امتهن تعليم العزف على معظم الآلات وتنظيم الاحتفالات الفنية، وأطلق منذ عام 2011 ما يقارب مئة وخمسين حفلاً فنياً في حي "الزّهراء"، ومن خلال مساهمته بمشاريع متعددة استطاع إيصال المساعدة والعون للجرحى وكلّ محتاج.

مدوّنةُ وطن "eSyria" وبتاريخ 26 أيلول 2020 التقت الموسيقي "ثائر بلول"، وتحدث قائلاً: «تخرجت من كلية التربية الموسيقية بجامعة "البعث" لأبدأ مشروعي في التدريب وتنظيم الحفلات واستقطاب المواهب الفنيّة لتصعدَ المسرح، ومع بدء الحرب على "سورية" وجدتُ أنّهُ من الضروري تكليف نفسي مهاماً في تعزيز الحالة الاجتماعية الإيجابية، فبدأتُ بتنظيم الاحتفاليات الوطنيّة وتكوين فرقتين موسيقيتين "منحبك"، و"لأجل سورية"، حيث عزف وغنّى أفرادهما بمختلف مدارس وأحياء الحيّ منذ عام 2011 وحتى نهاية 2013، ومع التّغيرات الاجتماعية والأولويات آنذاك قمنا بمجاراتها لتحقق القيمة المرجوّة، لذا وجهتُ ناظريَّ على أبناء الحي في المدارس وأهمية امتلاكهم مخزوناً معرفياً اجتماعياً يعرفهم بقاماتٍ ضحّت ولا تزال من أهالي هذا الحيّ، فأمّ الشّهيد لديها ما تقوله، وللجريح وصيّة وقصص بطولاته ورفاقه يرويها لطلاب المدارس أيضاً، وبهذا يشعر الطالب أنّه قريبٌ من الواقع ويحمل مسؤولية بعلمه ليرتقي ويحافظ على وطنه كما فعل الجّريح والشّهيد».

كنتُ أتابع صفحة "الزّهراء" وأرى لقاءات "ثائر" مع متفوقي الحيّ وكلّ شخص ناجح به، وأتمنى لو يُجرى معنا مثلها، وعند نجاح ابنتي "لورين" في شهادة التعليم الأساسي بمجموع يخوّلها التقدم لمدرسة المتميزين على الرغم من مرضها والظّروف الصّعبة التي مرّينا بها كعائلة، تواصلت مع "ثائر" عبر "الفيس بوك"، وشرحت له عن "لورين"، وأتى دون تردد وأجرى اللّقاء معنا، وغمرتنا السّعادة بتفاعل النّاس الكثيف، وفرحتهم لنجاح ابنتي رغم ما عاشته، وهي الآن تدرس في الصّفّ العاشر بحماس واندفاع أكبر للتفوق بعد الدعم المعنوي الذي تلقته، وتتابع معه في تعلّم الموسيقا وجلسات تنظيم الوقت والثقة بالذّات التي يعطيها لها ولرفيقاتها

وأضاف: «إنجاز مشاريع ثابتة ومستمرّة كان أحد أهدافي، فحددتُ الوجهة الأولى وهي حييّ المقاوم الصّابر الذي قدّمَ الكثير، فأنشأتُ صفحة باسمه، صفحةُ "الزّهراء"، أسلطُ الضّوء فيها على أهم ما يحدث في الحيّ متطرقاً إلى جوانبه الإيجابية المشرقة، ومتحدثاً عن قصص وبطولات أبنائه، ومنظّماً عبرها أهم المسابقات الإلكترونية لطلابه ومدارسه، كـ"سوبر ستار الزهراء"، "the x factor" وبهما تقدّم كلّ من صوته وتمثيلهُ جميل بمقطع مصوّر، وفاز صاحب الفيديو الأكثر تفاعلاً، بالإضافة إلى مسابقة أجمل تحية علم ومن خلالها أرسلت جميع مدارس الحيّ مقاطع مصوّرة لتحيات العلم الصباحية منها أو المسائية وتمّ التّصويت أيضاً والمدارس الأولى الفائزة أقمنا فيها احتفاليات بفقرات فنية وشعرية متنوعة وبحضور رسمي وشعبي.

