يرتكز عمل معظم الجمعيات والمنظمات الأهلية على التطوع، الذي يبادر به الكثير من الشباب دون مقابل، إيماناً منهم بمبدأ العطاء ومد يد العون للآخر، وانطلاقاً من ضرورة دعم وتعزيز مفهوم العمل التطوعي للشباب تم في مقر الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية "بحمص" إطلاق مشروع موقع "تطوع معنا" الإلكتروني، التابع لمشروع "مسار" أحد مشاريع الأمانة السورية للتنمية، وذلك مساء السبت 24/4/2010 بحضور ممثلين عن معظم الجمعيات الأهلية في محافظة "حمص".

وفي استطلاعنا لرأي بعض الشباب المتطوعين الذين ساهموا بالتأسيس لهذا المشروع قالت الشابة "رانية الزين" من شباب "مسار" "بحمص": «شاركت مع عدد من زملائي المتطوعين بتصميم الموقع الإلكتروني الذي يساهم بتشجيع التطوع، وترسيخ مفهوم العمل التطوعي لدى شبابنا، وأيضاً يعمل على إتاحة الفرصة لإبداء آراء زوار الموقع بالكثير من الموضوعات التي تهم المجتمع الأهلي، وبرأيي فإن هذا الموقع الإلكتروني هو خطوة هامة تساهم في مساعدة الشباب السوري الراغب بالتطوع، على اكتشاف ذاته وتنمية شخصيته والارتقاء فيها، بما يعود بالفائدة على المجتمع ككل».

إن إنشاء موقع إلكتروني ورفد الجمعيات الأهلية بمتطوعين شباب خطوة مميزة ورائدة لشباب "مسار" سيكون لها مفاعيل إيجابية بالمستقبل، نأمل لهذه الخطوة كل النجاح

من جهته قال الشاب "يعرب حوراني" من متطوعي "مسار" مشارك في تأسيس المشروع: «نحن مجموعة واحدة نطرح أفكاراً ونناقشها ونحدد أهدافنا التي ستعمل عليها بدقة، فالفكرة فكرة الجميع والعمل كان جماعياً ومتكاملاً، لدينا طاقات كبيرة وأفكار نسعى لتوظيفها بما يفيد مجتمعنا، من خلال الموقع الإلكتروني رغبنا بأن تستفيد الجمعيات الأهلية أكثر من طاقة وحماسة الشباب بتطوير عملها نحو الأفضل، وبنفس الوقت أن يحقق الشباب الاستفادة التي يرجونها من التطوع في هذه الجمعيات».

السيد "عمر الحلاج" المدير التنفيذي للأمانة السورية للتنمية

عن دوافع إطلاق هذا المشروع وكيف نشأت فكرته تحدث السيد "إياد اليافي" مدير برنامج "لنتطوع" في مشروع "مسار" لموقع eHoms قائلاً: «من خلال عدد من جلسات الحوار التي أقمناها "بحمص" وجدنا مشكلة في مسألة العمل التطوعي تعاني منها معظم الجمعيات الأهلية، فهناك عدد كبير من الشباب راغبين بالتطوع لكن لا يعرفون الآلية للتطوع، وكذلك كثير من الجمعيات الأهلية بحاجة إلى متطوعين، ولكنها لا تجد في كل الأحيان طلبها من المتطوعين، وانطلاقاً من إيماننا أن التكنولوجية يمكن أن تلعب دوراً إيجابياً في حل هذه المشكلة، توصلنا إلى إمكانية تواصل الجمعيات الأهلية مع من تحتاج من متطوعين عن طريق موقع إلكتروني هو: Syrianvolunteers.com

طرح فكرته ونفذه شبان متطوعون من مشروع "مسار" في "حمص" و"اللاذقية" بعد عدة زيارات ميدانية من قبلهم إلى الجمعيات الأهلية، وجمعهم للمعلومات اللازمة عن هذه الجمعيات، واليوم تم إطلاق المشروع "بحمص"، وكل الجمعيات الأهلية "بحمص" اعتباراً من اليوم صار لها اسم مستخدم وكلمة سر تستطيع من خلالها الدخول على الموقع ودعوة المتطوعين الذين تريدهم».

