نشأ "أغيد الشواف" في عائلة تكتب الشعر، وبدأ كتابة الشعر منذ طفولته، فهمَّ بتعلم العروض على يد الشاعر الأستاذ "عدنان قيطاز" كما كان حينها يتعلم إعراب القرآن الكريم، فأتمَّ إعراب القرآن كاملا قبل أن تبدأ حياته الجامعية ليدرس في قسم اللغة العربية في كلية الآداب بجامعة البعث.

موقع eHoms التقى الشاعر "أغيد الشواف" الذي تحدث عن مراحل متعددة من مسيرته الأدبية، فعن أهمية دراسته للغة العربية ومدى تأثيرها في صقل موهبته قال: «إن دراستي للغة العربية صقلت موهبتي وطورت مستواي الشعري وقد كنت أتوقف عن كتابة الشعر في بعض الأحيان لأعود إلى الدراسة والقراءة ولكيلا أكرر نفسي خلال الكتابة، وأنا أرى أن مهمة دراسة اللغة العربية لا تتعدى كونها تصقل الموهبة، فجامعاتنا للأسف لا تحوي في مناهجها سوى عشر قصائد في كل عصرٍ، كالعصر الجاهلي أو غيره فتنبع هنا الحاجة لأن يجتهد الطالب اجتهادا شخصيا ويكثر من القراءة، فقد قرأت كمَّا هائلا من الحديث الشريف واجتهدت في قراءة الشعر الجاهلي والأموي والعباسي والمملوكي واطلعت على الآداب العالمية كالصينية واللاتينية وغيرهما».

أنا متأثر بشعر "عمر أبو ريشة" و"تميم البرغوثي" و"حسن بعيتي" وأنا معجب بشعره بالإضافة للشاعرة "سعاد الصباح" أما ذروة الشعر العربي برأيي فهو الشاعر الراحل محمود درويش

بدأ "أغيد" إلقاء الشعر والمشاركة بالأمسيات الشعرية عبر المسارح الشبيبية في البداية، ثم بدأت قصة مشاركاته في مدرجات جامعة البعث والمراكز الثقافية حيث يقول عن كل ذلك: «بعد مشاركتي الشعرية الأولى في الجامعة بدأت الهيئات الإدارية هناك تطلب مني المثول في أمسية فردية وحدي، وفعلاً هذا ما حدث عبر أمسيةٍ في كلية الهندسة المدنية، ثم شاركت بأمسيات منتدى "آرتين" الأدبية الثانية والثالثة بدعوةٍ من صديقي "ثائر الطحلي"، وأمسيةٍ في مدرج الآداب الكبير وهوأكبر مدرجات جامعة البعث، وبعدها شكلت مع مجموعة من شعراء حمص وثلة من الموسيقيين أسرة أسميناها "وشاء الهوى" إذ لم يجمعنا إلا الهوى والحب، وبدأنا بعدها ننظم معاً الأمسيات والنشاطات الأدبية والفنية، وكانت البداية مع أمسية بقمة النجاح ووصفت بالأجمل على مستوى الجامعة.

درع اسرة وشاء الهوى المقدم للشاعر اغيد الشواف

وقد مَثــُـلت الأسرة بعدها كاملة على أثير هواء إذاعة البيضاء، ونحن نحضِّر الآن لأعمالٍ قادمةٍ قريباً جداً، وشاركت بالإضافة لكل ذلك في أمسيات المركز الثقافي بحمص وكانت لي مشاركة في المركز الثقافي في حماة أيضا مع شعراء كبار قبل أن أشارك في المهرجان الأدبي الذي أقيم برعاية جامعة البعث، والذي حققت فيه المركز الثالث وكنت على وشك المشاركة بجائزة الشارقة الدولية».

لـ"أغيد" طقوسه الخاصة في كتابة الشعر إذ تعوَّد على تأليف الشعر ماشيا، وأكد أن أكثر قصائده كان قد كتبها وهو يمشي في شوارع حمص الهادئة، كما أنه يكره الجو الحار ويميل إلى الجو البارد والمتقلب الذي اعتبره أبرز السمات التي جعلته يعشق حمص، حيث تحدث عن علاقته بحمص قائلا: «أحب في "حمص" تقلب جوها، حيث أرى فيها بكل ساعة فصلا، وهذا التحرك المناخي، يحرك ويأجج مشاعر الشعراء، وأنا أعشق شوارع حمص وخاصة شارع "الخراب" الذي كتبت أكثر قصائدي وأنا أمشي فيه، وطيبة أهل حمص تضيف لها طابعا مميزا، وكم أنا أتمنى أن يزيد الاهتمام بالشعر والشعراء فيها أكثر، فأنا أرى مواهباً كثيرة لا تحتاج إلا للقليل من الرعاية والدعم».

