كان نادي الرابطة الأخوية وبعض من جمهور الثقافة في "حمص" على موعد مساء السبت 23/10/2010 مع حفل توقيع الكاتبة الشابة "نادين باخص" على روايتها الأولى: "وانتهت بنقطة"، الصادرة عن دار الآداب للنشر والطباعة عام 2009.

حيث تلج الكاتبة في روايتها أعماق نماذج عديدة من الشباب في عصرنا الحاضر، يتوقون إلى تحقيق رغباتهم وعيش مشاعرهم، ولا يتمكنون من ذلك ضمن الإطار الضيق للواقع الساخر الذي يعيشون فيه والذي لا يرحم، لتكتشف مختلف الجوانب النفسية والفكرية التي تحدد بيئتهم وتشكّل هويتهم، وتطرح بذلك عدداً من القضايا الاجتماعية والفكرية والوجودية المعاصرة.

عندما قرأت الرواية وجدت نفسي أمام نوع جديد من الرواية، نحن اعتدنا على الرواية التي تلتزم بمرجعية واقعية محددة، لكن الآن وجدت نفسي أمام تشكيل روائي جديد يحوم في عالم روحي بحت سميته أنا عالم "الماورائيات"، عالم يقوم على الروح أولاً قبل أن يقوم على الجسد

وبكلمة لها في بداية الحفل ذكرت الكاتبة "باخص" سبب كتابتها للرواية بالقول: «عام 2006 تبلورت في ذهني فكرة لطالما ألحت عليّ في سنوات عديدة هي فكرة المطلق، كنت أفكر باستمرار: هل هناك حدود لكل من الحب والصداقة والارتباطات الإنسانية العميقة؟ وجاءت حالة "وانتهت بنقطة"، كانت مغامرة لم يعنني أن أخوضها لأنتصر أو أتجنب هزيمة ما، ففي هذه الرواية وجدَت فكرة المطلق حيزها لتتجسد وتتكاثر وتثمر ومن ثم لتنتهي بنقطة».

جانب من الحضور

الدكتور الناقد "هايل الطالب" أحد مدرسي "نادين" في قسم اللغة العربية "بجامعة البعث"، قدم ملاحظات نقدية حول البناء السردي للرواية وقال: «كنت أنتظر أن تهديني "نادين" مجموعة شعرية واليوم لا أنكر سعادتي بالرواية الأولى لها، ولا شك أن هذه التجربة تستحق الاحتفاء وتستحق القراءة، وعموماً فالفن الروائي هو فن التذكر، فن الموهبة، فن الخبرة، وقد حاولت "نادين" في كثير من المواضع ضمن الرواية ونجحت، وفي مواضع كثيرة كانت تعتمد فقط على اللعب اللفظي».

من جهته قال الدكتور "رضوان قضماني" أيضاً أحد مدرسي "نادين" في الجامعة: «عندما قرأت الرواية وجدت نفسي أمام نوع جديد من الرواية، نحن اعتدنا على الرواية التي تلتزم بمرجعية واقعية محددة، لكن الآن وجدت نفسي أمام تشكيل روائي جديد يحوم في عالم روحي بحت سميته أنا عالم "الماورائيات"، عالم يقوم على الروح أولاً قبل أن يقوم على الجسد».

"نادين" تتوسط الدكتورين "الطالب" و"قضماني"

وأضاف: «إذا تأملنا الصفحات الأولى فسنجد كماً هائلاً للفظ "روح" يتكرر ولألفاظ ترتبط بالماورائيات بالدرجة الأولى، فطابع الرواية بكامله طابع يقوم على هذه الماورائية، على نزعة سماوية، فالكاتبة "نادين" بحثت في روايتها عن شخصية ارتبطت بشخصية أخرى بعلاقة تسمو فوق الواقع، هي علاقة نقية لا يشوبها دنس حسي، وهي إجمالاً رواية تبنى على السرد».

يذكر أن "نادين باخص" هي من مواليد /1984/ درست الأدب العربي في "جامعة البعث"، وتحضر بحثاً لنيل درجة الماجستير باختصاص دراسات نقدية وبلاغية، وعنوان بحثها "أثر الفكر الوجودي في اللغة الشعرية عند نزيه أبو عفش"، تكتب قصيدة النثر والرواية والمقالة وتنشر في عدد من الصحف والمجلات المحلية والعربية، ولها مجموعة من الدراسات الأدبية المنشورة ومجموعة شعرية تحت الطبع.

غلاف الرواية