يتجسدُ الفنُّ عند "إيفون" بالرّسم والشّعر معاً، فبدأت بالفنّ التشكيلي باكراً ورفدته بنظم الشعر وكتابة الخواطر، فضلاً عن دراستها في كلية التربية وممارستها للتعليم الذي جعلها تحتكُّ بالأطفال واليافعين وتطبق التعليم بأسلوب حديث.

مدوّنةُ وطن "eSyria" وبتاريخ 1 أيلول 2020 التقت الفنانة التّشكيلية "إيفون دبّول" وتحدّثت عن بدايات ميولها للرّسم: «التفت والداي لموهبتي عندما نلتُ مراكز أولى في مسابقات الرّواد، فكنتُ كما بقيّة الأطفال أهوى الألوان والرّسم لكنّني أتقنُ بعض التّفاصيل، والدي كان يحبّ الرّسم وأمامي دوماً لوحات لفنانين كُثر، عززَّ ثناء مدرستي والجوائز لديّ فكرة الاستمرار وإتقان تفاصيل أهمّ وتحدي نفسي بأصعب المواضيع، ومع تقدم السّنين توسعت معرفتي في استخدام الأدوات وأنوّاع أساليب الرّسم من خلال المعارض والاطلاع على لوحات الفنانين والاندماج معهم وتلقي النّصيحة منهم، ومع دخولي كلية التربية قسم معلّم صفّ انهمكت بالدراسة والامتحانات وابتعدتُ قليلاً عن متابعة هوايتي لأعود في سنوات الدّراسة الأخيرة لها عند تكليفنا بـ(ستاجات) في المدارس وأسعى لإدخال الرّسم للتقرب من الأطفال، ليكون أوّل معرضٍ لي عام 2018، وأكثر ما أحبّ أن أجسدهُ هو رسم الوجوه المتعبة، لما فيها من تفاصيل دقيقة تضفي على اللّوحة جمالاً بالإضافة إلى تجسيد فترة العصور الوسطى، والمدارس التي أتبعها في أغلب لواحتي هي الواقعية والانطباعية، وفي رصيدي الفنيّ ما يقارب الخمسين لوحة متنوعة بين البورتريه والزيتي».

القراءة المستمرّة والدقيقة (ديوان، رواية، أو كتاب) ذات البعد التنموي شكلت لديّ مخزوناً من المفردات التي تراكمت رويداً رويداً وبشكل منظم، وبدأتُ بإفراغها على هيئة قصص قصيرة وخواطر ومن ثمّ أشعار، حصلتُ على الفضيّة في منتدى "هايكو" العربي على مستوى الوطن العربي، ونشرتُ في جريدة "العروبة" سبعَ خواطر تحمل مواضيع إنسانية واجتماعية، ومستمرّة في النّشر، ومن جهة أخرى جاء تعييني كمدرسة منذ عام 2008 فتنقلت بين المدارس الابتدائية والإعدادية، لأعمل الآن كإدارية في معهد الفنون النّسوية وأكون أكثر قرباً واندماجاً من الأدوات الفنية والمدرسين المختصين بالفنون كافةً

وتابعت عن توجهها للأدب وامتهانها التدريس: «القراءة المستمرّة والدقيقة (ديوان، رواية، أو كتاب) ذات البعد التنموي شكلت لديّ مخزوناً من المفردات التي تراكمت رويداً رويداً وبشكل منظم، وبدأتُ بإفراغها على هيئة قصص قصيرة وخواطر ومن ثمّ أشعار، حصلتُ على الفضيّة في منتدى "هايكو" العربي على مستوى الوطن العربي، ونشرتُ في جريدة "العروبة" سبعَ خواطر تحمل مواضيع إنسانية واجتماعية، ومستمرّة في النّشر، ومن جهة أخرى جاء تعييني كمدرسة منذ عام 2008 فتنقلت بين المدارس الابتدائية والإعدادية، لأعمل الآن كإدارية في معهد الفنون النّسوية وأكون أكثر قرباً واندماجاً من الأدوات الفنية والمدرسين المختصين بالفنون كافةً».

تجسيد الوجوه المتعبة

التربوية "ملكة دبول" قالت عنها: «منذ دراستها في الكلية تكثّف وجودها في المدارس ومنها المدرسة التي كنتُ أعمل بها، تسعى للخروج من القالب النمطي في تقديم المعلومة، فكلّ أستاذ هو مدرسة بأسلوب التقديم وتتقصد الجلوس مع الجميع لتسأل وتشاهد وترى أيها أكثر قرباً وسلاسة من الطّالب، حيث عرفناها فنانة بتركيزها على قراءة شخصية الطفل من خلال رسوماته فتكوّن من خلالها نظرة عامة عن أنماط الأطفال وطرق التعامل معهم، كانت مندفعة حتى في عطلة الصّيف لتدرّس في النّوادي الصيّفية لتقوية الطلاب وسبر معلوماتهم، وهي الآن إدارية في معهد الفنون النّسوية بـ"حمص"، والجّميل أنّها تحتكّ دوماً بمشاريع الطالبات وتتلقى كلّ جديد من أساتذتهن».

وقالت عنها الأديبة "ابتسام الصّالح": «لفتني في كتاباتها أنّها تضجّ بالمشاعر الإنسانية والاجتماعية، وتكرّس ما تشعره من فقدان والدها وأخيها الشّهيد لتصطفّ الكلمات بلباقة مخبرةً عن إحساسها وآرائها، بالإضافة إلى أنّ كتاباتها تحمل صوراً إبداعية خاطفة، تتسم بالوضوح دون الإسهاب في التّفاصيل، وتسعى لتجديد أفكارها والمحاور الموضوعة للقصّة وتطوير الأسلوب المتبع، ما دفعني لتشجيعها للنّشر بجريدة "العروبة" المحلية، حيثُ بدأت فيها بقوة من خلال قصة قصيرة جميلة، ونحنُ بنقاش دائم عن كتابات الأدباء ومدارسهم الأدبية، فضلاً عن وجودها في اللقاءات الشعرية والأدبية التي تقام في المحافظة ساعيةً من خلالها إلى تلقي النّصائح لترتقي بأعمالها، والآن هي عضو برابطة الخريجين الجامعيين، وهي رابطة أدبية تستقبل بنشاطاتها أدباء من كافة الأقطار العربية».

المدرسة الواقعية

جدير بالذكر أنّ "إيفون دبّول" من مواليد "حمص" عام 1983.