على الرغم من انشغالاته التجارية والاستثمارية كصاحب مطعم ومسبح معروف في "حمص" كان الشاب "نادر كباش" دائماً ميالاً لكتابة الشعر الذي أحبه منذ نعومة أظفاره، وعندما زار الشاعر المهجري "نبيه سلامة" أرض الوطن عام /1986/ استقبله بقصيدة أذهلته وأثارت دهشته لصغر عمر هذا الفتى الذي لم يتجاوز الثانية عشرة وقال له حينها: «ستصبح يوماً ما شاعراً يا بني ولكن لا تتخذ من الشعر مهنة».

وما زال إلى اليوم يسير على خطا الشاعر "سلامة" في نظم الشعر ليقدم النواحي الوجدانية بطريقة شعرية، وبنفس الوقت يتابع العمل في مسالك الحياة العملية.

شعر الصديق "نادر كباش" لطيف ورقيق، وغزله من النوع العذري، لا يؤذي سامعَه إلا بالكلمات اللطيفة والصور الرقيقة

eHoms زار الأستاذ "كباش" في منزله وكان اللقاء التالي:

الصحف التي نشر وينشر فيها الأستاذ "كباش"

  • حبذا لو تحدثنا بداية عن نشأتك الأولى ودراستك العلمية.
  • ** «ولدت في مدينة "حمص" عام /1974/ لعائلة مهتمة بالأدب والثقافة، فخال أبي الشاعر المهجر الراحل "نبيه سلامة" صاحب ديوان "أوتار القلوب". درست في مدارس "حمص"، وحصلت على الثانوية العامة عام /1992/، وتابعت دراستي في كلية الهندسة المدنية "بجامعة حلب"، وفي سنة /1997/ اتجهت للعمل في بلدان الخليج العربي لعدة سنوات».

    الأستاذ "نادر كباش" وحب المطالعة الدائم

  • متى عدت إلى وطنك الأم ولماذا اخترت الاستثمار السياحي؟
  • ** «عدت إلى مدينتي "حمص" عام /2003/ لأخوض في مجال الاستثمار السياحي لما وجدت من مقومات سياحية هامة تتمتع بها سورية، فقمت ببناء وتأسيس مسبح ومطعم "نايا" العائلي في قرية "فيروزة" التي تبعد حوالي أربعة كيلو مترات إلى الشرق من "حمص"، حيث افتتحت المطعم والمسبح في عام /2006/، والحمد لله أضحى مطعم ومسبح "نايا" العائلي اليوم من المنشآت السياحية المتميزة وذات السمعة الطيبة على مستوى محافظة "حمص"».

    الابن الأصغر ووالدته في بيت العائلة

  • كيف بدأت قصتك مع الشعر ونشر قصائدك؟
  • ** «أنا أكتب وأقرأ الشعر منذ طفولتي، وحقيقة لم أفكر فيما بعد بالنشر بسبب انشغالاتي العملية، ولم أرد أيضاً أن أتخذ من الشعر وسيلة للظهور أمام الناس، لكنني فوجئت عندما جربت نشر أول قصيدة لي عام /2006/ باستحسان وقبول كبيرين لدى القراء على ما نشرته، وهذا أسعدني وأعطاني حافزاً لأعطي هذا الجانب من حياتي أكثر من الاهتمام العادي، وأصبح لدي اليوم العديد من القصائد نشرت لي في صحيفتي "العروبة" و"حمص" ومجلة "الثقافة" الأسبوعية الصادرة "بدمشق" إضافة إلى موقع Syria news».

  • ما القوالب والأنواع الشعرية التي تعتمدها في كتابة قصائدك؟
  • ** «أميل لكتابة قصائدي وفق قالب الشعر العمودي القديم لما فيه من موسيقا خاصة، ولكوني أيضاً من هواة العزف على آلة الأورغ ما يشجعني أكثر على هذا القالب الشعري، وقد ركزت في معظم قصائدي الشعرية على النوع الغزلي الذي حاولت من خلاله أن أقدّم أفكاراً متنوعة تحاكي نواحي الحياة المختلفة».

