كانت تهوى الكتابة منذ الصغر؛ وهو ما جعلها من عشاق المطالعة إلى درجة الإدمان. كتبت شعر التفعيلة، وأتقنت الشعر المفعم بحب الوطن والإنسان، وأنجبت مولودها الأول في المغترب، فكان: "توأم الروح".

مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 14 كانون الأول 2018 تواصلت مع الكاتبة "سلوى يازجي" المقيمة في "السويد" لتتحدث عن ديوانها الأول، وتقول: «تم اختيار عنوان الديوان والقصائد بسهولة؛ لأن كل كتاباتي فيه تنبض بمشاعر حب جياشة روحية، وكأنها الحب العذري الأول ومازال.

لقد أصبحت القصيدة العربية أقرب إلى النثر من القصيدة التقليدية الموزونة، وهناك ما يربط بين الشعر والقضايا العصرية، ولذلك تغير الشعر، لكنني أحب النوعين. عندما أكتب بعفوية ومن أعماق قلبي، أفضّل القصيدة الحديثة النثرية؛ فأنا لا أحب المبالغة أو التكلف أو زخرفة الكلمات، لكنني أحب الغناء والتعمق بكتابة الشعر مع صور وتشابيه؛ فأنساق وراء الشعر الموزون

هكذا أريد أن نحب الحبيب، وهو النصف الثاني "توأم الروح"؛ وهذا عنوان ديواني، كنت أفضّل الكتابة في الصباح الباكر، على الرغم من قدرتي على الكتابة في أي وقت، حيث أكتب بغزارة وعمق في أقوى حالات التأثر أو الشوق والحنين، وربما للحب أو الحبيب (صديق، أب، ابن، وطن). الديوان ليس كله قصائد شعرية؛ فهو بين الومضات والقصائد الشعرية».

ديوانها الشعري

وتتابع: «لقد أصبحت القصيدة العربية أقرب إلى النثر من القصيدة التقليدية الموزونة، وهناك ما يربط بين الشعر والقضايا العصرية، ولذلك تغير الشعر، لكنني أحب النوعين.

عندما أكتب بعفوية ومن أعماق قلبي، أفضّل القصيدة الحديثة النثرية؛ فأنا لا أحب المبالغة أو التكلف أو زخرفة الكلمات، لكنني أحب الغناء والتعمق بكتابة الشعر مع صور وتشابيه؛ فأنساق وراء الشعر الموزون».

وتكمل عن المسافة بينها وبين القصيدة، وعلاقتها مع الشعر: «قريبة جداً من القصيدة، لكنني أترك الجواب لمن باستطاعته نقد شعري أفضل مني، فالشعر جعلني كعصفور حرّ يحلّق في آفاق من دون حدود في التعبير، شعور يضفي على شعوري بالانشراح كمن أزال عن صدره عبئاً، وعندما أكتب تكون كلماتي كالدموع؛ وكم يرتاح من يبكي!

مع أن التوجيه المتكلف يعدّ مخلاً للقصيدة في بعض الأحيان، لكن عندما أكتب بصدق وعفوية أتخلى عنه إذا أعاق تسلسل أفكاري، فأغلب الأحيان أبدع بكتابة القصيدة الارتجالية أكثر من غيرها».

وعن تفكيرها أثناء الكتابة والصعوبات التي واجهتها تقول: «وأنا أكتب أفكر بالقارئ جداً وأتمنى أن يقرأ ما أعبّر عنه بكل صدق، ويحب الحبيب أو الوطن كما عبّرت، وأعبر عنه في قصائدي؛ لأن الإنسان لا يكون نقياً إلا إذا عاش الحب وقدمه.

في الحب وحده يرتقي الإنسان؛ فالحب جوهر الحياة والإنسان والأشياء، وأحاول دوماً أن أذكر أن العطاء والتضحية هما الأهم، لكن ضيق الوقت وعدم التفرغ للكتابة من الصعوبات التي واجهتني، وفي البداية كان فقداني لإرثي الأدبي الذي سبّبته غربتي الطويلة عن وطني من أصعب الأشياء التي عشتها».

ومن قصائدها التي اختارتها:

"منْ قدْ عبرْ

أنا لنْ أحتاج الحواس

لأن الروح سجدُ روحك

كلما طيفك اقتربْ".

"أميرة الكردي" المديرة التنفيذية لمؤسسة "سوريانا" تحدثت عن ديوان "يازجي" بالقول: «"سلوى يازجي" شاعرة سورية مغتربة في "السويد"، وقد أصدرت باكورة أعمالها مجموعة نثرية بعنوان: "توأم الروح"، إصدار مؤسسة "سوريانا" للإنتاج الإعلامي والتلفزيوني، حيث نجد بين دفتي الكتاب أملاً وألماً، خوفاً وحباً وحنيناً لا يركن إلى الشطآن، وفيه نصوص حالمة وقلب لا يعرف المستحيل. كتاباتها ملأى بالحب والسلام، وهو يدل على هواجسها الدائمة التي تشعر القارئ بقربها منه».

وتضيف صديقتها "صفاء سعادة" المتابعة لمشوارها منذ البداية: «عرفت "سلوى" منذ صغري، فهي صديقة الطفولة والشباب. وخلال مراحل الدراسة كنا نتشارك المقعد، وكثيراً ما كنت أختلس النظر إليها، إذ كنت أرى قلماً وورقة بين يديها بوجه دائم، ففي الوقت الذي تكون نظراتنا وآذاننا جميعاً نحو المعلم كانت عيناها على الورقة، وقلمها يتحرك لتنتهي الحصة الدراسية برؤية لوحة جميلة رسمتها، فمحبتها للكتابة لم تكن وليدة اللحظة؛ بل نتيجة شغف وموهبة نمت منذ الصغر.

وأهم من ذلك كله محبتها لوطنها؛ لذلك كثيراً ما أراها تعبّر في كتاباتها عن حبها العميق لبلدها، وهي المرأة القوية المثابرة التي لا تعرف الضعف، ولا تنحني أمام الصعاب».

يذكر، أن "سلوى يازجي" من مواليد "مرمرتيا"، عام 1968.