هدوءٌ ورزانةٌ توحي بالثقة بالنفس، تبوّأ العديد من المناصب من عميد للمعهد العالي للغات في جامعة "البعث"، ورئيس لقسم اللغة الإنكليزية لدورتين، مثّل الجامعة في أكثر من محفل دولي منها زيارة علمية إلى "القاهرة" عام 2003، ومهمة بحثية علمية في جامعة "نيويورك" عام 2006.

مدوّنةُ وطن "esyria" التقت الأستاذ الدكتور "إلياس خلف" بتاريخ 5 آذار 2020، ليحدثنا عن بداية انطلاقته برحلة كفاحه، قائلاً: «ولدت في مدينة "السلمية"، مدينة الثقافة بشتى مناحيها، نهلت من معين إبداعها، درست في مدارسها، وأحببت اللغة الإنكليزية منذ طفولتي، وفي الصف الأول الإعدادي غَرسَ في نفسي عشق هذه اللغة مدرّسُ المادة، فدفعني شغفي لها إلى الالتحاق بالفرع الأدبي، ومن ثم قسم اللغة الإنكليزية وحصلت على الإجازة الجامعية جامعة "حلب " التي أحببت منهاجها الجامعي، وتفوقت على زملائي، ثم حصلت على مرتبة الطالب الأول بمعدل 73,51%، بتقدير جيد جداً، ثم أوفدت بعدها إلى "بريطانيا" وهناك حصلت على دبلوم الدراسات العليا من "سترانكلايد" 1986، لكنه لم يروِ نهمي للعلم، وحصلت على درجة الماجستير عام 1988، والدكتوراه عام 1992 من جامعة "ليفربول" الشهيرة بالدراسات الشكسبيرية، حيث يدرّس فيها كبار النقاد الشكسبيريين، ثم عدت إلى أرض الوطن الطيب، والتحقت بعملي في جامعة "البعث" التي أوفدتني، وأخذت أمارس مهنة التدريس مذ عام 1992، وقمت بتدريس مختلف المقررات النظرية والعلمية، إذ درّست المسرح والشعر والنقد والأدب المقارن والترجمة، وكذلك درّستُ العديد من المقررات في برنامج الماجستير في قسم اللغة الإنكليزية، وفي قسم اللغة العربية أيضاً».

قمت بالمشاركة في العديد من المؤتمرات والندوات المحلية والعربية، وكنت دائماً أشارك ببحث علمي، يندرج ضمن المحاور العلمية المخصصة، للزيارات العلمية والبحث العلمي الخارجي، وقد حصلت على المنحة الأمريكية عام 2001، ثم سافرت إلى جامعة "القاهرة"، حيث ألقيت عدداً من المحاضرات حول المسرح البريطاني والأمريكي

وتناول جانب البحث العلمي، قائلاً: «قمت بالمشاركة في العديد من المؤتمرات والندوات المحلية والعربية، وكنت دائماً أشارك ببحث علمي، يندرج ضمن المحاور العلمية المخصصة، للزيارات العلمية والبحث العلمي الخارجي، وقد حصلت على المنحة الأمريكية عام 2001، ثم سافرت إلى جامعة "القاهرة"، حيث ألقيت عدداً من المحاضرات حول المسرح البريطاني والأمريكي».

زميله ورفيق كفاحه الدكتور أحمد حسن

وتحدث عن عمله في جامعة "البعث"، قائلاً: «أقوم بالإشراف على العديد من طلبة الماجستير وقسم الدراسات الأدبية وهي ثمرة جهود علمية أصيلة، ومعظمها في المسرح الإنكليزي، ولم أحصر اهتماماتي الأكاديمية باللغة الإنكليزية، بل امتد إلى الأدب العربي، فنشرت العديد من الدراسات الأدبية في المجلات العربية والمحلية، ومعظمها يتناول الشعر والمسرح، وألقيت المحاضرات في المراكز الثقافية، وفي جمعية "العاديات"».

وتحدث عن المناصب الإدارية، قائلاً: «تبوأت العديد من المناصب الإدارية التي شغلتها في كلية الآداب والعلوم الإنسانية في جامعة "البعث"، تسلمت منصب مدير المعهد العالي للغات في جامعة "البعث" من عام 1999 حتى 2001، أي منذ تأسيسه، وأجريت العديد من الدورات في اللغة الإنكليزية المخصصة لأعضاء الهيئة التدريسية في الجامعة، ولطلبة درجة الماجستير، عندما توفدهم مديرياتهم الحكومية، وكان الإقبال ممتازاً، وأقمت أول مؤتمر في المعهد العالي للغات، وحضره العديد من الباحثين والعاملين في مجال تدريس اللغة الإنكليزية، وكنت ناجحاً على كافة المستويات، ثم تسلمت منصب رئيس قسم اللغة الإنكليزية لدورتين، وفي العام الماضي نلت إعارة إلى "الجامعة العربية الخاصة للعلوم والتكنولوجيا"، حيث عينت بمنصب عميد لكلية الترجمة واللغات، إلا أن ذلك لم يشغلني عن جامعتي الأم، فما أزال أدرّس فيها، وأشرف على طلبة الماجستير هناك، وأما عن نشاطي في كلية الترجمة واللغات، فأود التأكيد على أن قسم اللغة الإنكليزية يسير على ما يرام، فزملائي في جامعة "البعث" و"حماة" هم سواعدي في الكلية، وقد حصلت على شهادة خبير مستشار نظم جودة دولية من "صناع الجودة العرب"».

