أرادا أن يكونا في الصفوف الأمامية؛ فطورا موهبتهما التي امتلكاها منذ الصغر ليختارا دراسة هندسة الميكاترونيك التي لبت طموحهما بمشروع عن دراسة حركة الروبوت والتحكم بها باستخدام واجهة تحكم "سكادا" وتطبيق "أندرويد".

المشروع أثبت جدارته مرتين؛ وذلك عند حصوله على علامة 95% من قبل الأساتذة المشرفين، والمرة الثانية في معرض الباسل للإبداع والاختراع السابع عشر عندما حصل على الميدالية الفضية؛ هذا ما قاله المهندس "حسام سليمان" أحد المشاركين بالمشروع؛ (خريج جامعة البعث اختصاص ميكاترونيك)؛ الذي التقته مدونة وطن "eSyria" في مكتبة الأسد أثناء التتويج بتاريخ 3 كانون الأول 2015، ويقول: «فك وتركيب الدارات الكهربائية والإلكترونية كانت هواية بدأت منذ الصغر، ومن ثم تطورت فبدأت اكتشاف مبدأ عمل العديد من الآلات، وبعدها استهوتني البرمجة بوجه خاص، ويعد اختياري لدراسة هندسة الميكاترونيك التطور الطبيعي الذي يحقق طموحي ورغبتي في دخول عالم الروبوتات».

إن بداياتي كانت مع ألعابي من سيارات التحكم عن بعد وشبيهاتها، حيث كنت أقوم بفكها وأتفحصها ومن ثم انتقلت إلى الاهتمام بكل الأجهزة الإلكترونية بناءً على رؤية مستقبلية أبصرني إياها والدي، ولرغبتي بحجز مقعد في الصفوف الأمامية، اخترت هذا الفرع

وعن آلية عمل المشروع، يقول: «هو نتاج دراسة خمس سنوات جامعية؛ فهو عبارة عن دراسة عملية ونظرية لحركة ذراع روبوت مكون من ثلاث درجات حرية وقبضة لالتقاط العناصر، بغية الحصول على نظام كامل مقاد برمجياً، ووضعه قيد الخدمة ضمن منشأة صناعية. يتضمن المشروع واجهة "سكادا" متكاملة ومخصصة للتحكم بالذراع مباشرة وبالكامل، إما عبر شاشة توضع في المعمل أو عن بعد باستخدام جهاز "الموبايل"، إن عملية التحكم المباشر بالذراع تتم باستخدام دارة قيادة تتضمن متحكماً صغرياً يقوم بتحليل الأوامر الصادرة عن هذه الواجهة وتحريك الذراع وفقاً لهذه الأوامر».

حسام سليمان أثناء مشاركته بمعرض الباسل الأخير

ويتابع: «يتميز المشروع بإدخال نظام "أندرويد" للتحكم بالذراع؛ وهو ما يتيح سهولة التعامل من قبل المهندس المشرف على عمل الذراع ضمن المنشأة، حيث تتيح له التحرك ضمن مجال شبكة لا سلكية، ويمتاز نظام "أندرويد" بسهولة التعامل معه من قبل جميع المستخدمين نظراً إلى انتشاره الواسع في وقتنا الحالي كنظام استثمار لأجهزة الهاتف الذكية وأجهزة المساعدة الشخصية».

التقينا المشارك في المشروع "فارس الخضر" (خريج جامعة البعث باختصاص ميكاترونيك)، ولدى سؤالنا عن بداياته يقول: «إن بداياتي كانت مع ألعابي من سيارات التحكم عن بعد وشبيهاتها، حيث كنت أقوم بفكها وأتفحصها ومن ثم انتقلت إلى الاهتمام بكل الأجهزة الإلكترونية بناءً على رؤية مستقبلية أبصرني إياها والدي، ولرغبتي بحجز مقعد في الصفوف الأمامية، اخترت هذا الفرع».

