ثقافته الغزيرة هي سلاحه.. كيف لا وهو مدير مركز مدينته الثقافي؟.. كتب القصص بأنواعها: القصيرة والطويلة والمتوسطة، خاطب فيها الكبار فأضاء على حياة الإنسان في مجتمعه..

وتحدث عن معاناته وطريقة عيشه، وأولى الإنسان الريفي الحصة الأكبر من هذه الكتابات الأدبية، كما خاطب الصغار محاولاً زرع القيم الإنسانية النبيلة في قلوبهم.

أول مجموعة للأطفال أصدرتها عام /2005/ بعنوان (لينا وأحلام الحرية)، وهناك مجموعتان مقدمتان لوزارة الثقافة واتحاد الكتاب للموافقة على النشر، وحالياً هناك مجموعة قصصية للأطفال قيد الإنجاز

ولم ينس مدينته "حمص" التي أولع بتراثها وتاريخها العريق فعمل وما زال يعمل فيه.. إنه القاص والباحث في مجال التراث القديم الأستاذ "مصطفى الصوفي" كان لموقع eHoms حديث معه في مكتبه بتاريخ (9/9/2008).

عن بداياته حدّثنا الأستاذ "الصوفي": «بدأت بمطالعة القصص العالمية والروايات المتنوعة منذ أن كنت في المرحلة الابتدائية، وكنت أقرؤها بشغف كبير دون تضييع أي وقت.. ثم بدأت بقراءة السير الشعبية المشهورة كـ"الزير سالم" و"عنترة" وغيرها. وهذا شكّل لدي تراكماً معرفياً وثقافياً تطور إلى محاولات متعددة في كتابة الخواطر على دفاتري الخاصة للتعبير عن مشاعري وأحاسيسي وكتابة المذكرات.

وفيما بعد تطورت كتاباتي لمحاولات تجريبية في كتابة القصة، وفي منتصف السبعينيات من القرن الماضي طوّرت قراءاتي نحو الفلسفة وعلم النفس وعلم الاجتماع وهذا أيضاً شكل لدي مخزوناً جيداً ساعدني فيما بعد على تطوير أدواتي القصصية».

وعن بدايات النشر والخروج عن الطابع الشخصي الخاص فتابع قائلاً: «في منتصف الثمانينيات بدأت بالكتابة ونشر المقالات ذات الطابع الفلسفي وعلم النفس والمقالات التربوية في عدد من المجلات والصحف السورية. وفي بداية التسعينيات بدأت بنشر القصص القصيرة والخواطر في مجموعة من الصحف المحلية، إلى أن تقدمت عام /1997/ إلى مسابقة القصة القصيرة في اتحاد الكتاب العرب بـ"دمشق" وفزت بالمرتبة الثانية، وبعد سنتين تقدمت لمسابقة اتحاد الكتاب العرب بـ"حمص" وحصلت على المرتبة الأولى».

وأضاف: «هذه النتائج شكلت بالنسبة لي دافعاً كبيراً للاهتمام أكثر بمجال القصة ومضاعفة المجهود على نطاق أوسع، لتتوج هذه الجهود عام /1999/ بإصدار ونشر أول مجموعة قصصية بعنوان (صرخة فوق جدار الزمن) تضمنت من تأثير الحياة الاجتماعية والبيئة الريفية التي نشأت فيها وعشتها وعشت عاداتها وتقاليدها فجسدت تأثراً واضحاً بهذه الحياة في معظم قصصي. وتضمنت هذه المجموعة عشر قصص كانت قد نشرت سابقاً في عدد من الصحف.

أما المجموعة الثانية وهي بعنوان (رجل من مجرة أخرى) فقد طبعتها في عام /2004/، ومعظم الذي كتبته فيها متعلق بعادات البشر ومشكلاتهم، والمعاناة المادية والاجتماعية لهم.

في هذه القصص أكثرت من الرمزية والنظرة العاطفية، وأظهرت في بعضها نواح تربوية توجيهية، وذلك لتأثري بعملي كتربوي في عدد من مدارس "حمص" لأكثر من عشرين عاماً».

وعن الرسالة الأساسية التي أراد إيصالها، ومغزى كتاباته القصصية يتابع "الصوفي": «عملت من أجل الإضاءة على معاناة الإنسان العادي في حياته ومجتمعه، وإبراز هذه المعاناة وعرضها أمام القراء.. فأغلب القصص التي أكتبها أبقي خاتمتها مفتوحة، لكي أعطي للقارئ أفقاً واسعاً ومفتوحاً ليبحث عن الحلول والنتائج».

أما عن تجربة الأستاذ "الصوفي" في مجال قصص الأطفال فقال: «في عام /2004/ دخلت في مجال القصة القصيرة للأطفال وبالفعل كتبت الكثير من القصص ذات الطابع التربوي وكانت غايتها إبراز الصفات النبيلة عند الإنسان وتربية الأطفال على الأخلاق الجيدة والمفيدة في المجتمع.»

وأضاف: «أول مجموعة للأطفال أصدرتها عام /2005/ بعنوان (لينا وأحلام الحرية)، وهناك مجموعتان مقدمتان لوزارة الثقافة واتحاد الكتاب للموافقة على النشر، وحالياً هناك مجموعة قصصية للأطفال قيد الإنجاز».

وحول اهتمامه بالتاريخ والتراث القديم والأعمال التي قدمها في هذا المجال والتي هي أيضاً قيد الإنجاز والبحث قال الأستاذ "الصوفي": «اهتماماتي المتعددة بالتراث الشعبي والتاريخ والآثار تتوجت من خلال عملي في المشروع الوطني لجمع التراث الشعبي والذي تتبناه وزارة الثقافة في جميع المحافظات السورية وقد أنجزت كتابين في هذا المجال: الأول بعنوان (الحكايا الشعبية الحمصية)، والثاني بعنوان (الأمثال الشعبية والمكنّيات والأدوات التراثية)، وقد حصلت على موافقة الطبع لهذين الكتابين وهما حالياً قيد الطباعة».

وتابع: «هناك كتاب ثالث قيد الإنجاز يتعلق بالعادات والتقاليد والأعراف الحمصية، وهناك مشروع آخر أعمل عليه وهو قيد الإنجاز أيضاً، يتعلق بتاريخ مدينة "حمص" وآثارها والأماكن والأبنية الأثرية، ولدي مشروع آخر عن الطرائف الحمصية وكل ما قيل عن "حمص" في كتب التاريخ والتراث والرحلات القديمة.. وبهذه المناسبة أناشد كل المهتمين بتراث وتاريخ "حمص" للتعاون معنا ومساعدتنا بأية معلومة أو وثيقة في هذا المجال قد تفيد البحث وتغنيه».

الجدير بالذكر أن الأستاذ "مصطفى الصوفي" يحمل إجازة في الآداب (قسم الجغرافية) من جامعة "دمشق" عام /1980/، وقد عمل في مجال التربية كمدير لعدد من المدارس الثانوية والإعدادية في "حمص" منذ العام /1982/، وهو حالياً مدير للمركز الثقافي العربي بـ"حمص" منذ العام /2004/. وهو عضو مشارك في عدد من الجمعيات الأهلية والأدبية كالجمعية التاريخية، وجمعية العاديات، وجمعية "حمص" للسياحة والثقافة، والجمعية الجغرافية، ورابطة الخريجين الجامعيين وغيرها من الجمعيات والروابط.