أغيد الشواف

يميل "أغيد" للشعر الغزلي أكثر من غيره وعن سبب ميوله هذا يقول: «حاولت أن أكتب الشعر السياسي ولكنني وجدت نفسي أقوى بالغزل، ولكن نوع الحالة التي أعيشها تفرض عليّ كتابة أنواع جديدة فقد كتبت يوما قصيدة عن فتاة من غزة شاهدتها تبكي على شاشة التلفاز وقد ألقيت هذه القصيدة في أكثر أمسياتي، وقد كنت قد كتبت قصائداً نبويةً ولكنَّني أجد قلمي عاجزا عن إعطاء النبي صلى الله عليه وسلم فيها شيئا من حقه».

على الرغم من العدد الكبير من الأمسيات التي شارك فيها بالإضافة إلى جمهوره الشعري المقبول، لا يعتبر "أغيد" نفسه شاعرا حيث بيّن أنه من المؤمنين بالعبارة التي تقول: "يبقى الإنسان عالما ما دام يتعلم فإذا ظن أنه عالم فقد جهل" حيث تحدث عن ذلك قائلا: «عندما أقرأ شعر "نزار قباني وسليمان العيسى وبدوي الجبل وعدنان قيطاز" وآتي لأقرأ شعري بعدها، فإن سميت حينها نفسي شاعرا، فيجب أن أجد لهؤلاء ألقابا أخرى! وعندما أكتب قصيدة بمستوى "البردة" فوقتها سأسمي نفسي شاعرا فعلا».

الشاعر إيهاب السيد عمر

وعن الشعراء الذين يتأثر "أغيد" بهم من شعراء العصر الحديث قال: «أنا متأثر بشعر "عمر أبو ريشة" و"تميم البرغوثي" و"حسن بعيتي" وأنا معجب بشعره بالإضافة للشاعرة "سعاد الصباح" أما ذروة الشعر العربي برأيي فهو الشاعر الراحل محمود درويش».

وعن شعراء شباب يرى فيهم أغيد مستقبلا كبيرا إذا ما بذلوا جهدهم وتعبوا على أنفسهم في مجال الشعر قال "أغيد": «في الجامعة شعراء شباب أرى فيهم مستقبلا واعدا كالشاعر "وسام مجذوب" وهو جميل في القصائد الوطنية وإلقاؤه يغطي على أي سلبية توجد في شعره، بالإضافة للشاعر "إهاب السيد عمر" حيث إن إحساسه جميل ولديه أفكار جديدة ولا أجده يقلد أحدا وإن كنت أتمنى أن ينهي الفكرة التي تنتهي فيها قصيدته بعشر أبيات ولا يمددها أكثر، ولا أنسى أيضا "عمر سليمان" الذي استلذ بشعره و"منى حمود" التي تستحق أن اسميها أديبة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، ولكنها لم تثق بنفسها كما يجب وأتمنى أن تنطلق وأنا لم أر من الشعراء الشباب أفضل من هؤلاء».

وللحديث عن "أغيد" التقينا الشاعر الشاب "إهاب السيد عمر" وهو الحاصل مؤخرا على جائزة مشروع الكتاب العالمي للشعر العربي حيث قال فيه: «"أغيد الشواف" من الأشخاص المميزين الذين أسعدني القدر بلقائهم وهو ذو موهبة فطرية في مجال الشعر، كما أنه يعمل دائما على تطوير ملكته الأدبية وأساليبه الشعرية، وأكثر ما أثار انتباهي في شعره هو توظيفه للرمز بشكل جيد في خدمة فكرة نصوصه ورسالته، كما أن لديه بعض النصوص ذات الحس الفكاهي اللطيف، ونصوصه ذات أبعاد وطنية وغزلية رقيقة تتدفق فيها المشاعر والصور البيانية بسلاسة وترابط محكم، كما يبدو أثر الأدب العربي الذي يدرسه في صقل مرايا موهبته اللامعة، وأتوقع له تجربة شعرية فريدة تثري الأدب العربي بإذن الله كما أتمنى له التوفيق».