كتابته للشعر الموزون كانت بعمرٍ مبكر فتجاوز من خلالها صغر سنه ليصبح علماً شعرياً معروفاً أوصل اسم بلده إلى محافل أدبية عربية وعالمية.

إنه الشاعر "عمر حكمت الخولي" الذي التقته مدونة وطن eSyria فتحدث عن مراحل متعددة في مسيرته الأدبية، فقال: «كانت البداية مبكّرةً مع بدء الأسئلة الطفولية الأولى فبدأ الشعر يتملّكني شيئاً فشيئاً، وكانت محاولاتي الشعرية الأولى خلال الدراسة الابتدائية، واعترفت بنفسي شاعراً قبل ثمانية أعوام، عندما بدأتُ كتابة الشعر الحر في الخامسة عشرة من عمري».

كانت البداية مبكّرةً مع بدء الأسئلة الطفولية الأولى فبدأ الشعر يتملّكني شيئاً فشيئاً، وكانت محاولاتي الشعرية الأولى خلال الدراسة الابتدائية، واعترفت بنفسي شاعراً قبل ثمانية أعوام، عندما بدأتُ كتابة الشعر الحر في الخامسة عشرة من عمري

وأضاف: «أثناء الدراسة الثانوية كان لحظي دور في تطوير قصائدي، حيث التقيت بأساتذة أدركوا موهبتي وساعدوا على تطويرها وتوجيهها، وزوّدوني بعدد من الكتب الشعرية المختلفة في الروح والعصر، وربّما كان لذلك الأثر الأكبر في تحديد هويتي الشعرية، إضافة إلى أنني بدأت آنذاك بكتابة القصيدة العمودية وقصيدة التفعيلة، ولقد توَّجت تلك المرحلة بطباعة ديواني الأولى "عندما زرتُ القدر" الذي صدر عام 2009 في "مصر"».

الشاعر "عمر حكمت الخولي"

بعد نمو تجربته الأدبية بدأ "الخولي" إلقاء الشعر والمشاركة بالأمسيات والمسابقات الشعرية الكثيرة، حيث تحدث عنها وعن أهميتها قائلاً: «كانت أمسياتي الأولى في دمشق، بالتعاون مع ملتقى الحكايا الأدبي، وهو موقع يُعنى بالأدب عملتُ معه بين عامي 2008 و2010م في تلك الأمسيات اكتشفتُ موقعي الحقيقي في عالم الشعر عبر الاحتكاك المباشر مع القرّاء، وهذا ما شجّعني على التقدّم خطوة أخرى من خلال المشاركة في المسابقات الشعرية، العربية والعالمية، وحزت عدداً من الجوائز في مسابقات عدة منها جائزة "كاستيللو دي دوينو" في "إيطاليا"، وجائزة "النور" للإبداع الأدبي في "السويد"، وجوائز محلية أخرى، كما أنني دُعيت إلى المشاركة في مسابقات متلفزة مثل "أمير الشعراء" إلا أنّ بعض الحظ السيئ والروتين الإداري منعني من السفر والمشاركة آنذاك».

لكل شاعر طقوسه أو أجواؤه التي يحب كتابة الشعر فيها فعن ذلك تحدث: «لا توجد طقوس معيّنة لكتابتي الشعر، فالشعر جنون، روح غجرية وفوضوية، ما إن تحاول تأطيرها حتّى تفرّ منك! لذلك أباغت الشعر مرّة ويباغتني مرات، وكثيراً ما تولد القصيدة أول الأمر في الحمّام مثلاً! أو عندما أوشك على النوم، لكنّ بعض الموسيقا التي ترافقني أثناء الكتابة ربّما تُعدّ طقوساً عفوية غير مقصودة».

الشاعر "عمر حكمت الخولي"

يتميز شعر "عمر" بتنوع مواضيعه وعمق أفكاره لكن له مذهبه الشعري الخاص كغيره من الشعراء وفي ذلك قال: «كلّ مبدعٍ يسعى إلى ترك بصمته الخاصة في هذا العالم، وهذا الهاجس أشدّ وطأة عند الشاعر، لا أعرف ما إذا كنتُ قد نحوتُ منحىً مميّزاً وطريقاً خاصاً في الشعر بعد، فالشاعر يبقى في أولى خطواته أبداً، يبقى طفلاً أبداً والقادمون وحدهم هم الحكم الحقيقي، في وقت ستحوم فيه روح هذا الطفل مع أرواح من سبقه من شعراء».

