ينتمي إلى تلك العناصر الذّكية من حزب التقنيات والتجهيزات الطّبية، التي أصبحت جزءاً من حياته وتلتصق بأفكاره بشكل وثيق، ساعياً إلى تنظيمها بشكل مختلف في كلّ مرّة لتكوّن فائدة جديدة لم يسبقه إليها أحد.

مدوّنةُ وطن "eSyria" التقت بتاريخ 1 نيسان 2020 المخترع "رامي الحايك" الذي تحدث عن دراسته وبداية اختراعاته، فقال: «أدرس في السّنة الثالثة بكلية العلوم الصحية بجامعة "البعث"، وقد انتقلتُ إليه من فرع هندسة "الميكاترونيك" الذي دخلته عن قصد بغية إمدادي بالمعلومات الإضافية عن الاختراعات، لألقاه محشواً بالمعلومات النّظرية أكثر من العملية، وهذا لا يتناسب مع ما أفكر به، ومع عملي ضمن منظمة "UNDP".

أعرف "رامي" منذ سنين طويلة، وعهدته دوماً الإنسان العصامي المعتمد على ذاته، فأنتج عقله العديد من الابتكارات التي تفيد البشرية. وقد جال في ذهننا فكرة ابتكار جهاز مخبري، مني الفائدة الطّبية والشّرح النّظري، ومنه التطبيق العملي وتحويل كلامي إلى جهاز، وهي فكرة مبتكرة تفيد الكثيرين ومن غالبية الشرائح

كانت حاجة أختي لعشبة يطلق عليها "سيكار" بشكل دائم السّبب باختراعي الأول، فهذه العشبة التي تُدعى أيضاً "الموسكا" حوّلتها إلى جهاز إلكتروني يعمل على تحريض السّيالة العصبية اعتماداً على الحرارة لذا أسميت اختراعي "الموسكا الكهربائي" في العام 2014 ليمسي هذا الجهاز محط اهتمام واستخدام وفائدة لدى كثير من مراكز المعالجة الفيزيائية في "سورية".

جهاز شد ظهرك

وبعد ثلاث سنوات من البحث المستمر كان اختراعي الثاني الشاحن "كهرومغناطيسي" للأجهزة الخليوية، وهو يشحن بالحركة بشكل عام مثل الركض أو المشي أو أي فعل حركي نقوم به بأجسامنا، وما علينا سوى وصل هذا الجهاز بالهاتف الجوّال ونصحبه معنا أثناء تنقلنا، حيث أنّه لا يأخذ أي مصادر خارجية للكهرباء، وزودته بمدخرات لحفظ الطّاقة أيضاً، فعندما لا نتحرك نستطيع شحنه بفعل حركي سابق، ويتمّ الاستفادة منه حالياً بشكل كبير خصوصاً مع وضع الكهرباء المتردّي».

ويتابع عن باقي اختراعاته: «في 2017 كان الاختراع "STRAIGHTEN YOUR BACK" أو "شدّ ظهرك"، وهو جهاز لمعالجة انحناء الظهر وخاصة عند الأطفال. وهو عبارة عن شريحة صغيرة تتركز بين لوحي الكتف ترسل تنبيهات اهتزازية خفيفة إلى واضعه بتصحيح وضعية ظهره، وتترافق شدة الاهتزازات طرداً مع شدّة الانحناء، وتم تطوير هذا الجهاز ليكون موصولاً مع جهاز خليوي يعطي عدد مرات الانحناء في اليوم، ويساعد في مراقبة تحسن الوضع مع الوقت بنقصان عدد الانحناءات. لأسجّل اختراعي الرّابع بعد ذلك في العام 2019 كحقيبة قادرة على شحن الحاسب المحمول مرّة واحدة، والهاتف الخلوي عشر مرّات عبر الفعل الحركيّ، وقادرة على استقبال المكالمات وتشغيل أغانٍ وتوصل عبر "البلوتوث" مع الجهاز، وإمكانية التنبيه في حال احتاجت إلى شحن، حيث تعمل عبر دارة اهتزازية معتمدة مبدأ التحريض الكهرطيسي في ذلك».

الشهادات التي حصل عليها حتى الآن

وعن براءات اختراعاته وتكريماته أضاف: «أول براءة اختراع كانت بعام 2011 حصلت من خلالها على جوائز كثيرة أهمها جائزة أصغر مخترع سوري، أما الثانية في 2014 نلتُ من خلالها تكريماً من منظمة "شبيبة الثورة"، وميدالية من معرض "الباسل" للإبداع والاختراع، والثالثة في سنة 2017 لاختراع مسجل بدائرة حماية الملكية الفكرية والحاصل على جائزة من معرض "دمشق" الدولي الثامن عشر، بالإضافة إلى تكريم من صنّاع الجودة العرب "AQM"، وفي عام 2019 شاركت باختراعي الرّابع في معرض "دمشق" الدّولي، وطلبه الكثير بعد ذلك».

ولأن قلب الأم كحدسٍ إلهيّ ينبئ بكلّ ما يخصُّ أبناءها، حدثتنا ربة المنزل "مرام شموط" عن بدايات اختراعات ولدها فقالت: «قبل دخوله المدرسة ظهرت لدى "رامي" اهتمامات بهذا المجال، فكلّما فقدناه وجدناه بين ألعابه يفككها وينتزع كلّ المحركات ويشاهد كيف تعمل، وقد منعناه من ذلك مراراً خوفاً من أن يؤذي نفسه، ولكن لم ننجح في انتزاع هذه الميول من رأسه، لنستسلم لما يريد بعد ذلك. وقام والده بجلب قاطع تفاضلي يؤمن له الحماية، وأسمينا عليّة المنزل بمختبر "رامي"، وبدأ يوماً بعد آخر يقوم بابتكار الأفكار الصغيرة؛ ولكنّها كبيرة جدّاً بالنّسبة لعمره، وعندما صحبته لمعرض "دمشق" الدّوليّ كي يشاهد المخترعين وأفكارهم، وجدوا بيده مروحةً صغيرةً جدّاً من ابتكاره وفكرته، فاقتربوا ونصحونا بتسجيلها ضمن براءة اختراع، ولكن "رامي" رفض أن يسجل الفكرة الصّغيرة، ولكن بعد اثنتي عشرة سنة اخترقت هذه المروحة الأسواق بذات التّصميم الذي فعله.

ونحن نفخر بأبنائنا أيضاً فـ"شادي"، و"ساري" طالبا هندسة وبكامل تفوقهما في المجال العلميّ، وأختهم الكبيرة "راما" سجّلت اسماً مهمّاً في المعالجة الفيزيائية وتعمل لصالح عدة جهات».

وقال طالب السّنة الأخيرة في كلية الطبّ البشري "هاني الصّالح": «أعرف "رامي" منذ سنين طويلة، وعهدته دوماً الإنسان العصامي المعتمد على ذاته، فأنتج عقله العديد من الابتكارات التي تفيد البشرية. وقد جال في ذهننا فكرة ابتكار جهاز مخبري، مني الفائدة الطّبية والشّرح النّظري، ومنه التطبيق العملي وتحويل كلامي إلى جهاز، وهي فكرة مبتكرة تفيد الكثيرين ومن غالبية الشرائح».

يذكر أنّ "رامي الحايك" من مواليد "دمشق" 1997، يقيم في "حمص".