المشاركون بالمشروع

ويتابع: «قمنا بتقسيم العمل في مجال البرمجة ومجال الدارات؛ حيث عملنا على 7 برامج، التطويرات المستقبلية للمشروع تكون بإدخال الذكاء الصنعي والشبكات العصبونية، وبذلك تصبح الذراع جاهزة لتدخل في مضمار العمل مباشرة، وقادرة على التكيف مع بيئة الوسط المحيط بما يتناسب مع عملها، والتطوير الثاني على الذراع يتم باستبدال محركات التيار المستمر بمحركات "خطوية أو محركات سيرفر"، حيث تصبح الذراع أكثر متانة ودقة، ويصبح بالإمكان معرفة مكان كل محرك في أي لحظة نريدها، وهذا ما سيرفع من مستوى الذراع كثيراً لتكون قابلة للاستخدام في العمليات الجراحية الدقيقة، ويمكننا تزويده بآلية محددة تمكنه من التنقل ضمن بيئة العمل للوصول إلى مناطق مختلفة والعمل فيها بدل أن يكون مجال عمله هو البيئة المحيطة فيه فقط. آلية النقل يمكن أن تكون الدواليب كما في السيارات، أو آلية مشابهة لآلية الدبابات والمناسبة للبيئة الجبلية، وقد تكون مشابهة لحركة العنكبوت، أو جهاز آخر حسب المهمة التي صمم من أجلها».

ولدى سؤالنا عن الصعوبات التي واجهت فريق العمل عند تنفيذ المشروع يقول: «مشكلة التعامل مع المحركات المستمرة باستخدام تقنية الزمن التي نتج عنها العديد من المشكلات، عدم متانة الذراع التي كان لها تأثير سلبي بنتائج الاختبارات، وعدم ثبات النتائج والتأخير الناتج عن إرسال الأوامر إلى دارة القيادة، والأمر الذي يؤثر بإمكانية المشروع كنظام زمن حقيقي، والسحب العالي للتيار من قبل المحركات الذي يتفاوت بحسب حمل الذراع، وهناك صعوبات واجهتنا عند تنفيذ المشروع؛ منها انقطاع الكهرباء المستمر ولفترات طويلة، وغلاء الأسعار بالنسبة للدارات والعناصر الإلكترونية وصعوبة إيجادها نظراً إلى الظروف التي نعيشها».

المشرف على المشروع الدكتور مجد الدين علي

الدكتور المهندس "مجد الدين العلي" أستاذ مساعد في قسم الهندسة الإلكترونية والاتصالات في كلية "الهمك" بجامعة البعث، والمشرف على المشروع، يقول: «هناك معامل في البلدان المتقدمة لا وجود للإنسان فيها إلا في غرف التحكم والقيادة والبرمجة، وتجري فيها عملية الإنتاج بكل سلاسة ويسر، والمشروع الذي قدماه "حسام سليمان" و"فارس الخضر" مهم وذو تطبيقات رائعة، وقد نفّذاه بطريقة جيدة، وأهم العوامل التي أدت إلى نجاحه؛ روح العمل الجماعي والتعاون.

ويعدّ المشروع كفكرة قابلاً للتطبيق في أي منشأة صناعية، حيث يتم التحكم بعملية وخطوط الإنتاج بالكامل من خلال روبوتات تتم قيادتها برمجياً من قبل المستثمر المبرمج، وبالتالي يتم الاستغناء عن الإنسان في عملية الإنتاج، وتكمن أهمية ذلك لدى تطبيقه في معامل ومنشآت تكون ظروف العمل فيها قاسية وخطرة على الإنسان؛ مثل معامل المواد الكيميائية والمفاعلات النووية، وغيرها. ومن أهم الفوائد العلمية التي تم تحصيلها؛ تعلم العمل في بيئة برمجية جديدة، وهي لغة "LabVIEW" التي تعد لغة صورية مناسبة للتطبيقات الصناعية ونمذجة عمليات التحكم والروبوتات».

يذكر أن المشروع أنجز بمشاركة "حسام سليمان" من مواليد 1990، و"فارس الخضر" من مواليد 1992، و"علي العبود" من مواليد 1990.