بمشاركة حوالي 150 طالباً وطالبةً من المركز الوطني للمتميزين وعدد من ثانويات مدينة "حمص"، وطلاب من قسم العلوم الجيولوجية وقسم الجغرافية، ومدرسون يعملون بذات الاختصاص، أقيمت في المركز الوطني للمتميزين في "حمص" يوم الثلاثاء (8/12/2009) ورشة عمل حول "تعليم الفضاء"، بالتعاون ما بين وزارة التربية وهيئة الاستشعار عن بعد ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونيسكو".

تضمنت الورشة مجموعة من المحاضرات حول علوم الفضاء والفلك والاستشعار عن بعد، قدمها علماء وباحثون سوريون وأجانب، منهم رائد الفضاء السوري اللواء "محمد فارس".

الورشة خطوة نوعية للمشاركة ونقل المعارف إلى الطلاب، بمشاركة نخبة من المختصين في علوم الفضاء، كما أن الورشة بداية لدخول سورية عصر الفضاء بشكل أوسع وأعمق

وخلال افتتاح الورشة صباحاً قدمت ممثلة اليونسكو إلى معاون وزير التربية الدكتور "سليمان الخطيب" نموذجاً من التيلسكوبات المهداة من "اليونيسكو" إلى الثانويات السورية.

ممثلة اليونيسكو تقدم نموذجاً من التيلسكوبات للدكتور "الخطيب"

واختتمت الورشة في المساء بتجربة عملية شارك فيها الطلاب تمثلت بإطلاق صواريخ فضائية مائية في ساحة مركز المتميزين، بعد تحضيرها في قاعة خاصة ضمن المركز.

وفي كلمة له خلال افتتاح الورشة أشار معاون وزير التربية إلى: «أهمية هذه الورشة في زيادة اهتمام ووعي وإتاحة فرصة التجربة للطلاب والمدرسين في علوم الفضاء وتقاناته، وتأكيد أهمية البحث العلمي والتطوير في هذا المجال، إضافة إلى أهمية إدراك التكامل بين مختلف مجالات الحياة وظواهرها».

الدكتور "نضال حسن" أمين اللجنة الوطنية لليونيسكو

وأضاف بالقول: «إن دراسة القضايا البيئية الكبرى كالتوازن البيئي والطاقات البديلة وتقانات الاتصال هي من القضايا الهامة ذات العلاقة المباشرة بتعليم الفضاء والتي بدأت تأخذ مواقعها في المناهج التربوية، ما يتطلب تقانات وطرائق فاعلة في التعليم والتعلم تتجاوز الطرائق التقليدية منطلقةً إلى نشاط المتعلم التطبيقي والذاتي والتعاوني واستثمار مركز المتميزين أفضل استثمار للانتقال إلى ميدان التنفيذ».

أمين اللجنة الوطنية لليونسكو الدكتور "نضال حسن" قال لموقع eHoms: «تهدف الورشة لتعريف الجيل الناشئ بمدى الفائدة التي تقدمها التطبيقات المختلفة لعلوم الفضاء وتشجيع الشباب للاطلاع على التقنيات الحديثة وتأهيلهم للانضمام إلى عصر المعلومات والفضاء، وعلاقتها بموضوعات التنمية المستدامة، فضلاً عن تنمية مهاراتهم الاتصالية وقدراتهم لامتلاك الروح الناقدة عند مشاهدة وتابعة البرامج العلمية ذات الصلة.

تجربة إطلاق الصواريخ المائية من قبل الطلاب المشاركين

وتشكل هذه الورشة نقطة البداية لمرحلة لاحقة حيث سيتم تعميم هذه العلوم المتعلقة بالفضاء بشكل أوسع نظراً لأهميتها وفائدتها في بناء الكوادر الوطنية وفق معايير الجودة».

من جهته اعتبر الدكتور "أسامة عمار" مدير عام الهيئة العامة للاستشعار عن بعد بأن: «الورشة خطوة نوعية للمشاركة ونقل المعارف إلى الطلاب، بمشاركة نخبة من المختصين في علوم الفضاء، كما أن الورشة بداية لدخول سورية عصر الفضاء بشكل أوسع وأعمق».

أما الأستاذ "سهيل محمود" مدير تربية "حمص" وعن انطباعه حول الورشة قال: «لم تعد العلوم بمختلف جوانبها تعتمد على المعارف العلمية المتعلقة بهذا الكوكب الذي نعيش عليه وإنما تخطت ذلك إلى الإطار الكوني، وفي ضوء هذا التطور المعرفي كان لا بد من اختراق الفضاء كجزء من المنظومة الكونية، لذلك تأتي ورشة العمل هذه لتعزيز ثقافة الفضاء لأبنائنا الطلاب، والتعرف على العديد من جوانب هذا الكون الواسع.

نأمل انعقاد المزيد من ورشات العمل النوعية في فترات لاحقة لتعزيز ثقافة الفضاء لدى طلابنا وتنمية المهارات العقلية العليا لديهم، وإكسابهم الخبرات والمهارات اللازمة للخوض والتعمق في البحث العلمي والمعارف الكونية».

وأضاف مدير التربية: «لاحظت من خلال تواجدي في ورشة العمل هذه أن طلابنا المشاركين استطاعوا خلال زمن قياسي القيام بتجربة عملية هامة، من خلال إطلاق الصواريخ المائية، وحقيقية فوجئنا بهذه الدرجة العالية من التجاوب والتفاعل لطلابنا مع ما قُدم لهم من معارف وعلوم خلال هذه الورشة».

وفي استطلاعنا لانطباع بعض الطلاب المشاركين في ورشة العمل قال الطالب "مصباح شاهين" من مدرسة المتفوقين: «لم نتوقع أنا وزملائي أن تكون الورشة بهذا المستوى العالي من المعارف المقدمة والخبراء المشاركين فيها، الذين جذبونا للاستماع إلى محاضراتهم الغنية والشيقة، وسعدنا أكثر بروعة مركز المتميزين والتقنيات المتطورة الموجودة فيه.

كما حرضت هذه الورشة تفكيرنا بجدية أكثر للمتابعة بدراسة اختصاصات علمية هامة في المستقبل كالفيزياء والجيولوجية وعلوم الفضاء.

ويمكن القول أن الورشة شكلت بالنسبة لنا كطلاب في المرحلة ثانوية انطلاقة هامة لدخولنا عالم المحاضرات العلمية ومتابعتها والتعود على تسجيل الملاحظات وتدوين المعلومات الجديدة».

أما الطالبة "راما الحصني" قالت: «أكسبتنا المحاضرات التي |ألقيت خلال الورشة الكثير من المعلومات والمهارات الجديدة فيما يتعلق بعلوم الفضاء، وكان اللقاء متميزا مع رائد الفضاء السوري "محمد فارس" وكذلك مع المحاضرين الأجانب الآخرين، وتعرفنا على أن موضوعات الفضاء من الموضوعات الهامة جداً وعلينا التفكير فيها أكثر ومتابعة كافة الندوات والمحاضرات المتعلقة فيها».