استطاعت "ميري مخلوف" بحضورها المحبب، وشغفها في الكتابة بأسلوبها البسيط، جذب قلوب متابعيها، وكانت قادرة على إقناع الكثيرين بأنها تستحق لقب كاتبة على الرغم من صغر سنّها.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 24 حزيران 2019، الكاتبة "ميري مخلوف" لتتحدث عن بداياتها قائلة: «ولِدتُ في مدينة "حمص"، ونشأت فيها حتى عام 2011، حيث انتقلت بعدها إلى محافظة "طرطوس" بسبب الأزمة؛ درست المرحلة الثانوية، وبعدها انتقلت إلى المرحلة الجامعية، واخترت كلية الإعلام، وقد كان هذا الاختيار نابعاً من حبي للكتابة، حيث وجدته الفرع الأقرب إلى ميولي الأدبية».

ولِدتُ في مدينة "حمص"، ونشأت فيها حتى عام 2011، حيث انتقلت بعدها إلى محافظة "طرطوس" بسبب الأزمة؛ درست المرحلة الثانوية، وبعدها انتقلت إلى المرحلة الجامعية، واخترت كلية الإعلام، وقد كان هذا الاختيار نابعاً من حبي للكتابة، حيث وجدته الفرع الأقرب إلى ميولي الأدبية

وعن بدايتها في الكتابة، قالت: «بدأت الكتابة في سنّ صغير جداً؛ متأثرة بحرب "العراق" في ذلك الوقت، وبعدها اكتشفت شغفي في الكتابة والقراءة، حيث تأثرت كثيراً بالشاعر "نزار قباني"، والكاتب والشاعر "جبران خليل جبران"، وظهرت موهبتي المتواضعة أمام مدرّسي اللغة العربية في المراحل الدراسية المختلفة، عن طريق المواضيع التعبيرية والإنشائية، وقد شجعني هذا الأمر لأعرض لهم العديد من كتاباتي الخاصة، وما زلت أذكر كلمة مدرّسة اللغة العربية في الصف الخامس، حين كتبت لي: (ألمح في عينيكِ كاتبة عظيمة). وأنا الآن أسير على طريق كاتبة بفضل هؤلاء وأهلي، حيث كانوا داعمين لهذا الشغف بصورة كبيرة».

الكاتب أحمد حجازي

وتابعت قائلة: «أحاول قدر الإمكان أن أحمل رسائل معينة في كتاباتي، لتشمل المحبة والسلام والإنسانية، والوصول إلى عمق المشاعر الإنسانية ووصف الحالات الانفعالية والأحداث اليومية التي يمرّ بها الإنسان، إضافة إلى تعبيري عن العديد من الأفكار التي أحملها عن الحياة، ومحاولة تفسيرها بنظرة فلسفية وأدبية، ومناقشة العديد من ظواهر الحياة من خلال الصور والتشابيه والإجابة عن أسئلة وجودية وعاطفية تخطر على بال الكثيرين من الأشخاص».

أما عن الصعوبات التي تواجه الكاتبة في مسيرتها، فقالت: «الصعوبة الحقيقية كانت بكسر حاجز الخجل، وجعل الكلمات النابعة من القلب والعقل متاحة ليقرأها الجميع، وعرضها أمام أشخاص مجهولين. أظن أن الكتابة والنشر بحاجة إلى جرأة كبيرة، وقد كانت هذه أول الحواجز التي قمت بتخطيها، ثم واجهت بعض الصعوبات في التعرّف إلى الوسط الأدبي، والتقرب منه، حيث استهلكت وقتاً جيداً حتى وجدت نفسي منخرطة بهذا الوسط، وتعرّفت إلى عدد كبير ممن يشتركون معي بالميول الأدبية والأدباء والكتاب الشباب، وكانت خطوة جميلة للتقدم وكسب الدعم المعنوي وتعزيز ثقتي بالمواد الأدبية التي أقوم بتقديمها».

أمّا بخصوص المشاركات والجوائز والتكريمات، فأضافت: «شاركت في العديد من الفعاليات، واحدة منها كانت تابعة لجمعية "فضا التنموية"، حيث كانت بمناسبة إحياء ذكرى القامات السورية، وقد تمت دعوتي لإحياء ذكرى الأديبة "كولييت خوري"، وتشرفت بهذه الدعوة كثيراً، إضافة إلى فعالية ثانية كانت بمناسبة "التشرينين"، التي أُقيمت بالمركز الثقافي بـ"طرطوس"، وفعالية أخرى بمناسبة "الجلاء" أقامتها "رابطة المدينة الأولى"، وقد سرّني العمل معهم كثيراً، وكانت جائزتي الكبيرة محبة الناس والقرّاء والمتابعين».

ومن كتاباتها اخترنا لكم خاطرة "رغبة الوجود":

«الريح خفيفةٌ بالمُختصر في حينِ أنَّني أُريدها أن تعصِف، والشمس لم تعُد تحكي أسرارها فصارَ النورُ يا ولدي كاذباً من كُلِّ ميلٍ، أودُّ الوصول وما من شيءٍ يصِلُ في وقته، عقاربُ الساعات صارَت خائنة كفانا لوماً للطريق! سأُقبِّل جبينَ العُمرِ مرَّةً أخيرة لأجلكَ، وأقول: أُريدُ لولدي عُمراً لا يغيب عن الوجود».

الشاعر "حسن بعيتي" تحدث عن الكاتبة "مخلوف" قائلاً: «لقد قرأت عدداً من النصوص للصديقة "ميري مخلوف"، واستمعت إلى حديثها في أكثر من جلسة أدبية، وشعرت بصدق أنها تمتلك ذكاءً إبداعياً ووعياً جماليّاً رفيعاً يجعلها مؤهلة وهي في مقتبل العمر أن تبلغ مستوى عالياً، سواء على صعيد قدرتها على التلقي أو الكتابة، ويظهر ذلك الآن من خلال النصوص التي نشرتها، والتي فيها أسلوب خاص في اللغة والتعبير، وهي نصوص تنتمي في ظني إلى فن الخاطرة، لغتها المبتلة بغيم الشعر تجعلني أقول إنها موهبة قادمة إذا ما صُقلت برصيد حقيقي من الثقافة والاجتهاد».

الكاتب "أحمد حجازي" تحدث عنها قائلاً: «"ميري مخلوف" الطموح بجناحينِ من حبّ، وغيمةُ الشّعور على كتفِ السماء، الإبداع بلون المزجِ بين الأُنثى والورق، وحيث الحروف لها عملٌ آخر، رصفُ الروح ما بين فاصلتين وسطر، "ميري" صاحبة اللهفة الجليّة في هذا المجال من خلال فكرها وأسلوبها، وتميّزها بلون الأنثى في الطرحِ والعرض. موهبة قادرة على الوصول إلى درجاتٍ أعلى فأعلى مع استمرارها بالعملِ على نفسِها، وصقل حجرها الكريم، فهي قادرة على تغيير جلد قلمها كلّما تحتّم الأمر بتلقائيّة مُبهرة، تنقلنا بين المحطّات بخفّة، وكأنّها خُلقت من ضلعِ الكلمات والأدب، بليونة الفاصلة وشموخ التّعجّب».

الجدير بالذكر، أن "ميري مخلوف" من مواليد مدينة "حمص"، عام 1998.