  • لماذا تختار الشعر الغزلي في معظم قصائدك؟
  • ** «الشعر الغزلي الموجه للأنثى في قصائدي لا يعني الهيام المطلق والحب بل أعمل من خلاله على توجيه رسالة معينة مبتعداً عن الخطاب الجاف المباشر بما يحاكي شعور الناس ضمن قالب الحب والغزل، وهنا أذكر على سبيل المثال قصيدة "الأم والأنثى" عندما قلت: "لو لم تكن الأم أنثى أولاً/ ما قد أضاءت ظلمة الأنفاق".

    أضف إلى ذلك فإن الشعر يجعلني أكثر إنسانية في المجتمع المادي الذي أعيش فيه، والشعر كالفنون الأخرى متنفّس للأحاسيس ومنبع للمشاعر، فمن خلال هذا النوع مثلاً عرضت الأضرار الناتجة عن لفافة التبغ التي هي داء العصر، إذ تغزلت بها كأنثى في مطلع قصيدة لي بعنوان "للأسف أعشقها" ومن ثم قدمتها كداء مميت، منها أقتطف:

    "تعذبني وأعشقها كثيراً/ وليس يمر يوم دون فيها

    وتكرهني وتسعى في فنائي/ وألعق في غرام كاحليها

    أيا سيكارتي... لن تقتليني/ فروحي لا تباع لتشتريها".

    كما تغزلت بالأنثى لأقول إنها الحافز وراء كل نجاح وهي المعين للرجل في تخطي عقبات الحياة كما في قصيدة "أنت أشعاري ولحني":

    "أحبتني وتاهت في غرامي/ وجادت باللآلئ في هيامي

    أحبك أنت أشعاري ولحني/ وأنت كنجمة فوق الأنام

    فإن كنت النصيب فهذا حظ/ عظيم رائع حلو وسامي

    وإن كان الفراق هو مصيري/ فإني طالب حسن الختام".

    وفي ختام اللقاء عبر الأستاذ "نادر كباش" عن طموحه بالمشاركة في أمسيات شعرية وهو حالياً يحضر لهذا الموضوع، وذكر بأنه يحضّر أيضاً لطباعة ديوانه الشعري الخاص الذي سيتضمن معظم كتاباته وقصائده التي كتبها منذ الطفولة ولا يزال يحتفظ بها إلى اليوم.

    وأضاف: «أتمنى أن أرى مزيداً من الدعم وتشجيعا للشعر والشعراء من قبل القائمين والمعنيين بهذا المجال وتبني المواهب الأدبية الشابة ودعمها وتشجيعها أكثر، لما نلاحظه اليوم من انحسار لهذا الفن الراقي والعريق».

    وعلى الصعيد العملي يأمل الأستاذ "كباش" بالاستمرار في مجال الاستثمار السياحي والعمل على تطويره بما يتوافق مع التوجهات الحكومية في دعم القطاع السياحي السوري.

    ولمعرفة رأي أحد المقربين من الأستاذ "كباش" في شعره وفي شخصه التقينا الكاتبة "هنادي أبو هنود" سكرتيرة التحرير في جريدة "حمص" فتحدثت قائلة: «شعر الصديق "نادر كباش" لطيف ورقيق، وغزله من النوع العذري، لا يؤذي سامعَه إلا بالكلمات اللطيفة والصور الرقيقة».

    وأضافت: «أما "نادر" كشخص فهو إنسان بكل ما تعني الإنسانية من معنى، وقلَّ أن تجد شاباً يجمع مع الرجولة الحنانَ واللطفَ والإنسانية. إنه يلاطف الجميع الموظفين الذين يعملون عنده، والأقارب، والأهل، ويحبّ أولاد أخواته كأنهم أولاده. وهذه المحبة اكتسبها في بيتٍ عريق ربّى الجميع على المحبة، وأعطى العلمَ والمعرفة كما أعطى المحبة والإنسانية واللطف. إنه صديقٌ صدوق، أنيسٌ، حسنُ المعشر، وقد انعكس هذا الأمر في شعره رقةً ولطفاً وعذوبةً وغزلاً».