شهد المركز الثقافي العربي "بحمص" مساء الخميس 30/9/2010 حفل توقيع المجموعة القصصية الثانية "هذه أنا" للقاصة الدكتورة "لين غرير"، وذلك بحضور عدد كبير من المدعوين والمهتمين بالأنشطة الثقافية والأدبية "بحمص" غصت بهم قاعة الدكتور "سامي الدروبي".

وقبيل توقيع المجموعة القصصية الجديدة قدمت الأديبة والشاعرة "دعد طويل قنواتي" قراءة نقدية أدبية للمجموعة الجديدة من حيث المحتوى ومن حيث الشكل، فمن حيث المحتوى ذكرت "قنواتي" أن: «هذه المجموعة تحوي عددا من القصص القصيرة تدور معظم أحداثها في فلك العلاقات الزوجية والعاطفية والعائلية وتنطلق منها إلى مجال المفاهيم والقيم الاجتماعية وطرائق التربية ومدى تأثير مجمل هذا في صياغة شخصية الفرد وسلوكه».

هذه المجموعة تحوي عددا من القصص القصيرة تدور معظم أحداثها في فلك العلاقات الزوجية والعاطفية والعائلية وتنطلق منها إلى مجال المفاهيم والقيم الاجتماعية وطرائق التربية ومدى تأثير مجمل هذا في صياغة شخصية الفرد وسلوكه

وأضافت: «أما من حيث الشكل فقد اتبعت الكاتبة نمط السرد الواقعي، وبعثت فيه بإدخالها حوارات حية تسربت منذ عهد طويل من عالم المسرحية إلى عالم القصة، ولم تهتم الكاتبة دائماً باتباع أسلوب إخفاء المعلومات المرحلي، وهو جوهر القصة التقليدية، بل ركزت اهتمامها على كشف جوهر الشخصيات والمواقف، وهذا من صميم أسس القصة القصيرة، ولقد أظهرت الكاتبة رأيها في ما استنتجته من مراقبة وتحليل الواقع الإنساني، فأدخلت نفسها كمراقبة دون أن تصبح جزءً من الحدث القصصي، وبقي هاجس الكاتبة هنا في ما اكتشفته من حقائق النفس الإنسانية والعلاقات بين البشر مما رأته جديراً بنقله إلى القارئ».

د. "غرير" تقرأ إحدى قصص مجموعتها الجديدة

وعن رأيها بالقاصة "غرير" وأسلوبها الأدبي بشكل عام قالت الأديبة "قنواتي": «لا بد لنا من ذكر عمق تفهم الكاتبة للنفس البشرية، ورهافتها في تحسس أعماق الإنسان في لحظاته الحاسمة، وإن هذا يعد باستمرار تقدم الكاتبة في مجال القصة القصيرة وتأريخ النفس البشرية، ما دام الأدب يعتبر تاريخاً لروح الإنسان، وسواء شاءت الكاتبة أن تتعمق أو تتخصص في رصد أعماق العلاقات الإنسانية الدائرة في فلك العواطف والمجتمع والزواج، أو شاءت أن تطلق خيالها في مجالات أخرى فإن ذكائها الواضح وصفاء ذهنها موضوعيتها، وتسلحها بالعلم والاستنارة، كل هذا كفيل بأن يدلها على الطريق الأفضل الذي ستتابع فيه تطورها في مجال القصة ورفض تحولات الكائن البشري مع تحولات الزمن».

الآنسة ثناء السبعة الكاتبة في موقع "نساء سورية" الإلكتروني أبدت رأيها بما تتناوله القاصة "غرير" في أدبها ورأيها بمجموعتها الجديدة بالقول: «اعتدنا منذ البداية مع الدكتورة "لين غرير" أن نقرأ همومنا وحالاتنا الاجتماعية، حيث اختارت هدفاً لكتابتها أن تضع الأصبع على الجرح، سواء كان ذلك في ما نشرته وتنشره بجريدة "العروبة" أو "حمص" أو في زاويتها على موقع "نساء سورية" التي حملت عنوان "بين السطور"».

جانب من الحضور

وأضافت: «في مجموعتها الثانية "هذه أنا" تغوص د. "لين" في أعماق النفس غير المرئية، وتلتقط الصور ثم تسلمها للقلم ليحفظها في قصة ينادي بطلها: هذا أنا... وتصرخ بطلتها: هذه أنا.

فيسمع النداء خافق هنا، ويردد صدى الصراخ وجدان هناك، يتعانقان بكل مودة، ينطمران في كينونة واحدة، في أديم الإنسانية، وتتفتح على غصن المحبة.. فلة.. إنها القاصة د. "لين غرير"».

الأديبة "دعد طويل قنواتي"

وعن شعورها بمناسبة التوقيع على مجموعتها الجديدة قالت د. "لين غرير": «لا أسعد مني اليوم حين أرى بعضاً مني في صفحات بين أيدي الحضور، هي خطوتي الثانية لعلها الأصعب على الطريق، فالطفل يخطو خطوته الأولى بجرأة ومغامرة وربما بتهور، لكنه يخاف في الخطوة الثانية فيتردد، يخشى أن يختل توازنه فيسقط، يفكر أكثر قبلها، فعليها سيتأكد وقوفه على قدميه وبها سيحدد وجهة سيره، أنا اليوم أخطو خطوتي الثانية هذه وأنتظر بشوق آراء قرائي، فهي المرساة التي تثبتي قلمي في بحر الكلمات وتمنع العواصف من اقتلاعها».

وعبرت الدكتورة "غرير" عما تطمح إليه في إصدارها لهذه المجموعة بالقول: « إنما أطمح إليه هي أن تكون مجموعتي الثانية مسار مناقشة وتفاعل، تساؤل بين القارئ وذاته، لأن جزءاً مهماً من رسالة الأدب هو إثارة المواضيع والآراء سلباً كانت أم إيجاباً، فإن إصدار كتاب هو بحد ذاته جرأة ومسؤولية ومغامرة، خاصة في زمن اللا قراءة، لكن ماذا نفعل بالكلمات حين تغلي في قلوبنا، لا يمكننا إلا أن نرفع عنها الغطاء لتنتشر وتتحرر، فالكاتب لا يرتاح إلا حين يُقرأ».

يذكر أن مجموعة "هذه أنا" للدكتور "غرير" صادرة عن دار "المعارف" للنشر وتتألف من حوالي سبع وثلاثين قصة متنوعة، أما المجموعة القصصية الأولى فقدر صدرت في العام 2007 عن نفس دار النشر وحملت عنوان "نساء بلا حدود".