"المواطنة الإيجابية، اهتمام الناس بمجتمعهم، قدرتهم على التفاعل بغض النظر عن الاختلافات الموجودة في بينهم"/ مفاهيم عدّة شملتها أولى ورشات مشروع "فضاء حمص الثقافي" المحتضن من قبل مشروع "روافد" و"الأمانة السورية العامة للتنمية"، والتي استضافتها مدينة "حمص" على مدى خمسة أيام، كان ختامها بتاريخ 2/2/2011 ضمن المركز الثقافي في "حمص".

الورشة التي جمعت ثلاثين مشتركاً من جميع الأعمار ابتداءً بعمر العشرين عاماً وحتى الخمسين بين طلبة جامعيين ومدرسين وأصحاب مهن، نتجت عنها مجموعة من المشاريع التي سيتم تنفيذها خلال الأشهر القادمة.

عرفت بالورشة عن طريق الأصدقاء واستمتعت بها جداً كونها طريقة جديدة وفرصة لتعلم مهارات الحوار والتفاوض مع الآخر وتعزيز فكرة الهدف لديه ولدى الآخر، إضافةً للخبرة التي اكتسبناها من المدربين

بداية التقينا إحدى المتدربات "سمية البيروتي"، وهي مدرّسة لغة انكليزية، وتحدّثت عن الورشة التدريبية وما أضافته لها:

الشابة "سمية البيروتي"

«عرفت بالورشة عن طريق الأصدقاء واستمتعت بها جداً كونها طريقة جديدة وفرصة لتعلم مهارات الحوار والتفاوض مع الآخر وتعزيز فكرة الهدف لديه ولدى الآخر، إضافةً للخبرة التي اكتسبناها من المدربين».

وعن المشروع الفائز المتمحور حول "هوية حمص التراثية" والذي تمّ اختياره، أضافت: «قدمنا مشروعاً يتمحور حول "حمص" القديمة وإحياء تراثها والعناية بها وكان مشروعاً فائزاً نال قسماً من الدعم المادي لتنفيذه، حيث ستلقى الأحياء القديمة المهملة رعاية واهتمام وستخضع لتنظيف وترميم، ليتمّ التعريف بها كمنطقة تراثية وسياحية، ويرافق الحملة معارض فنية وتصوير ضوئي، حفلات موسيقية ومسرحية، مع طرح لباس موحد لعناصر الحملة، وفيلم وثائقي لتلك المناطق، ونسعى من خلال ذلك تفعيل المناطق وسكانها كما هي أحياء "دمشق" و"حلب" القديمة».

"رنا يازجي" مديرة برنامج احتضان الثقافة والفنون في "روافد"

تنوع الاهتمامات والآراء منح الورشة تميزاً خاصاً كما أضاف "زين العابدين طيار" الممثل والمخرج المسرحي ومسؤول النشاط الثقافي في مشروع "فضاء حمص الثقافي": «الورشة مهمة جدّاً بما تحويه من تنوع وتوافق بين المشتركين، على الرغم من التخوف المبدئي قبل الورشة من عدم تقبل المجتمع الحمصي لها، ولكن على العكس تماماً فالنتائج جيدة جداً والناس شغوفين لمثل هذه الورشات العملية التي تقدّم نفعاً لمدينة "حمص" وأهلها، فالمجتمع الحمصي ثري جدّاً ولكنه بحاجة لتفعيل».

السيد "إميل شارلي" من مصر، استشاري تعليم وتنمية مجتمع، هو أحد المدربين المشرفين في ورشة "المواطنة الفعالة" تحدّث بدوره عن خصوصية هذه الورشة: «إشرافي على هذه الورشة مدرجٌ ضمن تعاوني مع مشروع "روافد" للتنمية وهي ليست المرّة الأولى في سورية، إلا أن العمل ضمن المحافظات المحدودة وغير المفتوحة، التي لاتحظى بحركة مستمرة على غرار العواصم، يكون التأثير فيها أعمق وأمتع وذو صدى ونتاج أكبر وقد تمّ تحديد الأطر التي عمل عليها مسبقاً بما يلاءم احتياجات الناس وتعليمهم كيفية حل مشكلاتهم، والموضوعية في طرح المشاريع وتقييم النتائج، بغض النظر عن الاختلافات الموجودة بين أفرادها، الاكتشاف المثمر لثقافتنا وهويتنا وتأثيرها على غيرها من الثقافات ومن ثمّ تصميم المشاريع».

