حقق الدكتور "إياد قحوش" أحد أحلامه الشعرية في إنشاء مساحة تجمع عددا من الشعراء والمهتمين بالشعر المحكي وذلك من خلال إطلاق "مجلة السايح" الإلكترونية للشعر باللغة المحكية والزجل، والتي أحتضنها موقع مجلة ضيعتنا مرمريتا www.dai3tna.com/poetry...

هذا المشروع الذي انطلق بجهود شخصية للدكتور "قحوش" المغترب في كندا وبعض الأصدقاء المهتمين بهذا النوع من الشعر، وللحديث أكثر عن هذه المجلة موقع eHoms التقى الدكتور "قحوش" الذي تحدث بداية عن فكرة مشروعه فقال: «طبعا الفكرة فكرتي وقد قمت بجمع ثلّة حولي من شعراء سورية ولبنان لنتصدى لهذه المهمة وهم "عصام يوسف" و"سامي سعاده" و"حسن كوثراني" و"هيفاء العنداري" و"سليمان طراد" و"طوني شلهوب" و"سمير هلال" وغيرهم من الغواصين الذين كلما غاصوا في الشعر عادوا لنا بالكثير من الدرر».

لا يمكننا أن نحدد الشعر بتعريف واحد كلما ألبسناه طقماً يكبر عليه ويمزقه

وأضاف: «إننا نسعى لأن نأتي بشعر حيّ نابض بالحياة عبر نسيج أدبي شفاف يتمكن القارئ من خلاله أن يرى ملائكة الجمال من خلال فكرة أنه لابد أن نخصص بيادر لكل موسم لا أن نضع غلال مواسمنا الشعرية على ما تيسّر من مساحات فارغة في بيادر بقيّة الفنون والآداب، يجب أن نخصص مكانا للشعر المحكي».

الدكتور "إياد قحوش"

وردا على سؤال حول الشعر والفروقات من حيث الصور والأحاسيس بين الشعر باللهجة المحكية والفصحى؟ أجاب قائلاً: «لا يمكننا أن نحدد الشعر بتعريف واحد كلما ألبسناه طقماً يكبر عليه ويمزقه».

وتايع حديثه: «أشعر أن الفصحى كخواجة على كراسي السطور وفي قصور الكتب أما العامية فتعرّش معنا على الشجر وتصعد الجبل وتسهر معنا ونجدها مع الأولاد على البيادر والأعراس والحزانى... أنا أحلامي باللهجة المحكية».

وفي حديثه عن سبب تسمية المجلة "السايح" قال: «الاسم أتى من جبل السايح في منطقة مرمريتا ووادي النضارة، هذا الجبل الكبير الذي تشعر بأنه يشتم رائحة السماء لعلوه الشاهق ويجلس جلسة عربية وسط وادينا».

كما أوضح أن المجلة لا تقتصر فقط على الشعر باللهجة المحكية بل «شعر وزجل وقصص ودراسات عن الشعر باللغة المحكيّة وعن الزجل وعن الشعراء المختصين بهذا المجال».

وفيما يتعلق بنوعية الأشعار التي ستقدم في المجلة قال: «الشعر باللغة المحكيّة تثقّفَ ودار البلدان... ونحن نضيف له الصور والخيال وفتحنا له شبابيك على الفكر، بشعرنا نتكلم عن الخيال الذي يكسر، والصوت الذي تمسكه، والضوء الذي تسمعه».

وحول الفصل بين الزجل والشعر باللهجة المحكية في المجلة أوضح الدكتور "قحوش" أن «الزجل بابه واسع وكما يقال بالعامية "مرحباني" أي رحب وعلى عتبته يوجد نضوة فرس، أما الشعر برأيي فبابه ضيق لكن سقفه عال وقلة من يدخلون من هذا الباب حتى يجدوا الشعر الملك».

ولمعرفة رأي أحد أعضاء فريق العمل التقى موقع eHoms السيد "جورج حنا" وهو مدير موقع مجلة مرمريتا الحاضنة لمجلة السايح الذي تحدث قائلا: «اللهجة المحكية هي التي نتكلم بها ونعبر بها عن ذاتنا ومشاعرنا بطريقة أصدق، واالشعر باللهجة المحكيه له قواعده كالشعر الفصيح تماما».

ويضيف قائلا: «برأيي الشعر ليس نوعية اللغة التي نكتب بها عامية او فصحى بل ما يحمله هذا الشعر من معاني وصور وقوة تعابير، كم من شعراء الفصحى لا تستطيع تتمة قصيدة لهم بسبب ضعفها والعكس صحيح».

ويتابع "حنا" حديثه: «إن الثقافة لا تعني فقط اللغة الفصحى فاللغة المحكية هي لغة قائمة بذاتها ولها قواعدها أيضا ومرمريتا والوادي بشكل عام لهم باع طويل في الشعر باللغة المحكية، وتراث عريق».

وردا على سؤال حول إمكانية تواصل الأجيال الكبيرة على الانترنت ممن يكتبون هذا النوع من الشعر؟ أجاب: «طبعا جميع الأجيال ممكن أن تتواصل القديمة والجديدة مع العلم بأن الأجيال الجديدة هي الأكثر متابعة للنت ولكن وحسب معلوماتي بدأت حتى الأجيال القديمة تتابع المواضيع التي تهمها واعتقد أن موقع ضيعتنا وبقية المواقع استطاعت جذب معظم الشرائح والاجيال».

وفيما يتعلق بسب انتشار هذا النوع من الشعر في القرى أكثر منه بالمدن قال: «ينتشر في القرى والمناطق التي تنتشر فيها الثقافة بشكل واسع، الشعر باللغة المحكية وليد ثقافة واسعة وليس العكس كما يظن البعض خاصة الشعر الحر او شعر التفعيلة الذي يحمل فلسفة ومعاني وصوراً وسيكتشف المتابع لمجلة السايح معنى هذا الكلام بنفسه».

مقطع من قصيدة "ملاك النّار" للدكتور "إياد قحوش" باللهجة المحكية:

«وجوانحو صحرا/ كأنْها غيوم/ صفرا/ وقت بتقوم..

نص القيامه عالدني بتقوم/ ولمّا بيرفّو بالفضا بتفكّرو/ واقف عم يهوّي على منقل نجوم».

يذكر أن الدكتور "إياد قحوش" طبيب في علم المخبر ونقل الدم من جامعات أميركا- يعمل في مستشفى الملكة "إليزابيت" في "هاليفاكس"- بروفيسور مساعد في جامعة "دالهاوزي"- مدير بنك الدم في مقاطعة "نوفاسكوشيا" في كندا.

نشأ وترعرع في قرية "مرمريتا" غرب "حمص"، يكتب الشعر باللغة المحكيّة.