أحيت فرقة شبيبة الثورة المسرحية المؤلفة من ستة عشر شاباً وشابة ممن تراوحت بين سن الثامنة والرابعة والعشرين، يعتلون المسرح للمرة الأولى لوحتين مسرحيتين تضمنت الأولى كوميدية متنوعة بعنوان "طرائف من العالم" والثانية تراجيدية بعنوان "أهل الحق" وعرضت كل منهما على خشبة مسرح الزهراوي في مدينة "حمص" بتاريخ 21/ 2/ 2011.

عدد كبير من محبي المسرح، وأهالي الطلاب الشباب وزملائهم حضر العرض، وتحدّثوا عما أعجبهم فيما رأوا، ومنهم المحامية "أميرة الحاج أحمد" التي عبرّت عن ذلك بالقول: «لقد ضحكت اليوم من قلبي، وبكيت من قلبي، ووصلني شعور رائع هو ما يجعل أي شخص يقصد المسرح، ويدفعه لتتبع العرض والتصفيق عند نهايته، وهو بالذات ما أعطاني إياه الشباب في اللوحتين المسرحيتين المقدمتين، وهم مجموعة موهوبة جدّاً تحتاج لمن يرعاها ويوجهها ومنهم ابن أختي الذي فوجئت بمواهبه المسرحية التي سأشجعها دائماً».

لقد ضحكت اليوم من قلبي، وبكيت من قلبي، ووصلني شعور رائع هو ما يجعل أي شخص يقصد المسرح، ويدفعه لتتبع العرض والتصفيق عند نهايته، وهو بالذات ما أعطاني إياه الشباب في اللوحتين المسرحيتين المقدمتين، وهم مجموعة موهوبة جدّاً تحتاج لمن يرعاها ويوجهها ومنهم ابن أختي الذي فوجئت بمواهبه المسرحية التي سأشجعها دائماً

الطفلة "ظبية الأتاسي" ذات الثماني سنوات أصغر ممثلات العرض المسرحي والتي تشارك للمرة الثانية على مسرح "الزهراوي" أحبت هذه الهواية التي ستتطور بالنسبة لها لتكون مهنة مستقبلية، وأضافت: «ألعب دور طفلة موهوبة تغني وترقص، في اللوحة الأولى الكوميدية، ودور حفيدة فلسطينية ترافق جدّتها في قصة أهل الحق وهي تراجيدية نوعاً ما، وقد أحببت كلتا اللوحتين لكنني أفضل الكوميديا والعروض الممتعة التي تضحك الناس وتضحكني أنا أيضاً، وقد شاركت مع مسرح الشباب في عرض سابق حمل اسم "أمادو" ولم اشعر ولو لمرة بخجل أو بخوف من الجمهور».

"أميرة الحاج أحمد" مع اختها وابن اختها

تشعر "ظبية" بالفخر والسعادة أمام أصدقائها في المدرسة، وبكونها ممثلة مسرحية صغيرة ضمن مجموعة مسرحيين شبان.

وكمثيل لها الممثلة "بسمة" التي تشارك على مسرح "الزهراوي" في "حمص" للمرة الأولى، وعن ذلك قالت: «لقد سبق أن شاركت في عروضٍ مسرحية في "دمشق" و"طرطوس" إلا أنها تجربتي الأولى في "حمص" ومع "شبيبة الثورة"، في اللوحة الكوميدية كنت رئيسة اللجنة الفاحصة التي ترى المواهب وتقرر فيها، وفي اللوحة الثانية دور الجدة العجوز التي تروي حكاية "أهل الحق" في فلسطين لحفيدتها الصغيرة، وهي تجربة مميزة أضافت إلي الكثير وأكسبتني زملاء وأصدقاء جددا».

الطفلة "ظبية الأتاسي" ووالدتها

التدريب على العرضين المسرحيين استغرق أسبوعين من الزمن وهما التجربة الإخراجية الأولى للممثل المسرحي الشاب "عبد الله عرابي" الذي حاول إيصال رسالة من خلال العرض لكل من الأهالي والمعنيين بالمسرح، بالقول: «ما قدمناه اليوم هو عرض منوع مؤلف من لوحتين متناقضتين تماماً بين الكوميديا والتراجيدية، وبمجموعة من الشباب المسرحيين، يؤدون للمرة الأولى، وتجربتي الأولى أيضاً كمخرج مسرحي، وهدفنا يتناول عدّة صعد أولها إثبات قدرتنا على تقديم التراجيدية الهادفة والتي تحمل معنى تاريخياً مهماً كالقضية الفلسطينية، إلى جانب الكوميديا التي تتحدّث عن برامج المواهب المنتشرة الآن وبكثرة في العالم ككل وأصبحت هوساً للجميع، مع تأكيد لأهمية المسرح في حياة الطلاب فهو ليس معطلاً عن الدراسة وإنما هو محفز للتفكير والخيال ومدعم للغة العربية الفصيحة، التي يستخدمها الممثلون على خشبة المسرح، وهو في الوقت ذاته حل مفيد لتفريغ الطاقة الكبيرة التي يمتلكها الشباب، وأنا شخصياً كنت ممثلا إلى جانب كوني مخرجاً للعمل، ففي العرض الكوميدية كنت عبارة عن مقدم برنامج المواهب، وفي العرض الثاني كنت شخصية "الباطل" التي تحارب "الحق" وتقتله وتنتظر محاسبتها من قبل أهل "الحق"، وأعتقد أن العرض نال إعجاب الجمهور الموجود وحقق بعضاً من غاياته ولاسيما المتعلقة بالأهل الذين شكلوا أغلبية الحضور».

مع الآراء الإيجابية التي طرحت جرّاء ما قدم في العرض المسرحي، كان للممثل المسرحي الكبير "بري العواني" رأي آخر، حيث أضاف: «الفنون البصرية هي عالم بحد ذاته والمسرح كواحد من هذه الفنون المعقدة التي تحتاج للكثير من التدريب والدراسة وما قدم اليوم هو شيء جميل لكنه أقل مما سبق أن قدمته شبيبة "حمص" في مجال المسرح، وفرقة الشباب الحالية هي فرقة موهوبة جدّاً ومتميزة وستعيد ألق المسرح الحمصي من جديد، ولكنها ككل فرق "حمص" المسرحية بحاجة لتأهيل وتدريب على يد مختصين من مخرجين وممثلين أكفاء، وقد أعجبت بالموسيقا المرافقة وجماليتها الكبيرة، إلا أنها برأيي يجب ألا توجد مع العرض المسرحي لأنها تسرق الأضواء».