لقاء "ثائر" مع الطّالبة "لورين" وأهلها

في السنوات الأخيرة ومع تغيّر احتياجات الحيّ؛ كرّست معظم منشورات هذه الصّفحة وغيرها من الصّفحات الثانوية التابعة لها لتجسيد واقع عشرات العائلات ممّا يعيشونه من فقر وعوز مرفق برقم أحد أفراد هذه العائلة للمساعدة بشكل مباشر، وتمّت مساعدة جميع الحالات بما طلبوه مهما كان كبيراً من قبل المقتدرين مالياً، حيث أُجريت خمس عشرة عملية لجرحى الجيش والقوات الرّديفة، وآخر ما أطلقته مشروع "استديو جريح"، وبه تدرّب ولا يزال عدّة جرحى على عزف الآلات الموسيقيّة بمختلف إصاباتهم فمنهم الكفيف وفاقدو الأطراف العلويّة أو السّفليّة أو الاثنين معاً، ومن الصّعب إتقانهم العزف على الآلات بفترة زمنيّة قصيرة، ولكن مع إرادتهم الصّلبة وليوصلوا فكرة أنّ الإعاقة في العقل وليس الجّسد صممّوا وثابروا على التمرينات، وبفترة ستة أشهر أتقنوا عزف عدّة أغانٍ وظهروا في لقاءات على برامج تلفزيونيّة تحدثوا بها عن تجربتهم في العزف ضمن مشروع الاستديو، محفزين بذلك إخوتهم الجرحى ليحذوا حذوهم تجاه أعمال ومهن ومواهب يظنّون أنّها مستحيلة».

"سوسن الحوراني" تحدثت عن "بلول" بالقول: «كنتُ أتابع صفحة "الزّهراء" وأرى لقاءات "ثائر" مع متفوقي الحيّ وكلّ شخص ناجح به، وأتمنى لو يُجرى معنا مثلها، وعند نجاح ابنتي "لورين" في شهادة التعليم الأساسي بمجموع يخوّلها التقدم لمدرسة المتميزين على الرغم من مرضها والظّروف الصّعبة التي مرّينا بها كعائلة، تواصلت مع "ثائر" عبر "الفيس بوك"، وشرحت له عن "لورين"، وأتى دون تردد وأجرى اللّقاء معنا، وغمرتنا السّعادة بتفاعل النّاس الكثيف، وفرحتهم لنجاح ابنتي رغم ما عاشته، وهي الآن تدرس في الصّفّ العاشر بحماس واندفاع أكبر للتفوق بعد الدعم المعنوي الذي تلقته، وتتابع معه في تعلّم الموسيقا وجلسات تنظيم الوقت والثقة بالذّات التي يعطيها لها ولرفيقاتها».

تدريبه الموسيقا للطّلاب

وقال "مرهف النّداف" الجريح العازف ضمن مشروع "استديو جريح": «حصلتُ على شهادة الثّانوية العامّة بعد إصابتي، وقصدتُ التدرب على العزف عند "ثائر"، لأدخل كلية الموسيقا في جامعة "البعث"، وأنهيتُ سنوات الدراسة بها بتفوّق ومعدل ثمانين، جاءت فكرة الاستديو لنثبت كجرحى أنّ العجز بعدم إعمال العقل وليس بفقد الحواس وأطراف الجسد، وانضمّ عدّة جرحى تعلّموا العزف مع بدء المشروع وخلال فترة زمنية قصيرة سجلنا أغاني كثيرة وحصدنا آلاف المشاهدات وأجرينا لقاءات إذاعية وتلفزيونية كثيرة، ممّا شجعنا على الاستمرار وتطوير أنفسنا يداً بيد مع "ثائر"، فانتقلنا من العزف إلى تجسيد أفكار من خلال "اسكتشات" مسرحية تحاكي واقع النّاس، ونعمل على توسيع أفكارنا مع "ثائر" فهو يشجعنا على اقتراح كل جديد».

الجّدير بالذّكر أنّ "ثائر بلول" من مواليد "حمص" عام 1984.

أثناء لقاء "ثائر" وجرحى استديو جريح في برنامج من الأرض