لم يعد الطلاب في "وادي النضارة" مضطرين في جميع الأحوال للذهاب إلى خارج منطقتهم قاصدين الجامعات، فوجودها اليوم خفف من أعباء السفر وقدم فرص أكثر للعلم، رغم الضغط المعيشي الكبير الذي أثقل المنطقة...

مدونة وطن "eSyria" رصدت بتاريخ 17 شباط 2014 بعض الآراء حول الحالة التي شكلها دخول الجامعات الخاصة على منطقة "وادي النضارة"، والتقت الشابة "لمى فارس" التي تحدثت عن فائدة تلك الصروح التعليمية الجديدة وتقول: «وفر لنا وجود الجامعات الخاصة فرصة لنوع آخر من الدراسة ولا سيما أنها تعطي خيارات واسعة ضمن الفروع الموجودة فيها؛ التي تسمح لذوي المحصلات الدراسية المنخفضة التسجيل بها، والأهم أنها توفر الوقت والجهد على الطالب لكونها موجودة ضمن منطقته وقريبة من مكان سكنه، ومن ثم فإنه يستبدل عناء الطريق وتكلفته برسم التسجيل السنوي الذي قد يماثل قيمة ما قد يدفعه الطالب خلال العام على السكن والمواصلات».

وفر لنا وجود الجامعات الخاصة فرصة لنوع آخر من الدراسة ولا سيما أنها تعطي خيارات واسعة ضمن الفروع الموجودة فيها؛ التي تسمح لذوي المحصلات الدراسية المنخفضة التسجيل بها، والأهم أنها توفر الوقت والجهد على الطالب لكونها موجودة ضمن منطقته وقريبة من مكان سكنه، ومن ثم فإنه يستبدل عناء الطريق وتكلفته برسم التسجيل السنوي الذي قد يماثل قيمة ما قد يدفعه الطالب خلال العام على السكن والمواصلات

ومن الجانب الاجتماعي أدخل هذا النوع من الجامعات تغييراً كبيراً على المجتمع السكني والريفي للمنطقة، حيث توسعت فرص العمل وزادت المتطلبات الحياتية، وعن ذلك يقول السيد "مروان موسى" من سكان المنطقة: «ازداد عدد سكان المنطقة بشكل واضح بعد أن دخلت تلك الجامعات الخاصة حياة المكان، فقد استبدل بعض الأهالي إرسال أولادهم إلى المدن القريبة التي تتواجد فيها الجامعات الحكومية، بتسجيلهم في هذه الجامعات الموجودة في منطقتهم، ومن ثم استبدلوا المعيشة في المدن ببقائهم في الريف، إضافة إلى وفود عدد من الطلاب من كافة أنحاء القطر للدراسة فيها، ما ساهم في ازدياد الطلب على الشقق السكنية وعلى مستلزمات المعيشة، فدفع ذلك العديد من سكان المنطقة لافتتاح المحال والأسواق، وحتى بالنسبة إلى سائقي السيارات الخاصة فقد ازداد عملهم بشكل واضح وحقق ذلك انتعاشاً اقتصادياً كبيراً للأهالي الذين كانت أعمالهم تعتمد على الزراعة في الأراضي وبعض المهن الاقتصادية البسيطة».

إحدى القاعات الدراسية

من ناحية أخرى، نتيجة التوافد الكبير على المنطقة كانت بعض المشكلات؛ وعن ذلك يتحدث السيد "طلال يوسف": «سبب افتتاح الجامعات شكل ازدحاماً كبيراً وعبئاً على الشقق السكنية والمنازل، ومن ثم رفع ذلك من الأسعار وخاصة أماكن السكن وأصبح توافرها صعباً نوعاً ما على شباب المنطقة ممن يرغبون في الشراء أو الاستئجار، إضافة إلى ارتفاع المعيشة بشكل عام واكتظاظ الشوارع الريفية غير المؤهلة كشوارع المدن بعدد كبير من السيارات الذي أصبح موجوداً، والأسوأ من ذلك أنه طرح أساليب معيشية بعيدة كل البعد عن بيئة الريف وجماليته البسيطة التي يجب المحافظة عليها ضمن حدود معينة».

أما السيدة "سلوى طنوس" أم لشابين في المرحلة الثانوية فهي ترصد مشكلة يعاني منها عدد لابأس منه من الأهالي وتقول: «حرض وجود الجامعة الخاصة الكثيرين من الطلاب على التراخي في دراستهم وعدم الإصرار على تحصيل علامات تؤهلهم الدراسة في الجامعات الحكومية، وهذا زاد من الضغط المادي على الأهالي فلا وجه للمقارنة بين الجامعات الحكومية والخاصة من حيث العبء المالي، ولكن للأسف أصبح الكثيرون من الطلاب ومنهم أبنائي غير مكترثين بالمجموع الدراسي الذي قد يحصلون عليه بالشهادة الثانوية آملين بدخول الجامعة الخاصة التي توفر لهم الدراسة في فروع شتى موجودة ضمنها، إضافة إلى انخراطهم في مجتمع جديد متنوع وغريب عن بيئتهم ومجتمعهم الريفي نظراً إلى وجود كم هائل من الوافدين إلى الجامعات من مختلف المناطق، وهذا قد يسبب لهم العديد من المشكلات الاجتماعية».

من إحدى الجامعات