شاعرة وقاصة نشأت لدى أسرة مثقفة، حملت هموم الناس الحياتية وأسقطت هذا الواقع على الورق بكلمات شعرية وقصص قصيرة، تؤمن بالنقد الموضوعي كحاجة للأديب ليقدم ما هو أفضل.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 2 آذار 2018، الشاعرة والقاصة "شذى الأقحوان المعلم"، لتتحدث لنا عن بداياتها ورحلتها في عالم الكتابة والأدب، حيث قالت: «نشأت في كنف أسرة مثقفة؛ فوالدتي حائزة على إجازة في اللغة العربية، أما والدي، فقد كان معلماً وناقداً أدبياً، ولقد كان بيتنا يزخر بالكتب من شتى المجالات والأنواع، منها: القصص، وكتب المسرحيات العالمية، وغيرها، وجميعها كانت منظمة ومرتبة في مجموعات ضمن مكتبة ضخمة، وهذا ما دفعني إلى القراءة باستمرار، وأورثني ذخيرة فكرية وثقافية لا بأس بها، وفي مراحل مبكرة، قرأت لعدد من الكتاب والأدباء من دون تحديد، لكن بداية قراءاتي كانت للكاتب "طه حسين"، ثم للشاعر "محمود درويش"، وأيضاً "غادة السمان"، التي استحوذت كتاباتها اهتمامي؛ فلها أسلوبها المنفرد في تركيب الصور وتسيير اللغة بما يناسبها، وقرأت أيضاً لكثيرين غيرهم، وأستطيع القول إن رحلتي في عالم الكتابة بدأت منذ أن كنت في المرحلة الثانوية، حينئذٍ حاولت أن أكتب شعراً موزوناً في هجاء صديقة لي أزعجتني يوماً، فكانت هذه البداية».

نحن الأدباء بحاجة ماسة إلى النقد الموضوعي، ومخطئٌ من يشعر بأن كتاباته فوق النقد، فالنقد ليس إظهاراً للعيوب، إنما هو إظهار الإيجابيات والسلبيات معاً؛ الأمر الذي يقود الكاتب إلى تلافي الضعف في نصوصه، وكلنا بحاجة إلى النقد؛ فمن خلاله نستطيع رؤية ومعرفة فكر الآخرين، لتوظيف ما نكتبه بأسلوب أفضل

تتابع: «لكن قبل توجهي لكتابة الشعر بدأت بالقصة القصيرة، فرؤيتي لبعض المفارقات في الحياة والهموم الكبيرة التي تشغل الناس دفعتني إلى تجسيدها في قصص قصيرة؛ معتمدة في تقوية خطوتي في هذا المجال على أحد الكتب في النقد الأدبي كان قد ألفه والدي، وحمل عنوان: "الواقع والظاهرة الفنية في الفن القصصي"، فدأبت في البحث عن كل ما يتعلق بالقصة القصيرة وكتابها ونقادها، وأغلب ما كتبته تم نشره في صحيفة "العروبة" الصادرة في مدينتي "حمص"».

أحد شهادات التقدير الحاصلة عليها

وتكمل: «ثم توجهت لكتابة الشعر، وفي الحقيقة أنا أفضّل النثر على الرغم من الجدل القائم حتى الآن حول عدم تسمية النثر شعراً، بل تسميته خواطر شعرية، إلا أنني أرى أن هذا الجنس الأدبي قد فرض نفسه بقوة كبيرة، خاصة بعد دخول الترميز إلى الصور الشعرية؛ وهو ما أعطى الشعر النثري متانة وآفاقاً لسبر عقل الإنسان وجعله يهتم بالدلالات في النثر، واكتشاف الجمالية في الوصف والتعبير.

إن الشاعر يفرح بوجوده من خلال قصيدته، وهي إما أن تجعله من هواة الشعر، أو تمكنه من تثبيت قدميه كشاعر متمكن، كما أن نجاح الشاعر يتوقف على زيادة معرفته المستمرة، وتوسيع ثقافته في كافة المجالات، وهنا رأيت أن على عاتقي مسؤولية إسقاط الواقع على الورق بكلمات شعرية، وأن أكون مسؤولة عن هذا الطرح أمام آلاف العقول القارئة».

الكاتب عيسى اسماعيل

وفيما يخص النقد الأدبي والنقاد تقول: «نحن الأدباء بحاجة ماسة إلى النقد الموضوعي، ومخطئٌ من يشعر بأن كتاباته فوق النقد، فالنقد ليس إظهاراً للعيوب، إنما هو إظهار الإيجابيات والسلبيات معاً؛ الأمر الذي يقود الكاتب إلى تلافي الضعف في نصوصه، وكلنا بحاجة إلى النقد؛ فمن خلاله نستطيع رؤية ومعرفة فكر الآخرين، لتوظيف ما نكتبه بأسلوب أفضل».

تقول في أحد أعمالها:

"رَرْتُ عَلى دُروبِ

السَّحابِ

طَرَقتُ

بابَ الزَّمَنِ

لم يَسْمَعْني أحَدٌ

رَأيتُ الأطيافَ

تَعبُرُ كُلَّ اتّجاهِ

تَصعَدُ آفاقاً وتَهبِطُ

إلى القَاعِ

تَتَأبَّطُ شُعاعاً

تَسيرُ بِ هُداهُ

حِنَ يَغزو سَماءَهُم

سَوادّ الأَشْجَانِ

طَرَقْتُ ولَمْ يَفْتَحْ أحَدٌ

كَأنّهُ وَقْتٌ لِسُباتٍ

شَتَويٍّ

انتَظَرتُ صَحوةَ رَبيعٍ

ذاتَ حُلْمٍ

حَقيقةً لا خَيالٍ

حينَ دارَتِ الأطيافُ

في الأزمِنَةِ وارتَدَتْ

حِلَّةَ الأَعيَادِ

طَرَقتُ

وطَرَقتُ ومامنْ مُجيبِ

ذاتَ عُبورٍ

سَمِعتُ صوتاً يُنادي

قد أَعلنَ الكَونُ على أحلامِكِ

الحِدادَ"

أما الكاتب "عيسى اسماعيل"؛ وهو المحرر الثقافي في صحيفة العروبة الصادرة في مدينة "حمص"، فيقول عنها: «هي شاعرة وقاصة وابنة الناقد الأدبي الكبير "أحمد المعلم"، نجحت الأديبة "شذى" في المزج بين اختصاصها في الرياضيات وبين الأدب، كما أنها عضو منتدى الركن الثقافي الوطني في "حمص"، ولها مجموعتان في الشعر والقصة، وقد نالت عدداً من الجوائز عن أعمالها، ومشاركاتها متعددة في مناسبات مختلفة في المراكز الثقافية، كما تُنشَر كتاباتها باستمرار في عدد من الصحف والمجلات».

من الجدير بالذكر، أن الشاعرة القاصة "شذى الأقحوان المعلم"

مواليد "حمص" 1978، حاصلة على إجازة في الرياضيات، من أعمالها "طوق الياسمين" و"حين يغرد الكنار" وغيرها الكثير من القصائد والقصص القصيرة.