أثناء مناقشة رسالة الماجستير لأحد الطلاب

وتناول عمله البحثي، قائلاً: «خلال مسيرتي العلمية قمت بترجمة كتاب الأدب في القرن السادس عشر في "بريطانيا"، وأنجزت العديد من رسائل الماجستير، سأذكر بعضها: "الانتقال من العمى إلى البصيرة" في مسرح "شكسبير" عام 2005، "صورة المنفيين عن الوطن" في مسرحيات "شكسبير" عام 2007، "صورة المنتقم في تراجيديات جاكوبية" مختارة عام 2011 وغيرها، ولي العديد من البحوث المنشورة منها: "السعي نحو تأكيد الذات" في مسرحية "الرغبة تحت شجر الدر" للكاتب "يوجين أونيل" عام 1996، "جبهة العفة" "الهوية الأنثوية في عدد من المسرحيات التاريخية في عصر النهضة الإنكليزية" عام 1998، "الصراع بين الولاء للسلطة الملكية"، "نداء الضمير" في مسرحية "السير جون أولد كاسل" والسير "توماس مور" عام 2001 وغيرها، ولي العديد من البحوث باللغة العربية منها: "ترجمة الحوار الدرامي"، "طائر العنقاء في الأدب العربي وشكسبير"، والعديد من المقالات المنشورة والمترجمة في جريدة "الفداء" في "حماة" وفي جريدة "العروبة" في "حمص"».

صديقه ورفيق دربه العلمي رئيس قسم اللغة الإنكليزية في جامعة "البعث" الدكتور "أحمد حسن" تناول مسيرته، قائلاً: «ربطتني بالدكتور "خلف" صداقة وزمالة، منذ كنا معيدين في ثمانينيات القرن الماضي، نستعد للإيفاد إلى "بريطانيا"، إذ سافرنا معاً عام 1985، وهناك درسنا درجة الدبلوم في جامعة "ستراثكلايد"، وبعدها غادر إلى جامعة "ليفربول" لمتابعة اختصاصه "phd" في مسرح "شكسبير"، وعصر النهضة عموماً، وتمتنت علاقتنا بعد العودة إلى جامعتنا الأم جامعة "البعث" في "حمص" في أوائل التسعينيات في مبنى كلية الآداب القديم، حيث كنا وما نزال نبذل قصارى جهودنا لتعزيز العملية الدراسية، وتقديم أفضل المناهج والبرامج لقسم اللغة الإنكليزية في الجامعة، لتشجيع الطلبة على إتقان اللغة التي لم تعد لغة ثانية أو أجنبية، بل لغة عالمية، لا يمكن الاستغناء عنها، ولا سيّما أنّ الكثير مما يوجد على شبكة الإنترنت مكتوب باللغة الإنكليزية، فهي لغة الصناعة والتجارة والسياسة والدبلوماسية والسياحة، وزميلي مثال النشاط الأكاديمي والبحثي والعلمي، فهو يشارك في مختلف المؤتمرات والندوات الأكاديمية المحلية والعربية، وحصل على منحة (الفولبرايت) التي تقدم للمتميزين فقط، ولقد أجرينا العديد من البحوث العلمية المشتركة معاً، تجمع اللغة بالأدب ونحن نشكل ثنائياً متكاملاً، فهو متخصص في الأدب والمسرح وأنا مختص في اللغة واللسانيات على نحو عام، لذا كانت بحوثنا المشتركة ثمرة تضافر جهود أكاديمية متكاملة، وأتت بمساهمات قيمة في مجالات تخصصها ويحسب للدكتور "خلف" أنه درَّسَ في مختلف الجامعات السورية، ومنها "دمشق"، "حلب"، "حماة"، "طرطوس" وغيرها عندما كانت الحاجة ماسة لأعضاء هيئة تدريس في اللغة الإنكليزية، وأما على المستوى الشخصي فهو مثال في الطيبة والبساطة والتواضع والإنسانية والأخلاق، وهو قريب من طلابه وزملائه يضع خبرته في خدمة كل من يقصده من مختلف كليات الجامعة وأقسامها».

أثنا منح خلف شهادة خبير ومستشار الجودة

يذكر أنّ الدكتور "إلياس خلف" من مواليد "حماة - سلمية" عام 1959، مقيم في "حمص".