احتفل في "جامعة البعث" يوم الخميس 10/2/2011 بتخريج الدفعة الثانية من مدرّبي برنامج "تعرف إلى عالم الأعمال" "KAB" الذي يعتبر أحد برامج مشروع "شباب" في سورية. وأقيمت الدورة على مدى عشرة أيام بمشاركة نحو سبعة وعشرين متدرب ومتدربة من أعضاء الهيئة التدريسية في مختلف كليات "جامعة البعث".
وأقيمت هذه الدورة بالتعاون بين وزارة التعليم ومشروع "شباب" بهدف إعداد مدربين لتدريس مقرر "تعرف إلى عالم الأعمال" الذي سيصبح مقرراً إلزامياً في الجامعات السورية مع بداية العام الدراسي المقبل 2011/2012 حسبما ذكرت لنا الآنسة "هلا السباعي" منسقة البرامج في مشروع "شباب" "بحمص".
هذه الدورة تعتبر من النقاط المضيئة التي تضاف لأعضاء الهيئة التعليمية والتي ستنعكس إيجابياً على شبابنا وطلابنا في الجامعة
وذكرت "السباعي" أن: «مقرر "KAB" يتألف من عدة محاور يدرسها الطلاب المتدربون أهمها: تنمية الفكر الريادي والمهارات اللازمة للعمل الريادي، ومعرفة أهم عناصر تأسيس مشروع ناجح وذو جدوى اقتصادية، إضافة إلى معرفة مراحل عملية صنع القرار، وكيفية وضع خطة عمل متكاملة».
ولاستطلاع رأي عدد من المشاركين في هذه الدورة ومدى أهميتها بالنسبة لهم التقينا بداية الدكتور المهندس "غسان ميخائيل ابراهيم" المدرس في كلية الهندسة المدنية "بجامعة البعث" فقال: «أعتقد أن منهج الدورة جيد بشكل عام، والأفكار التي قدمتها جيدة، كما اتسمت هذه الدورة بالجو الإيجابي والودود بين المتدربين والمدربين».
وأضاف: «لكن لدي بعض الملاحظات حول منهاج الدورة الذي يعتبر بسيطاً نوعاً ما بالنسبة لعضو هيئة تدريسية، لذلك قدمت اقتراحي لرئيس الجامعة أن يكون المنهاج أكثر تطوراً لدى أعضاء الهيئة التدريسية وخصوصاً في سبيل تحقيق شعار ربط الجامعة بالمجتمع، فنحن لدينا خريجين يمتلكون مهارات عالية، هم بحاجة لفرص عمل يمكن ألا تتحقق لهم بسهولة، وإذا تحققت لا يستطيعون تقديم كل ما لديهم من طاقات وإمكانيات، وبالتالي يؤدي إلى تقصير من الجهات المختلفة وخاصة بالقطاع العام، والوصول إلى ما يسمى الروتين الوظيفي، لذا فنأمل في الدورات القادمة أن يتم رفع المستوى بهذا الخصوص وإنشاء منهج جديد نستطيع الاستفادة منه في خدمة البلد».
من جانبه قال الدكتور "صلاح السقا" عضو الهيئة التدريسية في كلية "طب الأسنان": «تلقينا معلومات جديدة في عالم الأعمال بهدف تدريس هذه المادة المقررة لطلابنا في كل الجامعات كل حسب اختصاصه، سنحاول تعليم جيل الشباب الجديد كيف يمسك بأول الخيط ليبدأ البداية الصحيحة في سوق العمل، فإن كانت لديه فكرة كيف يطورها، وإذا كان لديه مشروع كيف يتعاون مع الآخرين لإنجاحه.