الشاعر "الخولي" يمتلك مواهب وخبرات عديدة في مجالات الإخراج والتصوير والصحافة، وعن الإضافة التي حققتها هذه المقدرات في أشعاره تحدث: «قلتُ سابقاً إن دخولي في مجالات أخرى غير الشعر ليس سوى طريقة أخرى لكتابته، كل صورة التقطتُها بمثابة قصيدة، وكل لقطة في أحد أفلامي هي بيت من قصيدة طويلة جداً بدأت بكتابتها منذ سنوات، كما في فيلمي الجديد "صلاة" الذي حاولت من خلاله تكثيف الفكرة في مشهد متتابع واحد، ليس بعيداً في شكله ومضمونه عن المقاطع الشعرية القصيرة التي عكفتُ على كتابتها مؤخراً، وكما أضاف الشعر كثيراً إلى رؤيتي الإخراجية وعين المصوّر التي لديّ، كذلك فإن اللحظات التي أسجنها في صور لن تكون بعيدةً عن أية قصيدة جديدة أكتبها، أعتقد أن العلاقة وثيقة بين كل أنواع الإبداع، وفي حالتي أنا لا أستطيع الفصل فيما بينها».

الشاعر "عمر حكمت الخولي"

يرى "عمر" أنه لا يصحُّ لأي شاعرٍ أن يكون مقلِّداً أو مصطنعاً لأفكار غيره من الشعراء، فالإبداع لا يكون إلا من خلال توليدٍ وإبداعٍ داخليٍ للشاعر، مع تأثرٍ طبيعيٍ بكبار الشعراء، وهذا ما لا يعتبر عيباً إن لم يزد عن حده، لكن "الخولي" لا ينكر وجود شعراء يقتدي بهم ويعتبرهم مثله الأعلى شعرياً وهنا تحدث: «كأي شاعر آخر، كان لا بدّ لي من التأثر بتجارب شعرية متعددة ومتباينة، في بداياتي كان لشعر "محمود درويش" و"نزار قباني" مكانة مقدمة، ربّما طبعت قصائدي بروحيهما دون أن أشعر، وفي فترة لاحقة تنوعت الجداول التي شربت منها، فكان "أدونيس"، و"الماغوط"، و"طاغور"، وبعض شعراء العصور الإسلامية، لكنّني لا أخفي أن أكثر ما أثّر فيّ هو الشعر الصوفيّ ووجده، وما زالت له عندي حظوة عظمى».

على الرغم من فوز "عمر" بعدة جوائز أدبية محلية ودولية، لا يرى نفسه قد وصل إلى غايته المنشودة أدبياً حيث يقول: «كتبت في تقديم ديواني الأول: الشعر كالجنس تماماً؛ حين نصل إلى النشوة، نكون قد وصلنا إلى النهاية.

في الشعر لا يوجد هدف نسعى إليه، ما من غاية إلا الشعر نفسه، وطالما بقيتُ أكتب، فإن الغاية متجددة، أزلية، تظل مبتعدةً شيئاً فشيئاً، لتظلّ روح الشعر تطفو نحوها».

وللحديث عن الشاعر "عمر الخولي" التقينا الشاعرة والإعلامية "قمر صبري الجاسم" التي أبدت إعجابها بشعر "عمر" قائلة: «شهادتي بـ"عمر" مجروحة وأي كلام قد لا يعطيه حقه لكنني أرفع رأسي لأنه يمثل الشباب السوري المُبدع الحالم، الذي يعمل ويسعى ويجرب، و"عمر" لم يقف فقط عند حدود القصيدة التي صور من خلالها ابداعاً حقيقياً إنما نقل ذلك الابداع إلى الصورة الناطقة.. أذكره حين أقرأ له، وحين أشاهد أي منجز له أبكي بكل صدق، أبكي فرحاً فهو وأمثاله يقولون من خلال المُنجز».

وأضافت: «نحن هنا نحمي سورية بإبداعنا حيث إن التوقف عن الابداع جريمة، نحن ندافع عن سورية التاريخ العريق بفننا وإبدعاتنا وحبنا الصادق، حين خصصت صفحة كاملة عنه وعن منجزه في صفحتي "فضاءات" منذ سنين كنت متأكدة أنني أمام مستقبل يمثل ليس سورية فقط بل سيتعدى الآفاق وليس غريباً أن يكون منطلقه "حمص"، حيث كنت قد خصصت الصفحة للمبدعين الحمامصة وكانوا ومايزالون بازدياد».

الجدير بالذكر أن الشاعر "عمر حكمت الخولي" من مواليد مدينة "حمص" عام 1990م ، ودرس في كلية الحقوق في "حمص".