يشكل الأطفال ولاسيما المبدعون منهم ثروة وطنية وحضارية تتجدد باستمرار، ولكن بإتاحة المزيد من الطرق لذلك، وأول محطة في حياة الأطفال بعد المنزل هي المدرسة، وعلى أساس منه تقوم منظمة "طلائع البعث" المهتمة بطلاب المرحلة الأساسية في سورية بعقد نوع من المجالس التي يشارك فيها كل من:

الطلاب الطليعيين والأساتذة والمشرفين وممثلين من لجنة الحي ومن الاتحاد النسائي وأطباء من مديرية الصحة ومنها اجتماع المنطقة الرابعة الذي شمل 25 وحدة طليعية بما فيها مدارس رسمية وأخرى خاصّة ضمن أحياء: "باب السباع، الفاخورة، حي الخضر، بستان الديوان، باب هود، باب التركمان، باب المسدود، طريق الشام شمالاً، ساحة الحاج عاطف، العدوية"، إضافةً إلى مدرسة الأنشطة التطبيقية التابعة للمنطقة الرابعة والتي تقع في سوق "الخضرة" وذلك بتاريخ 8/12/2009.

أعتقد أن كثيراً من الطلاب يعدون حصص الرياضة من الحصص المفضّلة لديهم لذلك طلبت إضافة اختصاص الرياضة إلى "رواد الطلائع" وتكريم المتميزين فيهم وإعطائهم فرصة منح رياضية إضافة للاهتمام بالدراسة

ومن بعض الآراء والأفكار والمطالب التي طرحها الطلائعيون الصغار من المرحلة الأساسية في مدرسة "العمرية" التي تمّ فيها المجلس، كان رأي الطالبة "رهف خسرف" من الصف الخامس الابتدائي في مدرسة "بلقيس": «أطمح مثل أغلب رفاقي إلى وجود مكتبة متطورة تضمّ إلى جانب الكتب كاسيتات وأشرطة موسيقية وCD تتضمن أغانٍ وطنية ومتنوعة تساهم في التعلّم والحفظ وقضاء حصص الفراغ أو التربية الموسيقية بشكل أمتع ومفيد ويشجع الطلاب على دخول المكتبة والتفاعل معها أثناء بحثهم عما يريدونه من مواضيع».

الطالبتين "رهف" و"هيا"

هواية "رهف" المطالعة ولذلك كان مطلبها متفقاً مع هوايتها أمّا زميلتها من الصف السادس "هيا العجية" وهي إحدى لاعبات كرة السلة المتميزات في مدرستها فكان مطلبها عن الرياضة وتقول:

«أعتقد أن كثيراً من الطلاب يعدون حصص الرياضة من الحصص المفضّلة لديهم لذلك طلبت إضافة اختصاص الرياضة إلى "رواد الطلائع" وتكريم المتميزين فيهم وإعطائهم فرصة منح رياضية إضافة للاهتمام بالدراسة».

مشرفة المنطقة "سلام الوعري"

ومن لجنة حي "باب السباع والعدوية" التي تقع فيه مدرسة "العمرية" كان للسيد "خالد الزعبي" الحاصل على شهادة جامعية من كلية "الشريعة" وشهادة "مخبري أسنان" وهي مهنته الحالية، بعض المطالب كممثل عن أهل حيّه حيث قال:

«أهمّ ما يريده الأهالي هو مصلحة أبنائهم الدراسية والمناهج التي يتمّ تدريسها وللأسف تلك المناهج موجه للطالب الممتاز والجيد فقط ولا تشمل الطالب المتوسط والضعيف خاصّة أنّ الحالة الاجتماعية والمادية لأهالي بعض المناطق والأحياء قد لا تسمح بوجود دروس خصوصية أو مدارس خاصّة إضافةً إلى أنّ قسماً كبيراً من الأهالي غير متعلمين أو قد لا يستطيعون تعليم أبنائهم وفق المناهج الحديثة لأنها جديدة عليهم وأهمها اللغة الإنكليزية، والنقطة الثانية أنّ المنطقة السكنية هنا بأكملها وتتضمن عدّة أحياء لا تحتوي إلا إعدادية واحدة أصبح عدد الطلاب فيها حوالي 55 طالبة لكلّ شعبة مع بعدها مسافة كبيرة عن العديد من الطالبات اللواتي قد يمتنع أهلهن عن إرسالهن للمدرسة لبعدها تبعاً لنوع العقليات الموجودة في تلك المناطق ما يحرمهن فرصة التعليم».

المستخدم "مروان" وزميله في مدرسة "العمرية"

أمّا مدرسة "العمرية" الجديدة فقد مثلها طلابها بمطالب عديدة أهمّا توفير التدفئة التي إلى الآن مازالت غير موجودة والبقية تتحدث عنها مديرة المدرسة "حكمت حمادة" بقولها:

«حاولنا أن نعطي للاجتماع طابعاً مميزاً لكونه الأول في مدرستنا ومع الطلبات التي أرادها طلابنا أضيف عليها أن وجود السبورات الضوئية والتي يكتب عليها بأقلام تحتاج إلى تعبئة مستمرة ويومية ما يزيد من العبء المادي ووجوب وجود دعم لذلك».

تلك الآراء السابقة جميعها تصبح مسؤولة عنها بعد طرحها مشرفة المنطقة الطليعية وهي السيدة "سلام الوعري" التي تحدّثت عن آلية هذه الاجتماعات:

«مدينة "حمص" مقسمة إلى خمس مناطق طليعية ومنها منطقتي التي أشرف عليها من خمس سنوات ولدينا اجتماع سنوي لكل منطقة يليه مجلس يشمل المحافظة كلها تُنقل إليه المقترحات والطلبات ذاتها لمناقشتها بما فيها مشاكل المدارس والطفل والبيئة والحي، الأمراض السارية والتوعية بمختلف أنواعها، وفي اجتماع المنطقة يحضر ممثل عن الطلائع وآخر عن مديرية التربية كما حدث في هذا الاجتماع الذي كان غنياً جداً بالأسئلة المطروحة ولاسيما طلبات الطليعيين التي أشارت إلى مدى وعيهم وثقافتهم».

وعلى هامش المجلس كان لمطالب المستخدمين الموجودين في المدرسة حيزٌ أيضاً حيث كان مطلب المستخدم "مروان عدنان الحموي" يتمثل بإعادة السماح للمستخدمين ببيع الأغذية والمشتريات للأطفال تبعاً لمراقبة صحية صارمة من الإدارة لكي يعود الطلاب للشراء من داخل المدرسة وهذا بدوره يقيهم من أخطار التلوث والأطعمة المكشوفة التي أصبحت أبواب المدارس أسواقاً لها كعربات "الفول" و"الغزلة" و"السحلب" وغيرها دون وجود أية مراقبة صحية.