" سامر أبو ليلى" صاحب فكرة "فضاء حمص الثقافي"

وعن الدعم المادي والمعنوي لفضاء حمص الثقافي وورشة العمل، فقد تحدّثت عنه "رنا يازجي" مديرة برنامج احتضان الثقافة والفنون في مشروع "روافد": «هذه الورشة تتم بدعم من روافد والمجلس الثقافي البريطاني، لتنظيم "فضاء حمص" أحد المشاريع المحتضنة خلال العام الحالي، وهدفه خلق مساحة إبداعية لفناني "حمص" ليكونوا مساهمين بدورهم في خلق حركة فنية نشطة ضمن المدينة، وهذا الاحتضان بدأ منذ الشهر السادس على عدّة مستويات، أمّا ورشة المواطنة الفعالة فهي الأولى ضمن المدينة، والثالثة في المحافظة حيث سبقتها ورشتين في "وادي النضارى" وسيلحقها ورشات أخرى، وسيتم خلال الفترة القادمة تنفيذ المشاريع الثلاثة الفائزة بالدعم على أرض الواقع، اثنين منها بشكل كلي وواحد بشكل جزئي».

وقد تمّ تقييم العمل بشكل جماعي من قبل جميع المشتركين خلال الجلسة الختامية، إضافة إلى رؤية كل مشترك لمكانه الفعال ضمن أحد المشاريع ومساهمته فيها وكيفية عمله مع أفراد المجموعة وبقاء تواصله معهم وإمكانية تأمين دعم متواصل للمشروع من مبالغ مادية أو خبرات بشرية، أو مراكز خدمية.

أمّا "فضاء حمص الثقافي" فقد تحدّث عنه الممثل والمخرج المسرحي " سامر أبو ليلى" صاحب فكرة المشروع: «هو أحد المشاريع الخمس الفائزة ضمن 161 مشروعاً قدم لحاضنة المشاريع الثقافية على نطاق محافظات "حمص، إدلب، اللاذقية، حلب، دمشق" ويتيح المشروع للفنانين الشباب بكل أنواع الفنون تقديم نتاجهم الفني وتأمين الاستمرار لهم دون معوقات، وحالياً نبحث عن مقرٍ دائم للمشروع بالتعاون مع مديرية الثقافة في "حمص" والتي قدمت لنا إحدى صالات المركز الثقافي كمقر مؤقت، إضافة إلى أن المشروع بدأ بالتأسيس مالياً وبتجهيز الكوادر والمعدات وأول خطوة له كانت ورشة المواطنة الفعالة التي استهدفت الممثلين الشباب في "حمص" مع وجود بعض الاستثناءات في بعض المشتركين، وتمّ اختيار ثلاثين شخصا من أصل ثلاثة وسبعين آخرين راغبين بالمشاركة، وذلك ضمن مسح صغير، وستنفذ المشاريع على التوالي "تأهيل حديقة في حي ضاحية الوليد"، "العنف الأسري ونموذج عنه في مدرسة أبي ذر الغفاري"، "ترميم بعض الأبنية الأثرية في حمص"، وتلك المشاريع ستتم بالتعاون مع مديرية الثقافة في "حمص" وصالة "النهر الخالد"، إضافة إلى إنشاء لجنة استشارية مؤلفة من شخصيات مرموقة مثل "أمين رومية" نقيب الفنانين في "حمص"، "معن إبراهيم" مدير الثقافة، "مجد الحلبي" صاحبة صالة "النهر الخالد"، "نزيه بدور" مدير نادي السينما"، وبعض الفنانين الآخرين».