أكثر من ناقد أدبي أبدى إعجابه بشعره وبالديوان الذي نشره، منهم الدكتور "عيسى الناعوري" عضو مجمع اللغة العربية بـ"دمشق"، الذي قال عنه في إحدى الصحف: «منذ مئة عام لم نجد في المكتبات العربية ديواناً شعرياً غزلياً رومانسياً، حتى ظهر ديوان الشاعر "فؤاد أحوش"، (فاتنتي السمراء)...».

أما الأستاذ الشاعر "رفيق فاخوري" ابن "حمص" فشبهه بالشاعر «عمر بن أبي ربيعة، مع الفارق أن عمراً كان غزله ماجناً أما الشاعر "فؤاد أحوش" كان غزله عفيفاً».

عمر بن أبي ربيعة، مع الفارق أن عمراً كان غزله ماجناً أما الشاعر "فؤاد أحوش" كان غزله عفيفاً

وكذلك الأستاذ "كمال الغزي" الذي يحمل إجازة في الأدب العربي ويحضر حالياً للحصول على شهادة الدكتوراه، كتب عنه مقالاً في مجلة الضاد عنوانه: (شعر "فؤاد أحوش" قيثارة رومانسية).

eHoms التقى بالشاعر "فؤاد أحوش" وتعرف منه على تجربته الشخصية مع الشعر وديوانه الجديد الذي يحضّر لنشره قريباً.

عن بدايات نظمه الشعر يقول الشاعر "أحوش": «عندما كنت في الصف الثامن أحسست أنني أميل إلى نظم الشعر، وفعلاً بدأت الكتابة، لكنني لم أكن واثقاً من أن موهبتي الشعرية كانت شبه مكتملة، فكنت أنظم وأتلف ما نظمته إلى أن أصبحت مدرّساً لمادة اللغة العربية، فتمكنت من اللغة ومن وزن الشعر، فنظمت في عام /1969/ أول قصيدة لي، كانت غزلية، ونشرتها في جريدة "حمص"، وبحسن الصدف أنه كان معرض في النادي الكاثوليكي، وتواجد في هذا المعرض شاب من "حلب"، مع خطيبته وهي من مدينة "حمص"، فعندما عرّفته عليّ، قال لها إنني أعرفه، وأخرج من جيبه القصيدة التي نشرتها في جريدة "حمص"، مبدياً إعجابه بها، وفعلاً كان ذلك تشجيعاً كبيراً لي، وبدأت بعدها أنظم الشعر بغزارة».

أ."أحوش" وعلى يمينه الشاعر "القروي" والأديب "يوسف عبد الأحد"

وتابع حديثه قائلاً: «في المرحلة الأولى اقترن شعري على الغزل العفيف الخالي من أية لفظة ماجنة، وأخذت بعدها أتدرّج في قصائد وصفية، وقومية، في مناسبات عدة».

وعن أبرز المهرجانات الأدبية التي شارك فيها قال: «منذ (17) سنة خلت، أقيم في "دمشق" بدعوة من محافظها مهرجان شعري، بمناسبة تحويل "مكتب عنبر" إلى دار الثقافة الشعبي، فكان لي شرف المشاركة في هذا المهرجان، الذي ضم حينها ثمانية شعراء، يلقي كل واحد منهم قصيدة بعنوان ("دمشق" في قلوب الشعراء)، ولا أخفي سراً أن قصيدتي التي ألقيتها نالت كل الإعجاب، كما أنها الوحيدة التي نشرت في الصحف السورية التي تابعت المناسبة، جاء في مطلعها:

في أيام الشباب

حملت حبك في قلبي وفي كبدي

"دمشق" أنت المنى من سالف الأمد

في كل زاوية أحياك سوسنة

ومزقة من سنا نيسان في خلدي

إلى أن أنتهي بالقول:

صفا زمانك واخضرّت مرابعه

وعانقتك رؤى من حافظ الأسد

لكل قطر من الأقطار عاصمة

ولكنني لم أجد كالشام لم أجد

وعن ديواني الشعري الأول تحدث الشاعر "أحوش" قائلاً: «عندما ظهر ديواني (فاتنتي السمراء) عام /1981/ كنت قصائده غزلية بالمطلق، وعددها (44) قصيدة، طبعت منه ألفي نسخة، وكلها بيعت في الأسواق. ولا أغالي أنني في أكثر من أمسية شعرية أحييتها كانت الصالة تغص بالحضور، وبخاصة من الجنس اللطيف.

