عبد الخالق الحموي روائي حمصي يعمل بصمت كتب في بداياته المقطوعة النثرية الحديثة ثم أصدر مجموعة قصصية بعنوان " لوحات من الحياة " دخل من خلالها إلى البيوت والزوايا المظلمة.
بعدها أصدر رواية " أيوب عبد الملك " وألحقها برواية أخرى بعنوان الجدار وصدر له حديثا مجموعة قصصية حملت عنوان " لقاء عابر " .
eHoms التقت الروائي عبد الخالق الحموي وكان لها معه الحوار التالي.
"الأوراق الأولى التي خربشت عليها بالقلم كانت مشروع رواية، وعدت إليها الآن بعد كتابة مجموعة قصصية، ورواية، ثم مجموعة قصصية. وكما ترى فإني لا أحب جداول الأعمال لتنفيذ بنودها وفي النهاية جملة: اختتمت الجلسة والأعداد المتتالية لا تعني شيئا".
من أين تستمد مادتك الروائية؟؟
"مجموعة لوحات من الحياة كانت الانطلاقة (الطباعية) الأولى الموافق عليها من الرقابة، وكنت أنقل من خلال قصصها وحوادثها ما في البيوت والشوارع والزوايا المعتمة بعض الشيء. والواقعية أبدا ستبقى رغم غبار الزمن الملحاح ومهما تباطأ التوقيت الوقح ونشر العبثية واللامبالاة".
في رواية أيوب عبد الملك ربما الخيال هو التمنّي الذاتي لكل منا أو لمعظمنا، وهذا الذي عاش حياته كما يريدها معظمنا، ربما كان يبحث عن قيمة معيّنة فهل وجدها ؟ والمادة الروائية تأتي من السمع والمشاهدة والتجارب، أكانت غنيّة أم محدودة، وربما من مخزون الذاكرة يأتي الرديف، وجميل إن استطعت أن آخذ أو أشابك أصابعي مع غيرها إلى حيث بعض مطارح الجمال الآيل إلى الانقراض والساكن في النفوس النظيفة".
"ربما المحور الأساسي في الرواية هو الذي تتناثر حوله المشكلات الصغيرة في سياق الرواية، وأيضا من تجارب ربما تكون ذاتية أو سردية، أو محطات مقروءة من الكتب. وقد تتزاحم الأفكار في قضية السرد، ولكن ليس لإقناع الذات بازدياد عدد الصفحات المطبوعة لاحقا".
"سمة فريدة أن يحمل الإنسان صفة " المحبوب" لكن الانطلاق يعني اللقاء، مع شجرة، أو رصيف عام أو سيارة عاهرة كما صاحبها، ومخالفة وقحة وبديهيات صارت معقّدة. وربما الكتابة هي اللقاء الحقيقي مع الذات من خلال الآخر دون مرآة، ولا نفخ في الزجاج، وبلغة بسيطة " ليست الأجمل... ربما لكنها الأنبل "كما "فونتاي " !!. والكاتب يستطيع الإمعان في الحقيقة وأدواتها رغم أجهزة التنصّت، إذ كيف وصف حالة الشقاء المزمن وراء لقمة الخبز بأسلوب ساخر يدّعي أصحابه بانتمائهم إلى" مدرسة ذات سمعة " انتهاز وقح".
"المشاركة تعني الكثير في كل مجالات الحياة. أعني المشاركة المتبادلة، والرواية تأخذ بفكر القارئ وعينيه وإحساسه إلى حيث مشارك الكاتب في كل ما يكتب، ويتفقا في أية لحظة أن يفترقا في الصفحة رقم ... ويتعاهدا للقاء من جديد. الرواية مشاركة ودعوة إليها من خلال الكاتب والقارئ".
"ما تفعله الأبواق من زعيق الأصوات الإعلامية لهذه الرواية المترجمة، أو لغيرها، أو ما يٍُِِقدّم لهذا العمل من إطراء، من ذلك الكبير!! كلها لا تعنيني بشيء".
لم أكمل شيفرة دافنشي ولم أقرأ برهان العسل، الأولى لأسباب وجدتها استعراضية تاريخية لست بحاجة لإثباتها أو عدمها، وربما أقول ربما هي عودة لفرملة السؤال الكبير في الأدمغة: " العولمة إلى أين ؟؟" فيقذفون إلى العالم بفرقعات إعلامية وعلى كافة الأصعدة لستر غبار ما تفعله القنابل والحرائق والأحقاد في بلدان الكرة الأرضية. والسياسة لها أهلها وطاولاتها ومكبّرات الأصوات، ويسمح للذي يترك توقيعه على الورق أن يهرج في هذه الصحيفة أو تلك القناة التلفزيونية " المؤممة فكريا ". والجنس بكل شططه، يبقى واقعا، والتهذيب في رسم الصور الحميمية يعطي قيمة جمالية أكثر للبحث عن المشارك إن كان في تجانس جسدي مع الأخر، إنما في غابة بكر، وجدول ماء، وعصافير دوري، وحفيف أوراق الأشجار، وألوان قوس قزح الكون كله يلحن ويخلق هدايا للقاء فريد، وليس كما في فرقعات الوقاحة و الميوعة في هذه الصفحة من رواية، أوذلك السطر من قصيدة زعم صاحبها بامتلاكه أدوات الساديّة المقرفة!!."