"الإدارة الأمثل للموارد المائية المتاحة" كان عنوان ورشة العمل الدولية التي أقيمت في "كلية الهندسة المعمارية" بجامعة البعث تحت رعاية وحضور الأستاذ الدكتور "عامر فاخوري" رئيس "جامعة البعث"، والتي أقيمت بالتعاون مع "المعهد العالي لإدارة المياه" و"مشروع إدارة المياه في حوض الفرات" بالإضافة إلى "هيئة آغف" الألمانية وذلك يوم الإثنين 21/2/2011.

خلال حفل الافتتاح أشار الأستاذ الدكتور "عامر فاخوري" إلى أهمية هذه الورشة الدولية وخاصة أنها تضم أشهر الباحثين في مجال إدارة الموارد المائية، وأوضح أن هذا التجمع العلمي سيسهم في تطوير علوم إدارة المياه ومواردها في سورية.

نحن ومن خلال هذه الورشة الدولية سنطرح عدداً من المشاكل المائية التي تعاني منها المنطقة وهناك تصورات عديدة لحلول يمكن أن نتوصل إليها بعد التشاور مع العديد من الباحثين، وأقترح أن تتبنى الجهات المعنية كوزارتي الري والزراعة هذه الأبحاث المائية العلمية التي تهدف إلى الحفاظ على الموارد المائية

لمعرفة المزيد عن ورشة العمل الدولية موقع eHoms واكب أعمال الورشة والتقينا أولاً أحد المشاركين فيها الجيولوجي "عمر الشمالي" مدير الموارد المائية بحمص والذي حدثنا عن الواقع المائي في "حمص" فقال: «تأتي هذه الندوة العلمية في وقت يبحث فيه كل المهتمون بالمجال المائي عن حلول لمشاكل مائية بالغة الأهمية والتي يمكن أن تبرز في الأعوام القادمة.. و"حمص" مثلها مثل كل المحافظات التي تعاني شحاً في المياه وخاصة مياه الشفة، ولدينا عدداً من الأحواض المائية ضمن المحافظة تعاني نقصاً شديداً في المياه وتراجعاً في كمية المياه الموجودة فيها.. و"حمص" تتغذى مائياً من ثلاث أحواض مائية هي حوض العاصي والبادية وحوض المنطقة الساحلية الذي يعتبر من الأحواض التي لا تعاني شحاً في المياه نظراً لغزارة الأمطار في المنطقة الساحلية».

الجيولوجي "عمر الشمالي"

وعن كميات المياه المتواجدة الآن في محافظة حمص قال: «المنطقة برمتها تعاني نقصاً حاداً في المياه نظراً لتأخر الأمطار وقلتها مقارنة مع السنوات الماضية، وبالتالي فكمية المياه المتواجدة في السدود تعتبر أقل مما يجب أن تكون عليه، ولكن الأمطار التي هطلت خلال اليومين الماضين رفعت سوية المياه في هذه السدود لأن كمية الأمطار الهاطلة في "حمص" يوم 20/2/2011 بلغت /45/ ملم وفي "منطقة المزينة" /82/ ملم وهذا ما كنا ننتظره، وبعد هذه الأمطار أصبح "حوض العاصي" ممتلئاً بنسبة 40% أما "سد المزينة" فتوجد فيه مياه بنسبة 30%..».

وأضاف: «نحن ومن خلال هذه الورشة الدولية سنطرح عدداً من المشاكل المائية التي تعاني منها المنطقة وهناك تصورات عديدة لحلول يمكن أن نتوصل إليها بعد التشاور مع العديد من الباحثين، وأقترح أن تتبنى الجهات المعنية كوزارتي الري والزراعة هذه الأبحاث المائية العلمية التي تهدف إلى الحفاظ على الموارد المائية».