وإنشاء الله في هذا الصيف سأدفع بديواني الثاني إلى المطبعة، وسيكون بعنوان (وجدانيات)، فيه تنويع من الغزل والشعر القومي، والوصفي والقصصي، وسيكون حجمه على ما أعتقد يتجاوز (350) صفحة، إن لم يكن أكثر».

حول رأيه بشعر التفعيلة الحديث، والشعر النثري، قال الشاعر "أحوش": «أحترم الكلمة، لكنني لست مع القصيدة النثرية، وبرأيي فالنثر فن أرقى من الشعر، والذي لا يملك موهبة الشعر الأصيل، فليكتب النثر خير له.

لكنني مع شعر التفعيلة أو ما يسمى بالشعر الحر، الذي يعتمد على تنوّع القوافي والتلاعب بالأوزان، وقد نظمت الكثير من هذا الشعر، ومنه اختار لكم هذا المقطع من إحدى قصائدي بعنوان (المحبة نبض الحياة):

أحبتنا

سأعبر جسر آلامي

لأغرس في جبين الظلم

صرختكم

وأقطف من كروم اللوز والتين

طعاماً للمساكين

وعند مشارق اللقيا

سأفرش دربكم ورداً

وأمسح دمع أعينكم

وفي قلبي سأحضنكم وفي عيني

وعن قصائده المنشور معظمها في جريدة "حمص"، وأسباب عدم رغبته بنشر قصائده في أكثر من صحيفة ومجلة محلية وخارجية يقول: «إنني لأشعر بالطمأنينة بأن كل ما نظمته من قصائد يخلو من أي خلل في الوزن أو اللغة، ومعظم قصائدي نشرتها في جريدة "حمص" التي تسلمت إدراة تحريرها منذ عام /1969/ وحتى اليوم، ولقد فوجئت مرتين بأن قصيدة منشورة لي في مجلة المسرة اللبنانية وأنا لم أبعثها إطلاقاً، والمفاجئة الثانية أنه نُشرت لي قصيدتان على عددين في جريدة الرأي الأردنية، تحت عنوان (قصيدة وشاعر)، دون أن أبعثهما للجريدة. ولعل عدم اهتمامي بنشر قصائدي في الصحف والمجلات هو عدم ثقتي بسلامة الطباعة أو المشرف على التصحيح، لأنني معظم القصائد التي قرأتها في الصحف أو المجلات وجدت فيها خللاً في الوزن وأخطاء لا تغتفر».

وختم الشاعر "فؤاد" حديثه بالقول: «أطمح حالياً لأن يبصر ديواني الثاني النور في أقرب وقت، لأنه جاهز ومنضد، وفيه متانة ونضوج، وأعتقد أنه خير من ديواني الأول».

الجدير بالذكر أن الشاعر "فؤاد أحوش" من مواليد بلدة "حبنمرة" في محافظة "حمص" عام /1937/، وإلى جانب تدريسه مادة اللغة العربية في عدد من ثانويات "حمص" (الغسانية، الإنجيلية، الفارابي، سعيد العاص، تسلّم جريدة "حمص" منذ عام /1969/ وحتى اليوم، وكان لمدة ثلاثين عاماً يأخذ فيها دور مدير التحرير والمحرر والمصحح، إلى أن بدأ عهدها الجديد، وحدثت فيها النقلة النوعية من حيث التحرير والإخراج في عام /2001/، بعد تسلم رئاسة تحريرها من قبل سيادة المطران "جاورجيوس أبو زخم".

ونظراً لمساهمته في إغناء الحركة الثقافية الشعرية، جرى تكريم الشاعر من مؤسسة البابطين للإبداع الشعري، وورد ذكر نبذة عن حياته وتجربته الشعرية وقصيدتين له، في موسوعة البابطين لأبرز الشعراء المعاصرين.

كما وردت لمحة عن حياة وشعر الأستاذ "أحوش" في كتاب بعنوان (من أعلام "حمص") للأستاذ "محمد غازي التدمري".