«لا أنتمي بشعري إلا للجمهور هؤلاء الذين أجلس بينهم وأستمع لحديثهم أكثر مما أتكلم هؤلاء هم أشعاري وكل ما كتبت». هذه الكلمات لـ"عمر الفرا" الشاعر الذي ارتبط بشكل مباشر بقصيدة "حمدة" منذ زمن طويل لكن لشعر هذا الرجل جوانب أخرى غير "حمدة" وشعر البداوة.

هذا الشاعر الذي مزج بين العامية والفصحى والمحلية وعرف بشعره المقاوم والشعبي وبقربه الدائم من الناس وتلبيته لجميع الدعوات في إقامة أمسيات شعرية في مختلف أنحاء سورية والوطن العربي.

آخر ديوان لي كان بعنوان "رجال الله" وقد طبع لدى المقاومة اللبنانية وفي مطابعها، والآن لي ديوانان قيد الطبع، الأول فصيح لم أسمّه بعد، والآخر شعبي أسميته "عمي طافش" ويحتوي /17/ قصيدة

مدونة وطن eSyria التقت الشاعر"عمر الفرا" في 20/3/2009 وقد بدأ الحديث عن بداياته مع الشعر فقال: «كتبت أول قصيدة شعبية عام /1973/ عندما كنت في خدمة العلم وكانت بعنوان "البندقية"، كنت أحضر أمسيات شعرية واستمع إلى الشعراء "عبد الرحيم الحصني"، "عمر أبو ريشة" وشاعر آخر كان مهماً اسمه "ميشيل قبق"، كنت استمع إليهم بشغف شديد وأتصوّر أن ما أسمعه سهل عليّ أن أكتبه وبدأت التجريب في الصف السادس.

أما بالنسبة للإلقاء فقد كنت في البدايات ألقي الشعر بين الفقرات في المهرجانات، ثم بعد أن عرفني الناس دُعيت إلى أمسية وتجرأت على إلقاء الشعر وحدي، في البداية لم يكن أحد يطلع على شعري لا أهلي ولا أصدقائي، كنت أخاف أن أُلقي شعري أمام الناس، تنتابني الريبة والشك وأخاف أن يقولوا عني مجنوناً، فأنا ابن بيئة بسيطة تسخر من الشخص عندما يكتب الشعر حتى شاهدوني أول مرة في التلفزيون وعرفوا لأول مرة أنني شاعر».

وعن تأثره في المراحل الأولى من كتاباته تحدث الشاعر "عمر الفرا" قائلا: «تأثرت بالشاعر "عمر بن أبي ربيعة" و"المتنبي" سيد الشعراء و"بشار بن برد" و"امرئ القيس" حامل راية الشعراء، أما من العصر الحديث فقد أحببت "نزار قباني" وقد سميت ابني على اسمه، و"بدوي الجبل" و"عمر أبو ريشة" و"بدر شاكر السياب" و"سميح القاسم"».

في حين لم أتأثر بأحد من شعراء العامية، بل انتهجت كما قال النقاد مدرسة جديدة في الشعر وحدثت العالم بما يفهمون وما يحلمون به ويمر بهم من عادات وتقاليد، حاولت أن أعطي الناس وأمنحهم كل ما يهمهم، وتكلمت باسمهم وعشت وجلست بينهم وكان حديثي قليلاً جداً، كنت أستمع أكثر مما أتكلم وأستمع إليهم بدقة شديدة، فلربما من خلال ما يتكلمون أكتب قصيدة، كنت صوت الناس».

لم نر تجارب مميزة في الشعر النبطي في سورية ويكاد يكون "الفرا" أحد القلائل الذين حازوا شهرة واسعة بهذا النوع من الشعر وقد تحدث عن هذا الموضوع فقال: «للأسف الشديد وسائل الإعلام لا تشجع الشعر الشعبي، وينشرون باللغة الفصحى فقط، أيضاً اتحاد الكتاب العرب لا يشجع القصيدة العامية، على كل حال تخطيت هذا الموضوع في أمسياتي وفي مقابلة الناس وجهاً لوجه، حيث اعتمدت على إلقاء الشعر وعلى مواجهة الناس في أمسياتي، والزمن خدمني كثيراً من خلال التلفزيون والانترنت، وأشرطتي موجودة مع كثير من الناس في بيوتهم وتتنقل الأشرطة من مكان إلى مكان، إضافة إلى اللهجة التي يفهمها الجميع، وهي ليست لهجة محلية صرفة، بل تجمع بين المحلية والفصحى والعامية».

ويتحدث الشاعر "عمر الفرا" عن إلهامه في الكتابة فيقول: «أحياناً تمر عليّ حوالي خمسة أو ستة أشهر لا أكتب فيها أية كلمة، وأحياناً أكتب خلال أسبوع واحد ثلاث قصائد وهذا ليس لي به أي إرادة، القصيدة تأتي وحدها وتختار موضوعها ومفرداتها ولغتها إن كانت شعبية أو فصيحة، قصيدتي تأتيني بلا موعد وعفو الخاطر وأحياناً تأتيني في نومي فأجلس وأكتبها».

كتب "الفرا" قصيدة "رجال الله" ووجهها لرجال حزب الله المقاومين في لبنان بعد انتصارهم في تموز/2006/ وقد لاقت هذه القصيدة شهرة واسعة حتى إن المقاومين كانوا يستمعون لها ويقرؤونها في خنادقهم، كما كتب "الفرا" عدداً من القصائد لـ"غزة" الصامدة ومؤخراً عاد من دولة قطر حيث ألقى أمسية هناك شاركه بها الشاعر "أحمد فؤاد نجم" والشاعر "سميح القاسم" أما عن مشاريعه المستقبلية فقال الشاعر "عمر الفرا": «آخر ديوان لي كان بعنوان "رجال الله" وقد طبع لدى المقاومة اللبنانية وفي مطابعها، والآن لي ديوانان قيد الطبع، الأول فصيح لم أسمّه بعد، والآخر شعبي أسميته "عمي طافش" ويحتوي /17/ قصيدة».

السيد "عدنان عزام" رئيس جمعية "مسيرة القيم السورية في فرنسا" ذكر أن قصائد الفرا تفوح منها رائحة حب الوطن الذي ألهمه دوماً في إنتاجه الابداعي، موضحاً أن قصائده باللغة البدوية تمثل مرآة صادقة في تصوير ما يشعر به المواطنون بلغتهم العفوية.

الجدير بالذكر أن "عمر الفرا" ولد في "تدمر" عام /1949/، درّس اللغة العربية في البادية السورية ومدينة "حمص" لمدة /17/ عاماً، له خمسة دواوين معظمها بالعامية وهي "الغريب" بالفصحى و"كل ليلة"، "قصة حمده"، "حديث الهيل"، "الأرض النا" باللهجة العامية.

  • تم تحرير المادة بتاريخ 2009.