولطالما تمنيت دراسة الصحافة والعمل في مجالاتها الواسعة، لكن الظروف شاءت لي المضي في طريق مختلف تماماً».

غلاف إحدى رواياته

ويتابع: «تعدُّ أولى تجاربي في الكتابة نوعاً من قصص طفولية، فقد كنت قارئاً، لكن موهبتي ككاتب لم تنضج بعد، وتعددت المحاولات مراراً وتكراراً، ويوماً بعد يوم أصبحت أجد نفسي في هذا العالم، وازدادت خبراتي، وهذا يأتي كنتيجة طبيعية لنضوج التجربة، فأخذت أكتب الشعر والقصة والرواية، لكن في الحقيقة وجدت نفسي أكثر في هذين النوعين الأخيرين، أما في الشعر فكتبت بعض القصائد لكن لم أنشر منها شيئاً».

وعن أعماله وإصداراته قال: «من أبرز أعمالي الكثير من القصص القصيرة، نُشر بعضها في مجلة "المعرفة" الصادرة عن وزارة الثقافة السورية، وبعضها في مجلة "الموقف الأدبي" وجريدة "الأسبوع الأدبي" الصادرتين عن "اتحاد الكتاب العرب"، والعديد من القصص التي لم تنشر بعد، هذا إلى جانب ثلاث روايات، الأولى منها حملت اسم "السّبية"، وقد صدرت الطبعة الأولى منها عام 2014، عن دار "أعراف" للطباعة والنشر، ومن خلالها قدمت الواقع بتخيلي أو من وجهة نظري، وأقيم لها حفل إطلاق في ثقافي "طرطوس"، كما تمت مناقشتها من قبل ملتقى "إقرأ معنا" أيضاً في "طرطوس"، ولاقت حينها ردوداً رائعة».

الأديبة والمترجمة "لبانة الجندي"

ويكمل قوله: «أما روايتي الثانية فقد أسميتها "الهاربةُ من ظلها"، وهي صادرة عن وزارة الثقافة السورية عام 2016، ورواية ثالثة بعنوان "قبور لا تموت"، أيضاً كسابقتها صدرت عن وزارة الثقافة السورية عام 2019، ومن خلالها تقدمت إلى مسابقة "حنّا مينا" للرواية، ونلت عنها تنويهاً من قبل لجنة التحكيم في المسابقة، هذا إلى جانب العديد من الدعوات للمشاركة في المناسبات المتنوعة في عدد من المراكز الثقافية».

ويختم حديثه قائلاً: «في ظل انتشار وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل التكنولوجيا المختلفة، بدأ الكتاب الورقي بالتلاشي، وهذا يعود لأسباب كثيرة أهمها أن الوسائل الإلكترونية لا تحمّل مرتاديها أعباءً ماديةً، فمن خلالها يستطيع أي شخص اقتناء ما يشاء من كتب، والحصول على أي معلومة يريدها، لكن هذا بالنسبة لجيلنا نحن لا يغني عن جمالية ملامسة الورق والإحساس بروعته، فالكتاب كان وما زال رفيقنا ومؤنسنا».

وعنه قالت الأديبة والمترجمة "لبانة الجندي": «الأديب الروائي "ابراهيم الخولي" هادئ الحضور، قليل الكلام، يتحدث بقيمة للكلمة التي يقولها، حريص دائماً لأن يكون مستمعاً أكثر من أن يكون مسيطراً على جو اللقاء، هذا بالضبط ما رأيته من خلال لقاءاتنا في ملتقى "اقرأ معنا" في معظم جلسات مناقشة كتاب طرح للقراءة.

عندما اتُّفق على مناقشة روايته "السبية"، قرأتها بتمعن وبفضول المقارنة أيضاً، لأنه الأكثر دقةً في التوصيف، فجاءت أحداثها مما عاشه ومما تخيله، وقد كانت لي حينها مداخلةٌ مختصرةٌ، أما روايته الأخرى "قبور لا تموت"، فكانت الأكثر قرباً من الواقع وأبعد رؤيا أيضاً حول ما يشاهده ويعانيه في يومياته كأديب، هي رواية نابعة من حسّه الإنساني العميق الذي يتصف به».

يذكر أنّ الأديب الروائي "ابراهيم الخولي" من مواليد قرية "عرجون" في ريف "حمص "عام 1966.