ليس بشعر ولا نثر، ما كتبته ميساء في بداية طريقها الشعري كان بوحًا همسَ به قلبها ..

بعيدًا عن العادات والتقاليد وبعيدًا عن كل أنواع القيود... أمسكت القلم وكأي مراهقة أرادت التعبير عن نفسها في التمرد ورفض الواقع.

لتكتشف لاحقًا بأن هذا الواقع لا نستطيع الهرب منه لكنها تستطيع تكوين عالم أخر بديل هو الشعر. الشاعرة ميساء وصفي رجو من مواليد حمص /1975/م تحدثت لموقع eHoms عن بدايتها قائلة: " القرآن الكريم هو أول كتاب قرأته في حياتي وتعلمت منه الكثير. على صعيد اللغة امتلكت العديد من المفردات ونهلت من بحوره العلم والمعرفة وعشت بداخله حالة من الموسيقا والوزن جعلتني أستخدم كلماتي أثناء الحديث مع الناس في مكانها المناسب. ليأتي بعده ديوان المتنبي". وتقول ميساء عنه" المتنبي ملك كل الأزمنة والأمكنة الشعرية قادر أن يكون معك في شعره حتى قرون قادمة كثيرة، يريحك من عقدة اللغة ويجعلك ملزمًا إما أن تكتب نصًا كبيرًا أو ترمي القلم جانبًا وتقول لست أهلاً للشعر".

كان من الطبيعي في ظل هذه الحياة الشاعرية التي عاشتها ميساء أن يخط قلمها الشعر فأول قصيدة لها أسمتها قيثارة وكانت معزوفة وجدانية عاطفية كتبت نفسها من خلال ميساء في المرحلة الثانوية .

أما أول قصيدة نشرتها فكانت بعنوان حين يبتعد الليل نشرت في جريدة العروبة عام /1994/م.

غريبة في عينيك

رغم كثرتها الموانئ

فأين أنا

لقد ضيعتها تلك الدروب

وضيعتني في ليال سود

وأهملتني ...

ميساء تكتب شعر التفعيلة وتعتمد دائمًا على الكلمة المدهشة في نصها ولديها نصوص في الشعر المحكي عن هذا النوع من الشعر تقول ميساء:" أنا لا أخصص هذه قصيدة للوطن وهذه للأنثى وهذه للطبيعة أكتب وبداخلي كل ما أملك وما أحلم وما لا يفسر أحيانًا، والشعر المحكي حالة لطيفة تفرض نفسها عليك وأنا وجدت نفسي أكتبها بتلقائية جميلة وأحببت ذلك".

ميساء تخرجت من كلية التربية علم النفس عام /2005/م وكانت أول أمسية شعرية لها في الجامعة بمناسبة احتفالية في يوم الشعر العالمي ثم أحييت عدد من الأمسيات مع شعراء شباب كان آخرها في دير الآباء اليسوعيين بمناسبة عيد المرأة.

ميساء مدرّسة اجتماعيات في مدرسة إعدادية بحمص وهي تحاول دائما تزويد الطلاب بالثقافة التاريخية والجغرافية التي تنهلها هي من الكتب وتجعلهم قريبين جدا من لغتهم العربية فتقرأ لهم القصائد البطولية والغزلية القديمة.نشرت ميساء في عدد من الصحف المحلية والعربية ومؤخرًا اعتمدت على النشر الالكتروني لتصل بشعرها إلى الجميع لكن ميساء لها رأي في النشر على الانترنت:" صحيح أن النشر الالكتروني وسيلة سريعة جدًا للوصول إلى القراء لكن لذلك أيضًا مساوئ فنحن شعب لا يعرف كيف ينتقد ولا متى يجامل وفي حالة النشر على الانترنت يجب عليك تحمل النقد المباشر والذي غالبًا يكون خارج نطاق النقد الصحيح ويتوجه إلى شخص الشاعر كلون عينيه وطريقته في التدخين مثلاً وفي الغالب هناك أناس يعلقون مجاملة خصوصا عندما يتذيل النص أسم علن مؤنث".

ميساء المعلمة والشاعرة تطمح في الوصول بشعرها إلى العالم أجمع وتمنى أن تزداد ثقافة الناس في لغتهم الأم اللغة العربية التي لا تعلو عليها لغة على حد تعبير ميساء وصفي رجو.