أقامت مديرية الثقافة بحمص أمسية شعرية قصصية شارك فيها كل من الكاتب والقاص المعروف نور الدين الهاشمي، والشاعران مظهر الحجي وعبد الكريم حبيب في قاعة الدكتور سامي الدروبي بالمركز الثقافي العربي.

ابتدأت الأمسية مع الشاعر مظهر الحجي الذي قدم مجموعةً من النصوص الوجدانية استهلها بمقطوعتين شعريتين لمشاهد مختلفة من ذكريات طفولته في مدينة حمص، الأولى بعنوان (سبيل الحرير)، والمقطوعة الثانية بعنوان (بائع المسك)، وختم الحجي بقصيدة (ورد على الشرفات) صوّر خلالها جزءاً من معاناة الشاعر ديك الجن الحمصي الذي قتل حبيبه ورد، نقطتف منها هذه الأبيات:

دار من الوجع العتيق وطفلةٌ ليست تنام

الكاتب نور الدين الهاشمي

وردٌ على الشرفات نايات يشردها الحسام

حنّاؤها دمها وعطر الليل يخنقه الغمام

الشاعر عبد الكريم حبيب

هل أنت قاتلها؟ بلى.. هذا أنا عبد السلام

بدوره قدّم الكاتب نور الدين الهاشمي بعضاً من الهمسات الوجدانية الإنسانية بأسلوب أدبي رشيق ومتميز وهي (نخوة، مشغول، شهوات، جمانة، تيماء) وسرد قصة طويلة بعنوان (القطار القادم)، وختم بقصة طويلة أيضاً بعنون (سبات عميق). ومن إحدى همساته التي بعنوان "شهوات" نقتطف ما يلي:

تشتهي الصحراء نبعاً يدغدغ خدودهاالعطشى.

وتشتهي مسافراً يسامر صدر الرمال.

تشتهي روح القتيل أن تنام نار شوقها كي تنام.

وتشتهي روح القاتل أن ينام خوفها قليلاً كي تنام.

ويشتهي الشاعر صورة لم تمسها شباك الخيال...

وفي ختام الأمسية قدم الشاعر عبد الكريم حبيب ثلاث قصائد هي (مرثية إلى بدر شاكر السياب، زيارة الطيف، البحر وجهها)، ومن القصيدة الأولى نقتطف الأبيات التالية:

تذوب روحي على خطوات لهفتهم حتى شكاني إليهم وجدي اللهِف

نصبت شرايين بوحي بينهم وتراً يا ليتهم أتقنوا الإيقاع وانصرفوا

ودّعت جيكور التي حبلت برؤيا وهمك الممتد من سعف

مع العلم أن جيكور هي بلدة الشاعر السياب في العراق.