بدايته الأدبية كانت بدايةً بسيطةً إلا أنه لم يهتم بصنفٍ أدبي دون غيره حيث جعله ولعه الشديد بالأدب العربي يخط تجربة نادرة في ميادين إبداعية متعددة كالقصة والنثر والخاطرة وغيرها.

إنه الكاتب "صفوة حنوف" الذي التقته مدونة وطن eSyria بتاريخ 7/7/2013 فتحدث عن أهم مراحل مسيرته الأدبية بالقول: «بدأت مشواري الأدبي بكتابة الخواطر والنثر وتجميع نتاجي الأدبي دون أن أظهره لجمهور وهواة الأدب، وكنت أستلهم أفكاري مما حولي من الأحداث والمناسبات المفرحة والمحزنة، وكذلك القصص والأدبيات وكلمات الأغاني التي كنت أتناولها وأقرؤها، وعندما بدأت دراستي الجامعية وتكثفت ثقافتي وعلاقاتي الاجتماعية بدأت كتاباتي بالنموّ والتنوع وبدأت مرحلة جديدة في تجربتي صعدتُ فيها منبر الشّعر والنثر في الأمسيات الجامعية».

لي تجاربُ ناجحة كثيرة كتبت فيها الشعر باللغة الإنكليزية وقد نشرتُ بعضها في صحف ومدوناتٍ لها جمهورها العريق في التّذوق وتقدير التجربة

يرى "حنوف" أن لمشاركة أي كاتب في الأمسيات الشعرية التي يعرض عبرها إيداعاته أمام جمهور الأدب أهميةً كبيرةً في تنمية موهبته وتطويرها فتحدث عن مشاركاته قائلاً: «في المرة الأولى التي ظهرت فيها لجمهوري بأحد مدرجات "جامعة البعث" شعرت بالخوف والتردد الشديدين، ولكن مرةً بعد مرة بدأت أشعر بأن قصصي وأدائي النثري بدأ يأخذ حيزه في قلوب الآخرين, وأصبحت المنابر الوسيلة التي أحتك من خلالها بجمهوري، فزادني ذلك إصراراً على المتابعة في الكتابة إذ أصبحت أكثر خبرةً بالأساليب التي ترضي الناس وأرى نفسي صاحبَ وهجٍ خاص في الكتابة اليوم بعد مرور الربيع الخامس لظهوري للنّاس».

الكاتب "صفوة حنوف"

وأضاف: «ألقيت النثر والشّعر في جامعة البعث والمركز الثقافي العربي بحمص وبعض المراكز الثقافية في أرياف "حمص" الخضراء وكان لي شرف الإلقاء في بعض مراكز العاصمة "دمشق"».

تجربة "صفوة" الأدبية في مجالات الخاطرة والنثر والقصة لم تقتصر على اللغة العربية حيث قال: «لي تجاربُ ناجحة كثيرة كتبت فيها الشعر باللغة الإنكليزية وقد نشرتُ بعضها في صحف ومدوناتٍ لها جمهورها العريق في التّذوق وتقدير التجربة».

يرى الأديب "صفوة حنوف" أنه لا يصحُّ لأي كاتب أن يكون مقلِّداً أو مصطنعاً لأفكار غيره من الأدباء والشعراء كما أن التأثر بهؤلاء يجب أن يبقى ضمن حدِّه الطبيعي, وهذا ما لا يعتبر عيباً، لكن "حنوف" لا ينكر وجود أدباء وشعراء يقتدي بهم ويعتبرهم مثله الأعلى أدبياً وعن ذلك قال: «أنا من عشّاق الراحلة "ايميلي ديكنسون" و"شكسبير" و"هيغو" ويساعدني في مضغ تجاربهم اتجاهي الكلاسيكي بالكتابة ومشاعري الميالة بطبيعتها إلى موسيقا "شوبان" و"باخ" و"بيتهوفن" ويعجبني ويؤثر بي أيّ قلمٍ يقدّم الإحساس, مشهوراً كان أو مغموراً, أنثى أو ذكراً, ولا أنسى أن أذكر تعلقي الكبير بـ"أبي العلاء المعري" الإنسان المتحضر وصاحب العقل الوسطي الداعي إلى توحيد الطوائف وإعلاء كلمة التوحيد وأنا أرى فيه فيلسوفاً وصاحب رؤية واقعية تتسم بالجرأة».

