في "حمص" الكثير من الشباب الريادي المبدع، الذي اعتمد على نفسه، وأسس مشروعه الخاص، وأثبت أن الأحلام تتحقق بالمثابرة والعمل الجادّ، محققاً النجاح له ولمجتمعه.

eHoms التقى مجموعة من هؤلاء الرياديين الذين أسسوا مشاريعهم الصغيرة الخاصة، وأمّنوا دخلاً جيداً لهم ولأسرتهم، ومنهم الشابة "نايلة إسماعيل عروش" صاحبة الثلاثة والعشرين ربيعاً، التي تعمل في مجال التفصيل والخياطة في منزلها في منطقة "البياضة" بمدينة "حمص"، تحدثت: «أنا من هواة الرسم والتفصيل، خريجة معهد فنون النسوية "بحمص"، كان لدى والدتي "ماكينات" حبكة ودرزة عادية تعمل عليها، وكنت أساعدها في العمل بعد انتهاء دوام المعهد، وبعد ادّخاري مبلغاً من المال قمت بشراء "ماكينة" خياطة صناعية، فبدأت العمل عليها حسب الطلب، وأستعين في عملي بما هو متوافر على "الإنترنت" لاقتباس الموديلات التي أقوم بتحديثها وتغييرها تبعاً لطلب الزبائن».

أملي أن أتعلّم تصميم الأزياء بطريقة احترافية أكثر وطموحي لا يقف عند حد

وتضيف "نايلة": «أملي أن أتعلّم تصميم الأزياء بطريقة احترافية أكثر وطموحي لا يقف عند حد».

الشابة الريادية "نايلة عروش"

كما التقينا الشابة "بديعة الحجلة" البالغة من العمر اثنين وعشرين عاماً والمقيمة في قرية "رباح" "بحمص" فقالت: «ساعدتني دراستي في معهد الفنون النسوية على صقل موهبتي الفنية بالأعمال اليدوية، ليأتي برنامج "تعرف إلى عالم الأعمال" ضمن المعهد ويقوم بدور المحفز والمشجع لتفكيري بجدية في الاستفادة من موهبتي في بدء مشروعي الخاص.

وبحصولي على قرض من "الصندوق الإيرلندي" مقداره مئتا ألف ليرة سورية دون فوائد، تمكنت من فتح محل يتضمن أعمالي اليدوية التي تتميز بكونها مصنوعة من عناصر طبيعية بسيطة مفيدة في المنزل والتي تقدّم كهدايا في كافة المناسبات».

الشابة الريادية "بديعة الحجلة"

وأضافت: «زرع هذا العمل في قلبي الأمل والتفاؤل، فازدادت ثقتي بنفسي، وشيئاً فشيئاً تطورت قدرتي على التواصل الفعال مع الآخرين، وتعلمت كيفية وضع الأسعار المناسبة لكل ما أصنعه وكيف توزيع المنتج وتسويقه، ويسعدني أن أساهم في عجلة تطوير المجتمع، سواء حين أكون قدوة لشابات أخريات ذوات مواهب وطموحات، أو من خلال مشاركتهن كل ما تعلمته خلال تجربتي إلى الآن».

من جهته قال الشاب "نجيب عبد الرزاق طيارة" في الثانية والعشرين من العمر، وهو حالياً في السنة الرابعة في قسم أمن المعلومات والاتصالات، يملك ويدير مؤسسة صغيرة مؤلفة من فرعين: مكتب ومكتبة: «درست في ثانوية تقنيات الحاسوب بحمص ومن ثم المعهد الهندسي للمعلوماتية وتابعت التحصيل العلمي في الجامعة الافتراضية السورية، وفي السنة الثانية في المعهد اطلعت على أفكار عديدة وهامة واكتسبت خبرة واسعة من خلال برنامج "خبرة عمل" الذي سمح لي بزيارة الشركات الكبيرة، عملت بعدها على متابعة دراستي وتأسيس عملي الخاص المتعلق بالشبكات ومقاسم الاتصالات، وأجهزة الأمان والمراقبة، إضافة إلى التصميم والطباعة العالية الجودة، فضلاً عن عملي في المكتبة المتعلق بتسيير معاملات مختلفة وطباعة بيع الورق لكوني وكيل شركة أوراق».

الريادي الشاب " نجيب عبد الرزاق طيارة"

وأضاف: «حصلت على التمويل والدعم الرئيس من عائلتي إضافة لاقتراض جزء آخر، وقد تمّ إيفاؤه بشكل كامل، والآن عملي يموّل نفسه بنفسه، وقد ساهمت أيضا ببعض أنشطة مشروع "شباب" وكنت ممثلا للمشروع في الولايات المتحدة الأميركية في مؤتمر لمنظمة العمل الدولية في "واشنطن"، وقد أعطاني ذلك دافعا كبيرا للتقدم في العمل».

الجدير بالذكر أن معظم هؤلاء الشباب الرياديين خضعوا لدورات توجيهية، تأهيلية، ضمن برامج مشروع "شباب"، الذي تتمثل أهدافه بدعم ثقافة ريادة الأعمال عند الشباب السوري، وتشجيع الشباب على دخول عالم الأعمال، إضافة إلى تزويد الشباب بالمهارات الأساسية اللازمة لكي يصبحوا أفراداً منتجين في المجتمع، فضلاً عن السعي إلى خلق انطباع إيجابي عند المجتمع السوري تجاه العمل في عالم الأعمال وتأسيس مشاريع صغيرة.