وعموماً الدورة كانت مفيدة بالنسبة كنا كمدرسين وخاصة في تغيير نمط أسلوب التدريس، فمعظمنا تعوّد على تحضير محاضرة وإلقائها للطلاب، أما في هذه الدورة فكان هناك مشاركة من الجميع وحوار متبادل بين المدرب والتدرب، اعتبرنا أنفسنا كطلاب، وفعلاً استفدنا، ونأمل نقل كل ما تعلمناه إلى طلابنا ليستفيدوا وفق طريقة جديدة عملية يشارك الطالب فيها كل حواسه إن جاز التعبير».
أما الدكتورة "رنا مصطفى" المدرسة في قسم الهندسة الغذائية في كلية "الهندسة الكيميائية والبترولية" فتحدثت عن مشاركتها قائلة : «السنة الماضية اتبعت دورة "KAB" التي أقيمت في الجامعة وقمت فيما بعد بتدريب طلاب من كليات مختلفة من "جامعة البعث"، وتم اختياري هذا العام للمساعدة بتدريب كادر جديد لرفد البرنامج وتوسيع رقعة تطبيقه في كليات الجامعة.
وبرأيي البرنامج رائع، هدفه النهائي إنشاء جيل واع من الشباب قادر على مواجهة تحديات التغييرات الاقتصادية الحالية، قادر على إنشاء مشروع خاص، أو حتى لو كان المتدرب يعمل في القطاع العام يمكن أن يحسن من أداء وتطوير العمل، بما يصب في مصلحة تطوير العملية الاقتصادية بشكل عام».
وأضافت د. "مصطفى": «الدورة استهدفت تدريب أعضاء الهيئة التدريسية في الجامعة ليصبحوا مدربين فيما بعد لنفس هذا البرنامج الذي يطبق بأسلوب تفاعلي وتشاركي، وبالتالي كانت الدورة مهمة لدكاترة الجامعة من ناحيتين، الأولى أتاحت للمدرس إمكانية أتباع نفس المنهجية أثناء التدريس للمقررات العادية، بأسلوب تدريسي تفاعلي تشاركي، والتحول من الأسلوب التلقيني للمعلومة إلى أسلوب الحوار والتفاعل بين المدرس والطالب كي تكون الفائدة عظمى.
أما الناحية الأخرى فتلخص بأن تقديم هذا البرنامج للمدربين يزيد من خبراتهم التعليمية ويساعدهم فيما بعد لكي يقوموا بإعطاء المنهاج بالشكل الأمثل».
من جهته وقبيل مشاركته بتوزيع الشهادات على المدربين الجدد أشار الدكتور "عامر فاخوري" رئيس "جامعة البعث" أن: «هذه الدورة تعتبر من النقاط المضيئة التي تضاف لأعضاء الهيئة التعليمية والتي ستنعكس إيجابياً على شبابنا وطلابنا في الجامعة».
وأضاف: «تأتي هذه الدورة ضمن مبادرة وزارة التعليم العالي في إدخال مقرر تعرف إلى عالم الأعمال إلى مناهج الحلقة الجامعية الأولى في إطار تطوير الوزارة للخطط الدرسية والمناهج، وتعزيز الجوانب العملية والتطبيقية فيها بهدف تحسين كفاءة وجودة التعليم العالي، ومواءمته مع سوق العمل ومتطلبات التنمية، حيث تسعى الوزارة من خلال هذه الدورات إلى تعميق إيمان المتدربين بأهمية هذا البرنامج للشباب السوري بشكل خاص وللاقتصاد بشكل عام».
يذكر أن برنامج تعرف إلى عالم الأعمال أحد برامج مشروع "شباب"، وهو يزود المتدربين عبر أسلوب التربية الريادية بالمعرفة العلمية والخطوات الأساسية لتأسيس مشروعهم الخاص وإدارته بشكل ناجح، كما يزودهم بالمهارات المطلوبة للعمل بإنتاجية في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الحجم .
وتجدر الإشارة أنه بلغ عدد المتدربين في "جامعة البعث" خلال العامين الماضيين /192/ طالباً وطالبة و/55/ مدرّباً ومدربة.