«لم أستطع الكتابة عن "القدس" رغم أنني سألقي قصائدي ضمن احتفاليتها كعاصمة للثقافة "العربية"، ولم يستطع الحزن الكبير الذي بداخلي أن يحفزني لفعل ذلك، وإنما أردت اعتبارها عاصمة "عربية" تستحق أن تقرأ لها قصائد لا تحتوي كلاماً عن الموت والدمار». كانت تلك كلمات عبرّت بها الأديبة "هنادي أبو هنود" أحد المشاركين في الأمسية "الشعرية" و"النثرية" التي أقيمت في المركز الثقافي بمدينة "حمص" وضمّت إلى جانب "هنادي" كلاً من الشعراء "جورج النبكي"، و"عبد المسيح دعيج"، و"مروان معماري" الذي أراد في هذه الاحتفالية أن يطرح عملاً أدبياً يقوم على السجال وعنه يتحدّث:

«أردت طرح الأساس الذي يضعفنا والذي إذا ما تجاوزناه يقوينا، هو قائم على مشكلة تفشت حتى لحقت بالآلات وغدت مرضاً "اجتماعياً" عالمياً اسمه "الرشاوى" و"المحسوبيات" قتل الإبداع في كل مكان، ومع وجود بعض الاستثناءات إلّا أنها قضية كبرى لا تنفصل حتّى عن قضية "فلسطين" التي تتناولها أيادي العالم بأسره ما بين مرتشٍ وراشٍ».

في العادة يبدأ الأديب أو الشاعر أو أي فنان بعرض أعماله في مدينته الأم التي ولد فيها لكنني ولا أعرف لماذا لم أختر "حمص" مدينتي لتكون محطتي الأولى، وإنما أردت أن أظهر فيه بعد تمرّس واعتياد على الظهور أمام الجمهور، وكانت الفرصة الأجمل هي ضمن احتفالية "القدس"

يرى الأستاذ "معماري" أنّ مشاركته لأولئك الشباب في أمسياتهم هو أمرٌ يصرّ عليه ويسعى له باستمرار فهم براعم المستقبل وروحه المتوهجة، يأخذ منهم ويعطيهم علّهم يستطيعون أن يغيروا شيئاً على الأقل في نطاق "الشعر" و"الأدب" وجمهوره الذي بدأ بالانحسار إلّا إذا استطاع الشاعر أن يخطف أسماع الناس ويلمس داخلهم ما يحبّون سماعه ولذلك يقول "جورج النبكي": «أحاول ألّا أكرر ما أقدمه لأنه يدفع الجمهور للملل وهو يتعارض مع العامل الزمني للشاعر فعمره أي-الشاعر- مقاس بقصائده مع وجود استثناءات لبعض من القصائد التي يشعرك المستمع أنّه بحاجة لسماعها وهو ما وجدته في اثنتين من قصائدي التي قدمتها اليوم وهما "العمل الخامس لبتهوفن"، "مطوّلة النساء"».

الأديب "مروان معماري"

وضمن مجموعة الشعراء السابقة الذكر أطلّت الأديبة "سمر إبراهيم" للمرّة الأولى على الساحة الأدبية في "حمص" على الرغم من مشاركتها في العديد من الأمسيات الأدبية في محافظات أخرى، وعن اختيارها لاحتفالية "القدس" كعاصمة للثقافة العربية موعدا لتلقي فيه البعض من أعمالها تقول: «في العادة يبدأ الأديب أو الشاعر أو أي فنان بعرض أعماله في مدينته الأم التي ولد فيها لكنني ولا أعرف لماذا لم أختر "حمص" مدينتي لتكون محطتي الأولى، وإنما أردت أن أظهر فيه بعد تمرّس واعتياد على الظهور أمام الجمهور، وكانت الفرصة الأجمل هي ضمن احتفالية "القدس"».

وعن الأعمال وما قدمته تضيف: «لقد أتت الأمسية بشكل مفاجئ ولكنني أردت أن ألقي ما يعبّر عن شخصيتي وعن الشيء الذي أحبه والذي أرغب بأن يكون موجوداً، وأحد الأعمال كان باللهجة "العراقية" أحبُّ اللهجات إليّ في كتابة النثر والشعر، ولو كان الوقت المتاح أطول لأحببت تقديم بعضاً مما كتبته باللهجات الأخرى مثل "الخليجية"، "المصرية"، "اللبنانية"».

الشاعر "جورج لبكي"

الجدير ذكره أن "سمر إبراهيم" لها عدد من الدواوين الأدبية التي تضمّ النثر باللغة الفصحى والنثر الغنائي أولها حمل اسم "الحب الأبدي"، إضافةً إلى عدد من الأغاني باللغة العربية الفصحى أيضاً وديوان "دندنات أغانٍ" وفيه 53 قصيدة باللهجات العربية المختلفة، وآخر ديوان هو حالياً قيد الطباعة يضمّ "مواويل شعبية" و"غنائية" وقصائد متنوعة

الأديبة "سمر إبراهيم"