تعتبر المتانة الإنشائية والقوة التعبيرية التي يتمتع بهما "صفوة" من أهم ميزاته التي جعلته يحقق لنفسه محبين ومتابعين كثر لكتاباته التي شملت النثر والقصة والشعر, وعن هذا تكلم: «إن تقديري وتقديسي للغة العربية التي كتبت أغلب نتاجي الفكري والأدبي من خلالها جعلني شديد الحرص على تمتين مهاراتي اللغوية والنحوية وأنا أرى أن استشعار أهمية اللغة التي يكتب بها الأديب هي التي تجعله شديد الحرص على تطوير نفسه بها فعلاقتي باللغة هي علاقة حب نابعة من كونها لغة أهل الجنة التي سنبقى ماشين في سبيلها حسب قواعدها التي نحترمها, أما الإنشاء والتعبير فهو مرّصعٌ بالأفكار التي تأتي من وحي الناس والحبّ والعيون والقلوب, ومن تجارب سلبية أو إيجابية».

يميل "حنوف" في كتاباته إلى الرومنسية والحب بكل صنوفه حيث إنه يعتقد أن الكاتب يجب أن يكون مرآةً للواقع والحياة التي تطغى عليها المشاعر المتدفقة والمتبادلة بين البشر بكل أعراقهم وأجناسهم.

لـ"صفوة" طقوسه الخاصة في الكتابة حيث بيَّنها قائلا: «أكتب دائماً وأنا اشرب الشاي وأختار الأمكنة الجميلة بين الورود, وشيطان الأفكار أباغته أحياناً أو يباغتني فأمسك مسرعاً ورقةً عابرةً أضخ فيها ما في ذهني ثم أقوم بعرضها أمام أهل الخبرة من الأصدقاء لأستفيد من ملاحظاتهم».

أكد "صفوة" وجود شعراء شباب في "حمص" يملكون مواهب كبيرة لا تحتاج إلا لمزيد من الدعم والاهتمام إذ عبر عن ذلك بقوله: «حمص أمّ الشعراء والمواهب والأقلام المبدعة التي تحملُ إبداعات لا تموت, أنا أقرأ لكثيرٍ من هذه الأقلام الشابة ولا سيما "ريما هلال" و"سليمان الحسن" و"محمود دياب" وتخونني الذاكرة في نسيان بعض الأسماء».

وللحديث عن "صفوة" التقينا الناقد والشاعر "سليمان الحسن" الذي قال: «الاستاذ "صفوة" لديه تجربته وحسه الأدبي الخاص خصوصاً بمجالي فن الخاطرة والقصيدة النثرية التي تتطلب عادة أن يكون صاحبها ذا تنوع وفضاء فكري واسع ومتين, وما يغني قصائده هو اتصافها بسمتين جميلتين هما البساطة في الطرح والسلاسة في الصياغة, وهذه الصفات فيه كفيلة بجعل كتاباته ذات رونق خاص يميزه من غيره وهذا يظهر واضحاً عبر الكنايات والتشابيه التي يستعملها, وكم أتمنى أن يشق لنفسه طريقاً أوسع في مجال الشعر الموزون والتفعيلة فهذا سيكون أكثر متانة وكمالاً».

الجدير بالذكر أن الكاتب "صفوة حنوف" من مواليد حمص عام 1985م وهو يعمل مدرساً للغة الإنكليزية في المعهد العالي للغات بـ"جامعة البعث".