رؤساء وممثلو الجمعيات الأهلية "بحمص"

وأضاف "اليافي": «منذ ستة أشهر بدأنا بالعمل على هذا المشروع وتدريب الشباب القائمين على المشروع، واليوم من خلال لقائنا مع الجمعيات الأهلية وجدنا حماسة ورغبة من قبلهم للتعاون مع المشروع، وبنفس الوقت هناك رغبة حقيقية من قبل الكثير من الشباب بالعمل والتعاون مع هذه الجمعيات».

وللتعرف على رأي الجمعيات الأهلية بإطلاق هذا المشروع التقينا المهندس "بسام المصلا" رئيس فرع "الجمعية السورية للوقاية من حوادث الطرق" "بحمص" فقال: «إن إنشاء موقع إلكتروني ورفد الجمعيات الأهلية بمتطوعين شباب خطوة مميزة ورائدة لشباب "مسار" سيكون لها مفاعيل إيجابية بالمستقبل، نأمل لهذه الخطوة كل النجاح».

الشاب "يعرب" وأ. "اليافي" يشرحان للمهندس "نجار" عن المشروع

حول آفاق هذا المشروع والغايات المرجوة منه حدثنا السيد "عمر عبد العزيز الحلاج" المدير التنفيذي للأمانة السورية للتنمية: «المشروع الذي أطلقناه اليوم أنتجه أطفال "مسار" "بحمص" بالتعاون مع أطفال "مسار" في "اللاذقية"، وهو مشروع يقوم على ربط الشباب الراغب بالتطوع والعمل الأهلي مع الجمعيات الأهلية التي تريد وتحتاج إلى متطوعين في عملها فيكون بذلك العمل متكاملاً، والمشروع هو من بنات أفكار الشباب في "مسار" تتراوح أعمارهم بين 14 و16 سنة، طوروه بمساعدة فريق "مسار" وأوجدوا له موقعاً متميزاً على الإنترنت ليكون حلقة وصل ما بين المتطوع وما بين الجمعية الأهلية، وبذلك يساهم المشروع ليس فقط بربط الطرفين وإنما أيضاً على نشر ثقافة التطوع الضرورية جداً».

وأضاف: «العمل الأهلي هو عمل مهم جداً ومكمّل لعمل الدولة في مجال التنمية وعمل القطاع الخاص، وهناك تكامل ما بين الأدوار، وهذا التكامل نأمل منه أن يزدهر ويستمر ويكبر، وأن يكسب القطاع الأهلي أيضاً الخبرة اللازمة ليؤدي دوره بالشكل الأنسب، هذا النشاط تم البدء فيه فقط في "اللاذقية" و"حمص" من أبناء المنطقتين، أحسوا أن هناك ثغرة ما بين الجمعيات وما بينهم كشبان راغبين بالعمل التطوعي فرأوا أن يكون هناك نوع من حلقة الوصل، وإن شاء الله يأخذ هذا المشروع حيزاً هاماً لأنه بالنهاية هو مشروع من الشباب ولهم، وأعتقد أن الجمعيات أيضاً تدرك أهمية مثل هذه المشاريع فهي تحتاج دائماً لاستقطاب الشبان بالتطوع وبذلك تكتمل مسيرة المنفعة للجميع، الباب مفتوح لكل الجمعيات للمشاركة ومفتوح لكل الشبان لكي يتطوعوا اليوم وغداً وفي المستقبل».

وعن دور "الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية" في استضافة هذا الحدث يقول المهندس "حسان نجار" رئيس اللجنة الإدارية في الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية فرع "حمص": «هناك اتفاقية تعاون بين "الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية" و"الأمانة السورية للتنمية" والذي سينتج عنه عدد من المشاريع المشتركة لا سيما في المرحلة القادمة، ويتشرّف فرع "الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية" في "حمص" باستضافة لقاء الجمعيات الأهلية مع مشروع "مسار" ليكون انطلاقة لمشاريع مشتركة، هذا اللقاء الذي قام به مشروع "مسار" بهدف دعم الجمعيات الأهلية في المحافظة من خلال الموقع الإلكتروني "تطوع معنا" لتأمين عدد من المتطوعين بطريقة تتناسب وأهداف كل جمعية من هذه الجمعيات على حدة، ونحن كجمعية أهلية تساهم في العمل التنموي ستكون هناك مجموعة مقترحات لعدد من المشاريع المشتركة بين "الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية" والأمانة السورية للتنمية».