فضلّن استقبال الصباح بألحان الموسيقا وأنغام "الكمان" على ثرثرات الزيارات الفارغة، "جيانا، ريبال، لونا، وغزل" أربع شابات في مقتبل العمر أردن تعلّم العزف على آلة "الكمان" ولكل منهن أسبابها، فاجتمعن في بيت عربي قديم بحي "العدوية" ليشكلن مع آلة "الكمان" تقليدهن السنوي الخاص بمساعدة أستاذهن المختص.

eHoms زار الصبايا الأربع وتعرّف على بداية قصة هذا التقليد والتقى مع الشابة "جيانا عبد اللطيف" الأكبر عمراً، وتقول: «بدأ اهتمامي بموضوع الموسيقا مذ كنت بعمر الحادية عشرة وبالأخص "آلة الكمان" التي مازالت إلى الآن مصدر سحر غامض بالنسبة لي وبقي تعلّم الموسيقا والعزف على آلة "الكمان" يشكل حيزاً واسعاً في داخلي، حتى أتى الوقت المناسب لذلك، بانتهاء دراستي في معهد المراقبين الفنيين، وأصبح لدي متسع من الفراغ للبحث عن طريقه تلبي شغفي الموسيقي، فخطرت ببالي فكرة أن ألتقي بفتياتٍ لهن اهتماماتي الموسيقية، وأن نجتمع لنتبادل أحاديث عن الفن ونعزف معاً بعض الألحان، ونتدرب كما لو كنا في إحدى الزيارات الاجتماعية، لذلك بحثنا عن المكان والجو المناسبين».

انضممت للفتيات منذ فترة قصيرة وليس لدي أية فكرة سابقة عن العزف، وإنما معلوماتي مقتصرة على ألحان موسيقية سمعتها، لذلك فإنني أعزف على آلة "الأورغ" والتي تستخدم دائماً لتعليم المبتدأين حتى يصفى اللحن لديهم و يمتلكون معرفة بالنوتات، ورغم أنني لم أقرر حتى الآن الآلة التي سأعزف عليها إلا أن رؤيتي للشابات الأخريات وهن يعزفن "الكمان" جعلتني أفضله وأحبه

البحث عن الهوية التي تشكل محور حياة المراهقين، كما تضيف "جيانا" أصبحت لديها ولدى صديقاتها موجهة نحو شيء مهم، يجعلها في المستقبل إنسانة ذات فائدة سواء امتهنت واحترفت الفن، أو بقيت محتفظة به كهواية تعلّمها لأولادها، أمّا الشابة "ريبال ديب" من الصف الحادي عشر فطموحها أكبر من ذلك ويتجاوز الهواية ليصل للاحتراف، فتقول: «قد أكون في عمر صغير الآن لا يمكنني من تحديد مستقبلي، إلا أن حلمي بأن أمسك آلة "الكمان" وأقف على أحد المسارح المشهورة هو ما يرتسم ببالي دائماً وأعمل عليه مع عائلتي التي تقدّم لي الدعم المتواصل، لكن ضيق الوقت بوجود الدوام المدرسي والحاجة للتفريغ الانفعالي الأتي من ضغط الدراسة، جعلني أحب الفكرة بأن ألتقي فتيات من عمري ضمن إطار مفتوح غير محدد كتعليم موسيقي خاص، والخضوع لقوانين معهد معين، وإنما أقرب إلى جو اللقاء الاجتماعي المحبب، يتمّ من خلاله تعلّم العزف بأريحية يفسح الفرصة للخطأ والتعلم منه، ولاسيما أن الفتيات كلهن مبتدئات يمسكن آلة "الكمان" للمرة الأولى ويتعلمن عليها بمفردهن خطوة خطوة، وعلى نوتات بسيطة».

"جيانا عبد اللطيف" و"ريبال ديب"

تعلّم الموسيقا وتعليمها مستقبلاً هدف "لونا داوود" أصغر فتيات المجموعة ولها رأيها الخاص في هذه التجربة، وتقول: «الأمر الذي لفت نظري منذ البداية هو العزف ضمن مجموعة، فأنا عازفة مبتدئة وأملك الكثير من الأخطاء الموسيقية، ولكن من خلال عزفي مع الفتيات واختلاط الأصوات، أستمع وأتعلم وأرى حركات أيديهن وكيفية قراءتهن للنوتات، لكنني أرغب بأن أطور مهاراتي مستقبلاً لأختص الموسيقا كأحد العلوم، وأدرسها في كلية التربية الموسيقية، ومن ثمّ أغدو معلمة مميزةً لمادة "تربية موسيقية"».

ولتكتمل المجموعة انضمت "غزل عبد الله" للشابات كمبتدئة تعزف على آلة "الأورغ"، وتضيف: «انضممت للفتيات منذ فترة قصيرة وليس لدي أية فكرة سابقة عن العزف، وإنما معلوماتي مقتصرة على ألحان موسيقية سمعتها، لذلك فإنني أعزف على آلة "الأورغ" والتي تستخدم دائماً لتعليم المبتدأين حتى يصفى اللحن لديهم و يمتلكون معرفة بالنوتات، ورغم أنني لم أقرر حتى الآن الآلة التي سأعزف عليها إلا أن رؤيتي للشابات الأخريات وهن يعزفن "الكمان" جعلتني أفضله وأحبه».

"لونا داوود" و"غزل عبد الله"

اعتادت الشابات على عزف ما يحببنه من موسيقا، وأجمعن كلهن على محبة اللحن "الشرقي" ورقته والطابع الحنون الذي يمتلكه كما قلن، ويساعدهن على ذلك الأستاذ "مروان داوود" رئيس فرقة "نادي الخيام" والمشارك الأول في فكرة المجموعة الموسيقية والذي تحدّث عن الفكرة، قائلاً: «انخراطي في عالم الموسيقا، يمنحني الخبرة لاكتشاف المواهب الشابة والرغبة لدى أي شخص في تعلّم الموسيقا واحترافها، وتلك الرغبة للتعلم والمحبة للفن الراقي لدى الفتيات، دفعني للتفكير في طريقة تساعدهم وتمنحهم الدعم المبدئي ليقررن فيما بعد مستقبلهن، ودوري في ذلك هو إعطاء المقامات الموسيقية وتنظيف اللحن أثناء عزفه وإخراجه بطريقة صحيحة، إضافة إلى دعوة بعض الأساتذة المختصين لمساعدة الفتيات وتقديم الخبرة لهن كلما أتت الفرصة الملائمة».

"مروان داوود"