«لا أستطيع أن أكتب في مواعيد محددة وليس لي طقوس خاصة في الكتابة، أنا شاعر كرّست شعري للحب وكل القصائد التي كتبتها كانت في غرفة واحدة وربما على طاولة واحدة». هذه الكلمات للشاعر "محمود دياب" هذا الشاب الذي انطلق بشعره من منابر "جامعة البعث" وانتشرت قصائده بين معظم المهتمين بالشعر وحتى غير المهتمين ممن يريدون قراءة الشعر الغزلي بكلام بسيط يصل إلى كل الناس، هذه هي أجواء "محمود" الشعرية وقد تحدث عن بداياته مع القراءة والشعر فقال:

«منذ المرحلة الابتدائية كان لدي اهتمام خاص ووحيد بالقراءة ومن حسن حظي أني بدأت أقرأ لكبار الشعراء مثل "جميل بثينة" و"مجنون ليلى" و"العباس الأحنف" وحفظت العديد من الأبيات من المعلقات العشرة ومن غيرها رغم أني كنت أجد صعوبة لكني كنت أستمتع بالشعر أكثر من أي شيء آخر، مع وصولي للمرحلة الثانوية ثم بدأت أقرأ للشاعر "نزار قباني" وقد سحرني هذا الشاعر فلم أعد أقرأ لسواه حتى أني تطبعّت بقصائده وأفكاره».

"لميس" دكتورة باللغة العربية وهي أكثر من مد لي يد العون وعلمتني العروض والبحور وأخذت بيدي بالأوزان الشعرية كما كان للدكتور "صبحي قصاب" المسؤول عن المكتبة الثقافية بالمركز الثقافي دور كبير في تشجيعي وتوجيهي نحو قراءة الشعراء وتجاربهم

بدأ "محمود" بالكتابة بعد تشبعه بقصائد "نزار" حتى كانت عناوين قصائده أو لنقل خواطره الشعرية في البداية مشابهة جدا لعناوين الشاعر "نزار قباني" في بداياته فكتب "محمود" أول قصيدة وكانت بعنوان "قصتي مع السمراء"، وقد شجعته على الكتابة شقيقته "لميس" والتي يقول عنها: «"لميس" دكتورة باللغة العربية وهي أكثر من مد لي يد العون وعلمتني العروض والبحور وأخذت بيدي بالأوزان الشعرية كما كان للدكتور "صبحي قصاب" المسؤول عن المكتبة الثقافية بالمركز الثقافي دور كبير في تشجيعي وتوجيهي نحو قراءة الشعراء وتجاربهم».

الشاعر محمود دياب خلال اللقاء معه

كتب "محمود" العديد من القصائد ونشر في جريدة "العروبة" المحلية وفي "ملحق الثورة الثقافي" وعدد من المواقع الالكترونية مثل موقع "زمان الوصل" وقد أحيا عددا من الأمسيات الشعرية في مختلف فروع "جامعة البعث" وهو يرى بنفسه شاعر الحب والمرأة حيث يقول: «عندما أكتب قصيدة الحب لا يكون هدفي فقط الغزل بل لفت النظر إلى قيم الجمال الأخلاقي لدى المرأة فأنا أكتب عن عيناها وفكرها في آن واحد ولكن لا أحب الكتابة سوى عن الواقع لا أبتدع في ذهني شيء وأكتب عنه لا أحب أن استخدم الرموز والأشياء المبهمة أكتب ببساطة حتى يقرأني الجميع».

وهذا أحد مقاطع شعره عن "غزة":

"أيها الناس هناك ... هناك ثمة أرض

حيث عيسى وضع هناك

ونجم محمد لمع

ما سرها تلك الأرض

هل صحيح أن الذل بها يقهر

هل صحيح أن صغارها يظلوا وراء القيد حتى يكسر".

على الرغم من أن "محمود" يرى الشعراء هم أكثر الناس المعذبين في الأرض لأن أفكارهم لا تصل دائما لكل الناس خصوصا في زمن لم يعد الناس تقرأ كثيرا الشعر من وجهة نظره إلا أنه يعتقد بأن القصيدة الجميلة والتي تعالج فكرة مهمة وتحرك النفوس لابد أن تصل للناس بأي شكل كان وهو مقبل على طباعة ديوانه الأول ويضم من /18/ قصيدة من شعر التفعيلة.

من الجدير بالذكر أن "محمود دياب" من مواليد "حمص" /1987/ وهو طالب في كلية الاقتصاد جامعة "حلب".