في كل مرة تطل فيها الأديبة "هنادي أبو هنود" بمقال أو قطعة نثرية أو كتاب تقترب أكثر مما يفكر به أبناء جيلها ليس من الأدباء فحسب بل من شريحة واسعة من الشباب، اليوم تطل "أبو هنود" بكتابها الثاني "كلام... كلام" بعد "مرت الأيام"، تجمع به مقالات لها كانت قد نشرتها بالصحف، وبهذه المناسبة موقع eHoms التقى الأديبة "هنادي أبو هنود" وأجرى هذا الحوار حول الكتاب الجديد:

  • عندما يعود الكاتب لأرشفة مقالاته في كتاب هل الغرض من ذلك فقط ترتيبها؟ أم إعادة طرح مواضيع المقالات بزمن جديد؟
  • بكل تأكيد حتى أن الناس يطلبوا المزيد طبعا الأمر بحاجة لتلوين في الصوت في بعض الأحيان ويجب أن يختار الكاتب النص بشكل جيد بحيث يكون سلسا وقصيرا

    ** «الاثنان معا... أحب ترتيبها حتى يبقى ما كنت أفكر به في مرحلة زمنية معينة، وبالنتيجة تكون المقالة شاهدا على العصر لما كنت أفكر به أنا وأبناء جيلي».

    الأديبة "هنادي أبو هنود"

  • تسميتك للمواد المنشورة بالنصوص عن ماذا يعبّر؟
  • ** «أنا ليس لدي اتجاه في كتاباتي يصب في الشعر أو القصة أو الرواية... أحبها جميعها، لكن كتاباتي ليست من هذه الأجناس.

    كل المؤسسات الأدبية تُصنف حسب هذه التسميات وهناك أبحاث أدبية وترجمة ومسرح لكنها حتى الآن لا تتطرق للنثر، أنا أُسمي كتاباتي "خواطر" هذه الكلمة لم تأخذ حقها، مع أن كبار الأدباء كتبوا الخواطر "كجبران خليل جبران" و"أمين الريحاني"».

  • بالنسبة للعنوان هو مغامرة ربما لأن مصطلح "الكلام" يأخذ معنى سلبيا عند الأدباء؟
  • ** «تقصدت أن أعنون "كلام... كلام"، أحيانا كثيرة يكون الكلام هذراً وسفسطائياً ليس له معنى، أنا أريد أن أقول إن الكلام دائماً يجب أن يكون له معنى، لكن أحيانا يكون بداخلنا كلام له معنى لكن نعبر عنه بالصمت، حتى النقاط التي وضعتها بالعنوان لها معنى، بالتأكيد هناك كلام آخر لم يخرج».

  • معالجة القضايا اليومية للمواطن في أغلب نصوصك مثل نص "أول الشهر" ربما لكونك تعملين في صحيفة منذ سنوات يجعلك تكتبين نصوصا من هموم الناس والتفاصيل الصغيرة فيها كقطعة "أول الشهر"؟
  • ** «أفكر يوميا بالبساطة... قصصي تتعلق بالإنسان وحياته اليومية... مشاعره وكل ما يخطر بباله، علاقاته، ما يؤثر به، أحب الرومانسية الشعبية. نعم العمل الصحفي يعلمك أن تكتب بخفة وباختصار وأحيانا بطريقة ساخرة ليقرأها كل الناس، كما حدث في نص "أول الشهر"».

  • لم نقرأ منذ زمن لأحد يكتب عن "حمص"، وأنت كتبت أكثر من نص لها في هذا الكتاب؟
  • ** «لم أكتب إلا جزءاً صغيراً عن حبي لها، أحب السفر وأعشقه لكن أحب حمص كثيراً، عند دخولي في الشارع الذي أسكن تعود لي الحياة، هذا الشيء لا يعيشه الكاتب فقط بل أي إنسان سَكَنَ هذه المدينة، يقول "دخيل رب هوى حمص"، هناك بالنسبة لي أيضا جريدة "حمص" التي احتضنتني منذ البداية لذلك كان الهوى مزدوج لاسم واحد "حمص"».

  • في كل مرة يؤلف فيها مختص باللغة العربية كتابا نجد اعتناء واضحاً باللغة كم هذا مهم بالنسبة للمؤلفين الشباب؟
  • ** «أحب الاهتمام باللغة وإبرازها... أشعر بأن حقها مهضوم دائماً لدى المؤلفين الشباب، فهي نوعان إما لغة جامدة أو لغة تعيش بالأدراج فصيحة جداً ولا أحد يفهمها أو تدخل بها العامية بشكل مشوه، لا نجد اللغة الوسط المضيئة... المشرقة التي يفهمها كل الناس وتكون راقية معبرة... جميلة، وليست مُقعرة بالوقت ذاته أي فيها حفر ومطبّات».

  • لكن هناك من يقول إن البعض من خريجي الأدب العربي عندما يؤلفون يعتنون باللغة أكثر من المضمون؟
  • ** «هذا الكلام صحيح في بعض الأحيان، بالنسبة لي أنا أعبر عن الإحساس، أشعر بأن الشرط الأول هو الصدق، لا أعرف إذا هي مواضيع كبيرة أو عميقة لكن أشعر بأنها من القلب وضمن لغة واضحة».

  • الأجيال الأدبية تتابع تأثرها "بجبران" وأنت منهم وهذا واضح في كثير من النصوص ما تعليقك؟
  • ** «بالتأكيد كلنا تأثرنا بالقامة الأدبية الكبيرة "جبران خليل جبران" أحببناه ليتنا تشبهنا به دائما... لأنه يلامس عمقنا، هناك كتاب يدخلون إلى حياتنا دون أن ندري بشكل بسيط "كجبران" و"نزار قباني" يعيشون بداخلنا حتى الموت ولو لم نكن أدباء».

    *هل تشعري بأن هذا النوع من الكتابة النصوص يمكن قراءته ضمن أمسيات؟

    ** «بكل تأكيد حتى أن الناس يطلبوا المزيد طبعا الأمر بحاجة لتلوين في الصوت في بعض الأحيان ويجب أن يختار الكاتب النص بشكل جيد بحيث يكون سلسا وقصيرا».

    يذكر أن الأديبة "هنادي أبو هنود" من مواليد /1974/، مجازة بالأدب العربي من "جامعة البعث"، عملت مدرسة لغة عربية حتى عام /2001/، ثم انتقلت للعمل بجريدة "حمص" أقدم جريدة مستمرة بالصدور في سورية، ونشرت في عدد من الصحف المحلية والمواقع الالكترونية لها مؤلفان "مرت الأيام" 2008 و"كلام كلام" 2010، ولها عدة أنشطة مع جمعيات إنسانية.