«تمتلك لغة وأدوات فنية وسخرية وما تحتاجه هو الشغل أكثر لإنتاج قصة متميزة، ومهما يكن من أمر فقد بدأ اسمها يظهر كقاصة وفنانة تشكيلية- تصوير ضوئي- في الأمسيات والمعارض»‏. هذا ما كتبه عنها الأستاذ "عيسى اسماعيل" رئيس تحرير جريدة "العروبة" الحمصية، في العدد الصادر بتاريخ 11/8/2008.

إنها القاصة الآنسة "منال أمين العسس" التي صدرت لها مجموعتان قصصيتان هما "وجوه منسية" عام /2005/ و"ناس من ورق" عام /2007/، تحمل الإجازة الجامعية في المكتبات من عام /2000/ وتعمل حالياً مديرة للمركز الثقافي العربي في بلدة "قطينة" منذ عام

طموحي الاستمرار بالكتابة وإصدار مجموعات قصصية جديدة، لكن الإمكانات المادية غير متاحة لي اليوم

/2002/، التقاها موقع eHoms لتتحدث عن تجربتها الأدبية في مجال الكتابة القصصية، البدايات، والمراحل التي أوصلتها لنشر المجموعتين القصصيتن، فتقول: «حين كنت في الثالثة عشرة من العمر، كانت بدايتي في الكتابة من خلال محاولات شعرية بسيطة، كما كانت مدرّسة اللغة العربية في المدرسة تعجب بمواضيع التعبير التي أكتبها وتشجعني عليها، لكنني إلى حين تخرجي في قسم المكتبات بقيت أكتب الشعر العمودي وأحتفظ به لنفسي، إضافة إلى أنني كنت أرسم أي شيء يستهويني، وترافقت هذه الموهبة مع العزف على آلة الأورغ، لكنها كانت مجرد هوايات مسلية لم أعمل على تطويرها».

الأديبة "منال العسس" تحمل مجموعتها الأدبية "ناس من ورق"

في عام /2003/ بدأت "منال" بمحاولات عدة في كتابة القصص القصيرة توِّجت بإصدار أول مجموعة لها، وتقول عن هذه البداية: «عرضت بعض هذه القصص على المرحوم الأستاذ "نصر الدين الفارس" صاحب دار "المعارف" للنشر الذي قرأها وشجعني على نشر مجموعة قصصية، فكانت مجموعتي الأولى بعنوان "وجوه منسية" مبنية على أمور اجتماعية تحكي هم مجتمع ومشكلة إنسانية، تضم المجموعة حوالي سبع قصص طويلة وقصيرة تم نشرها في عام /2005/، وكل من قرأها من أصدقائي ومعارفي شجعني على الاستمرار بالكتابة، وشعرت أنه ممكن لشخص قارئ لديه مشكلة أن يستفيد مما أطرحه في هذه الكتابات، بمعنى آخر أن أكتب لأجل إفادة الآخر، إضافة إلى أن الكتابة ساعدتني وتساعدني في إفراغ تلك الطاقات الكامنة في داخلي، فحين أكتب أشعر براحة نفسية كبيرة».

في عام /2007/ نشرت الأديبة "منال" كتاباً أدبياً آخر بعنوان "ناس من ورق"، صدر عن الدار السورية للنشر، تقول عن هذا الكتاب: «هو عبارة عن قصتين طويلتين، وقصص قصيرة وقصيرة جداً، ومقالات من وحي الوجدان ونثريات عمودية، وقد كان من المخاطرة أن أجمع هذه الفنون الأدبية بكتاب واحد، وما دفعني لذلك أن لي طبعاً سيئاً جداً في أني أعشق تناثر الورق على طاولتي أو مكتبي او على سريري فهذه اللوحات لا يمكنني الاستغناء عنها لان رؤيتي لها تستفز قلمي كي أرسم المزيد.

أمام صورها الضوئية في إحدى المعارض التي شاركت فيها

هذه العشوائية كانت تفقدني الكثير من الأوراق التي اصطبغت بتفاصيل لا يمكن إعادة صياغتها لأن اللحظة لا تتكرر، والكلام وإن تكرر يفقد حلّته الأولى، فأجمل الكلمات تلك التي ترسم عارية. هذا سبب، والسبب الآخر، هو أن الأفكار التي تغلي في قلم الكاتب إن لم تكتب تموت وتعدّ نعشاً لصاحبها، والأعمار بيد الكتب التي لا تُكتَب».

تطمح "منال" لإصدار كل ما هو جديد من إنتاجها الأدبي، وهي لم تكتف فقط بالكتابة الأدبية ونشرها في مجموعات خاصة، بل شاركت وتشارك في العديد من الأمسيات الأدبية التي تقام في محافظة "حمص"، ولها مساهمات في الصحف، وعن ذلك تتحدث: «شاركت في أمسيات أدبية متعددة في عدد من المراكز الثقافية كالمركز الثقافي "بقطينة"، والمركز الثقافي "بحمص"، وحالياً لدي كتاب جديد قيد الإنجاز، عبارة عن مجموعة من القصص، لأنني شعرت أنه أفضل لي أن أتابع الكتابة بجنس أدبي واحد.

أما بالنسبة للنشر في الصحف فكان لي مساهمات متعددة في جريدة "حمص" العريقة، وهناك مقالتان كتبهما الأستاذ "عيسى اسماعيل" عن إنتاجي الأدبي في جريدة "العروبة" الحمصية».

وتابعت "العسس": «طموحي الاستمرار بالكتابة وإصدار مجموعات قصصية جديدة، لكن الإمكانات المادية غير متاحة لي اليوم».

جدير بالذكر أنه إلى جانب كتابتها للقصة تهوى الآنسة "منال العسس" التصوير الضوئي، الذي تعتبره هواية وليس احترافاً، وقد شاركت في عدد من معارض التصوير الضوئي في "حمص"، وتقول في هذا المجال: «الصورة تعكس داخلي، وهي تفريغ طاقات كامنة، ولقد شاركت في معارض مع هواة ومحترفين، وابرز الصور التي أحبها صورة الغروب على بحيرة "قطينة" وصورة "الشمعة المحترقة"، فعندما لا أستطيع أن أكتب أو أرسم أتجه للتصوير، حيث أشعر أن كل الحواس تجتمع بالصورة، وتعكس حالة إنسانية كامنة».