الدكتور "محمود السباعي"

وللتعرف على برنامج الورشة وأهدافها التقينا الدكتور "محمود السباعي" عميد "المعهد العالي لإدارة المياه" بحمص فقال: «ورشة "الإدارة الأمثل للموارد المائية المتاحة" هي أحد النشاطات العلمية التي تهدف إلى الحفاظ على المياه ومواردها لأن هذا الموضوع أصبح هماً عالمياً وخاصة في البلدان التي تعاني شحاً ونقصاً في المياه.

وهذه الورشة بالغة الأهمية لأنها تضم عشرات الخبراء والمهندسين الاختصاصين بمجال إدارة المياه، منهم من أتى من ألمانيا والعراق وبلدان أوروبية وعربية أخرى، وهؤلاء لديهم تجربتهم الخاصة التي يمكن أن تساهم في حل العديد من المشاكل المائية التي نعاني منها في سورية، لذلك تعتبر هذه الورشة مفيدة وهامة على صعيد سورية وليس "حمص" فقط.

الخبراء في الورشة العلمية

هذا النشاط العلمي لا يهدف إلى زيادة كمية المياه أو اختراع كميات أخرى من المياه بل يهدف للوصول إلى أساليب حديثة في ترشيد استهلاك المياه والإدارة الأمثل للموارد المائية لأننا في سورية لدينا زيادة كبرى في الكثافة السكانية إضافة إلى نمو سريع في الاقتصاد والصناعة وهذا كله يعني زيادة في استهلاك المياه، لذلك نحن نسعى الآن إلى تحقيق التوازن بين الطلب على المياه والمتاح منها».

وعن برنامج الورشة قال: «تتوزع أعمال هذه الورشة على أربعة أيام ستعرض خلالها أكثر من /40/ بحثاً تتناول الإدارة المائية ومن هذه الأبحاث استراتيجيات وإدارة الموارد المائية في سورية- واقع ومستقبل الأمن المائي بسورية- التشريع المائي السوري، والمميز في هذه الورشة هو اشتراك خبراء من "هيئة آغف" الألمانية في عرض بعض الأبحاث الألمانية، وخلال هذه الأيام الأربعة سيتم تبادل الخبرات للوصول إلى نتائج يمكن تطبيقها على أرض الواقع..».

"هيئة آغف" الألمانية ساهمت في العديد من المؤتمرات وورشات العمل العلمية في "جامعة البعث" وكان لها الفضل في نقل الخبرات العلمية الألمانية إلى سورية وقد أسهمت في التحضير لهذه الورشة العلمية، وعن ذلك حدثنا رئيسها البروفسور "كلاوس دنهاوت" فقال:

«نحن سعداء جداً لأننا متواجدون اليوم في "جامعة البعث" لكي نبحث في قضية وهم مشترك وهو إدارة وترشيد المياه ولاسيما مياه الشرب، وهذا الأمر بالغ الأهمية لأن أزمة المياه هي أزمة ومشكلة عالمية بدأت بعض الدول كسورية وألمانيا بالانتباه إليها للوقاية من حالات الشح في المياه وخاصة في السنوات القادمة.

نحن اليوم مع زملائنا السوريين نجلس سوية ونناقش شتى المحالات التي تخص الموارد المائية وهي فرصة هامة لكي نصل إلى صيغة مشتركة لإدارة أمثل في المياه».

وعن الأبحاث الألمانية المعروضة قال: «اشتركنا بحوالي /10/ أبحاث علمية مائية وهي عبارة عن دراسات مائية جيولوجية تفيد في عرض التجربة الألمانية في مجال إدارة المياه وسأقوم بتقديم محاضرة ضمن أعمال الورشة سأتعرض خلالها إلى "اتحاد الهيئات التي تعمل في مجال قطاع المياه في ألمانيا" ونحن نأمل أن نستفيد أيضاً من الأبحاث العربية التي ستعرض ولاسيما السورية منها».

الجدير ذكره أن ورشة العمل الدولية مستمرة من 21 ولغاية 24/2/2011 في القاعة الزرقاء بكلية الهندسة المعمارية بجامعة البعث بدءاً من الساعة العاشرة والنصف صباحاً.