بالعمل الجماعي والإصرار على التميّز، استطاعَ كلٌّ من "ابراهيم شيخو"، و"مها العباس"، و"نغم عبود" من طلاب الهندسة الميكانيكية والكهربائية بجامعة "البعث"؛ تصميمَ وتنفيذَ يدٍ روبوتية لجرحى الحرب بتكلفة مادية قليلة، فحصد مشروعهم الميدالية البرونزية بمعرض "الباسل للإبداع والاختراع".

مدوّنةُ وطن"eSyria" التقت "إبراهيم شيخو" طالب بكلية الهندسة الميكانيكية والكهربائية، باختصاص هندسة تحكم آلي وحواسيب، بتاريخ 11 تشرين الأول 2019، ليحدثنا عن المشروع، فقال: «المشروع هو نتاج عمل جماعي أنجزته وزميلاتي "مها العباس" و"نغم عبود"، وتقوم فكرة المشروع على تصميم وتنفيذ يد قادرة على القيام بحركات متعددة مشابهة ليد الإنسان، حيث يتمّ التحكم بها عن طريق الأوامر الصوتية محددة بصوت المستخدم، وبرمجة اليد على القيام بالحركات المطلوبة منها، والتي تقابل الأمر الصوتي للمستخدم، إضافة إلى سهولة التحكم عن طريق الصوت. ومن خلال وجود حساسات على الأصابع فلا تضغط كثيراً على الأجسام المرنة مثل كأس بلاستيك، بيضة وغيرها، كما أنه يمكن التحكم اليدوي في فتح وإغلاق الأصابع في حال فشلت الأوامر الصوتية، مع قابلية البرمجة وزيادة عدد الأوامر الصوتية والحركات أو التعديل عليها».

واجهتنا بعض الصعوبات كطلاب جامعة في عدم توافر بعض القطع التي استخدمناها بتصميم اليد الروبوتية في السوق المحلية، والتأخر بتأمينها، لكن بالصبر والإصرار على النجاح تمكنا من إنجاز مشروعنا الذي استغرق حوالي العام ما بين الدراسة النظرية وتأمين القطع والتنفيذ العملي، ونال المشروع علامة 95 % وهي أعلى علامة منحت في قسم هندسة التحكم الآلي والحواسيب لهذا العام، وقد شارك مشروعنا بمعرض "الباسل للإبداع والاختراع "، وحصد الميدالية البرونزية

وعن آلية عمل المشروع تابع بالقول: «كنت مسؤولاً عن التطبيق العملي للمشروع، وتركيب القطع وبرمجة المتحكم على الأوامر والحركات المطلوبة للتنفيذ، حيث قمت ببرمجة اليد وفق برنامج خاص بالأردو ينو (IDE Arduino)، باستخدام لغة البرمجة (Arduino C)، فكل أصبع مرتبط بمحرك (سيرفو) مسؤول عن فتحه وإغلاقه بزاوية معينة حسب الحركة المطلوبة، فعند نطق الأمر الصوتي من قبل المستخدم تتمّ مقارنته بالأوامر المسجلة مسبقاً بصوت المستخدم نفسه، وفي حال تطابقه مع الأمر المطلوب يتمّ تنفيذ الحركة المحددة برمجياً بشكل مسبق، كما أن هناك سبع حركات مبدئية تم تنفيذها بالمشروع منها: حركة اختبار تمثل تحريك الأصابع بعدة حركات لإثبات إمكانية حركة اليد بطريقة مشابهة لحركة اليد الطبيعية، بالإضافة إلى حركة أمسك التي تعطي أوامر لمسك الأشياء، حيث يتم إغلاق الأصابع كلها على الأشياء، وهناك أيضاً حركة كأس المخصصة للكرتون والبلاستيك لكي لا ينكسر أثناء مسكه، بالإضافة إلى حركة كيبورد ويتم من خلال هذه الحركة الكتابة على لوحة مفاتيح الحاسوب أو شاشة الجوال، كما هناك حركة قلم لإمساك القلم أو أشياء مشابهة، وحركة إفتح لفتح أصابع اليد وإعادتها لوضع الراحة لتنفيذ حركة جديدة، إضافة إلى حركة بيضة حيث كانت بمثابة تحدٍ لدقة المشروع لإمساك بيضة دون كسرها أو إفلاتها، وهذا يثبت دقة الحساسات في مشروعنا وتم تنفيذ الحركة بنجاح».

الطلاب أثناء التكريم

"مها العباس" طالبة بكلية الهندسة الميكانيكية والكهربائية باختصاص هندسة تحكم آلي وحواسيب، حدثتنا عن الهدف من المشروع، فقالت: «يهدف لتخفيف الأعباء والتكلفة المادية لجرحى الحرب الذين بترت يديهم خلال دفاعهم عن الوطن وتأدية واجبهم الوطني، وخصوصاً غير القادرين على تحمل تكلفة الأطراف الصناعية الحديثة المستوردة، بالرغم من أن هذه اليد ليست بكفاءة الأطراف الصناعية الحديثة، ولكنها قادرة على تنفيذ حركات عدة تساعد المصاب في أعماله اليومية بسهولة عن طريق نطق كلمة واحدة فقط لكل حركة يريد تنفيذها، وكنت مسؤولة عن الدراسة النظرية والبحث عن المعلومات، وكتابة الأطروحة الخاصة بالمشروع مع زميلتي "نغم عبود" التي شاركت معنا بالمشروع».

وأضافت عن الصعوبات التي واجهتهم: «واجهتنا بعض الصعوبات كطلاب جامعة في عدم توافر بعض القطع التي استخدمناها بتصميم اليد الروبوتية في السوق المحلية، والتأخر بتأمينها، لكن بالصبر والإصرار على النجاح تمكنا من إنجاز مشروعنا الذي استغرق حوالي العام ما بين الدراسة النظرية وتأمين القطع والتنفيذ العملي، ونال المشروع علامة 95 % وهي أعلى علامة منحت في قسم هندسة التحكم الآلي والحواسيب لهذا العام، وقد شارك مشروعنا بمعرض "الباسل للإبداع والاختراع "، وحصد الميدالية البرونزية».

تصميم اليد الروبوتية

وفي حديث مع الدكتور "عمار زقزوق" المشرف العلمي للمشروع، قال: «هو أحد مشاريع التخرج الناجحة والرائدة والمميزة التي أنجزت في قسم هندسة التحكم الآلي والحواسيب بكلية الهندسة الميكانيكية والكهربائية بجامعة "البعث"، علماً أن اليد صنعت في مخبر التشغيل المبرمج في الكلية، فقد تم ترشيحه للمشاركة بمعرض "الباسل للإبداع والاختراع" الذي أقيم في معرض "دمشق الدولي" بدورته الـ 61، فقد نال استحسان وثناء جميع من اطلعوا على هذا المشروع العلمي والإنساني والوطني، وقد حصد الميدالية البرونزية وثناء جميع المهتمين والمعنيين، وتمّ التواصل معنا لفتح آفاق مستقبلية لهذا المشروع الوطني».

الجدير بالذكر أنّ الطالب "إبراهيم شيخو" مواليد "حلب" عام 1994، والطالبة "مها العباس" مواليد "حمص" 1996.

نموذج من اليد