تتحرك بسلاسة بين الأنواع الأدبية، والنّشاط الإعلامي، وكتابة المسلسلات الإذاعية، وتسعى لنهل المعارف على مختلف مجالاتها، لتخوض غمار تدريس اللغة الروسية بتعلم وجهد ذاتيّ، وتترك بصمتها بالتدريس فيها.

مدوّنةُ وطن "eSyria" التقت بتاريخ 14 آب 2020 "مها الشّعار" التي قالت: «كبرتُ وأمام ناظريَّ مكتبة كبيرة لوالدي، قرأت منها كتباً كثيرة، ليتكوّن مخزون المفردات والمعرفة لديّ، وأبدأ بقلمٍ خجول نظم الخواطر، ولكن دون أن أطلع عليها أحد إلّا ما ندر من صديقاتي المقربات خوفاً من أيّ ردة فعل تثبطّ همّتي، وعند تطوّر كتاباتي وانتشار الإنترنت بشكل كبير، بدأت بنشر بعضها في منتديات أدبية خارج "سورية"، وحصلتُ من خلالها على وسام القصة من جريدة "أضواء مصر"، عن قصة "حب وحرب"، والمرتبة الثّالثة بمؤسسة "فنون" الثّقافية التّابعة لوزارة الثقافة العراقية عن قصيدة "حبّ ورواية"، وكرّستُ صفحتي الشّخصية على "الفيسبوك" لتعرّف بكتاباتي الأدبية بكافّة أنواعها.

اللّغة الرّوسية جديدة على الطّلاب، واتجهنا كعائلة لتسجيل ابننا بها لأهميتها المستقبلية وتسجيل اتفاقات جديدة لبعثات دائمة بين الجامعات السورية والروسية، ولكن الحصّة الدرسية غير كافية لتلقين وترسيخ المعلومات للغة لا يعلم عنها الطّالب أيّ شيء، وممكن أن ينفر منها لعدم تحقيقه نتائج بها، لذلك اتجهنا لتسجيله عند المدرسة "مها" التي بدأت معه من الأساسيات وبزمن قياسيّ، ليتغير ابني من طالب يهرب من دراستها، إلى طالب يردد كلماتها ويتباهى بمعرفتها، ويستمع إلى الأغاني الروسية التعليمية التي تنصحه بها

أحاطني أصدقائي بالدّعم والنّصائح، وحثّوني على تقديم المزيد، وكان لجريدة "العروبة" في "حمص" التابعة لمؤسسة "الوحدة" للطباعة والنشر نصيبٌ كبير من حلمي، فسعيتُ جاهدةً أن أحظى بمنشورات أدبية فيها، وتحقق ذلك عبر صفحة "أطياف" المخصصة لكتابات أدباء المحافظة، حيث نُشِرت لي فيها أول قصّة بعنوان "دموع غالية" ولاقت استحساناً كبيراً لتنشر بعدها في عدّة منتديات أدبية عربية، وحتى الآن لديّ عشر قصصٍ منشورة فيها، وأطمعُ بمزيد النّشر كي أعلن ولادة أول كتابٍ جامعٍ لقصصي ومقالاتي، كما خضتُ تجربة كتابة ثلاثين حلقة لمسلسل إذاعي يتحدث عن حياة المواطن الحمصي لصالح إذاعة "زنوبيا"، وقد لاقى قبولاً عند الكثير، حتى إنّ أهلي لم يعلموا أنّي كاتبة إلّا من خلاله، وقد أنهيتُ كتابة جزءٍ ثانٍ له».

من تدريبات دورة تتبعها

وتابعت "الشّعار": «اتبعتُ دورة في التحرير الإعلامي وهندسة الرّأي العام ودورة التدوين الرقمي في الإعلام الإلكتروني، وجميعها أكسبتني إلماماً بأساسيات الإعلام، ولكن لم أمارسه كمهنة، بل أسعى لحضور جميع الاجتماعات الإعلامية وأشارك وأتحدث وأسعى لإغناء الحوار، وفي عام 2013 اتبعت دورة لغة روسية في معهد الثّقافة الشّعبية منهيةً جميع مستوياتها بحصولي على شهادة مصدّقة من المعهد، ليأتي دوري بإتمام جهدي وتعبي ذاتياً، ومن خلال (كورسات) على الإنترنت، كوّنتُ مخزوناً من المفردات الرّوسية وكلّ قواعدها الشّاذة وكلّ غموضها، وفي عام 2014 عدتُ إلى المعهد كمدرّسة في اللغة الرّوسية، لدوراته الصّيفية للأطفال للمستويين الأول والثّاني، وبذات العام الأخير تمّ الإعلان عن أوّل دورة تدريبية لصالح جامعة "سنيرجي" الرّوسية بالتعاون مع وزارة التربية في "سورية"، وبعد الدّروس الكثيرة والخضوع للامتحان تجاوزته بنجاح وحصلتُ على شهادة مصدّقة منها، وأكسبتني الشّهادة الأخيرة شهرةً في المحافظة، والآن أتنقل بين منازل طلبتنا ومعهدين لإعطاء اللّغة وأحرص على تطبيق الأساليب الحديثة».

وبيّن "عبد الحكيم مرزوق" المسؤول عن صفحة "أطياف" في جريدة "العروبة" قائلاً: «منذ أكثر من خمس سنوات، بدأت ترسل "مها" كتاباتها الإبداعية من قصص قصيرة ومقالات صحفية اجتماعية سياسية فكرية، وتأخذ طريقها للنّشر في صفحة "أطياف"، وما يميّز أعمالها توجهها لتجسيد الواقع المُعاش، وأي حدث يأخذ مداه على مواقع التّواصل الاجتماعي، وغالباً ما كانت تتخفى وراء الكلمات الأدبية لتظهر شيئاً من معاناتها الإنسانية في مجتمع شرقيّ قسمه الكبير لا يعترف بحقوق المرأة في العمل والحبّ، وتتناوله بأسلوب فريد بعيد عن التهجم والصدامات، فكسبت قرّاءً من الجنسين معاً، وفرضت نفسها على السّاحة الثقافية بـ"حمص" لتكمل طريقها بكتابة يوميات يعيشها المواطن الحمصي بنكهة فكاهية ناقدة للمجتمع، ولاقت رواجاً كبيراً بين المستمعين».

وبيّنت "سميرة شدود" والدة طالب درّسته "مها": «اللّغة الرّوسية جديدة على الطّلاب، واتجهنا كعائلة لتسجيل ابننا بها لأهميتها المستقبلية وتسجيل اتفاقات جديدة لبعثات دائمة بين الجامعات السورية والروسية، ولكن الحصّة الدرسية غير كافية لتلقين وترسيخ المعلومات للغة لا يعلم عنها الطّالب أيّ شيء، وممكن أن ينفر منها لعدم تحقيقه نتائج بها، لذلك اتجهنا لتسجيله عند المدرسة "مها" التي بدأت معه من الأساسيات وبزمن قياسيّ، ليتغير ابني من طالب يهرب من دراستها، إلى طالب يردد كلماتها ويتباهى بمعرفتها، ويستمع إلى الأغاني الروسية التعليمية التي تنصحه بها».

الجدير بالذكر أنّ "مها الشّعار" من مواليد "حمص" عام 1981.