أطلقوا عليها لقب "أخت الجرحى"، فبلسمت جراحها من جراحهم، حيث زودوها بالعزيمة والإصرار، لتكمل دراستها الجامعية، وتتفوق في مجال التنمية البشرية، ودورات الدعم النفسي، لتغدوا منسقة حملة "تدريب مليون شاب سوري مجاناً".

مدوّنةُ وطن "eSyria" التقت "لارا العباس" بتاريخ 1 آب 2020، لتحدثنا عن مسيرتها، قائلة: «بعد إصابة أخي "محمد" أثناء تأدية واجبه الوطني في الدفاع عن أرض الوطن عام 2013 حدثت نقلة مهمة في حياتي، حيث مررنا بفترة عصيبة خلال علاجه، فأخذت عهداً على نفسي أن أبذل كل ما في وسعي لمساعدة الجرحى، بدأت رحلتي بالعمل التطوعي الإنساني بعد تعافيه، وكانت خطواتي الأولى البحث عن الجرحى، لأقوم بمساعدتهم ضمن الإمكانيات المتواضعة، وأحياناً كثيرة يكون دعمي معنوياً، حتى أطلقوا علي لقب "أخت الجرحى".

أقمنا العديد من دورات التنمية في قرى "وادي النضارى"، منها دورات مدرب فعال "TOT"، ومدرب البرمجة (لغة الجسد)، و"HR" للبرمجة العصبية، وهي دورات تتعلق بالعمل الجماعي وإدارة الغضب، فكنت منسق الحملة، واستثمرت وجود فريق المدربين في "وادي النضارى"، لإقامة دورة للجرحى بكنيسة "أم الزنار"، وعلى هامش الدورة أقمنا دورات لجرحى جمعية "صامدون رغم الجراح"، بناء على اقتراح "عزام القاسم"

كنت أقوم بزيارة الجرحى والفقراء وذوي الشهداء، وفي العام نفسه قررت العودة لمقاعد الدارسة التي انقطعت عنها بسبب ظروف عائلية، وحصلت على الثانوية العامة، ودرست كلية سياحة في محافظة "طرطوس"، فحصلت على إجازة فيها عام 2017، وأتابع حالياً دراسة الماجستير بجامعة "البعث"، وأقوم بالتدريس في جامعة "طرطوس"».

حضور الجرحى لحظة تخرجها من الجامعة

وعن نشاطها في مجال العمل التطوعي، قالت: «خلال وجودي بالجامعة خضعت للعديد من دورات التنمية البشرية، بإشراف الدكتور "عزام القاسم"، وتعرّفَ على ما أقومُ به من عمل تطوعي وأحبّ أن تكون له مساهمة في هذا المجال، تواصلت بداية مع جمعية "صامدون رغم الجراح" في "حمص" من خلال رئيسها الراحل "ياسر الشاويش"، حيث قمنا بتوقيع اتفاقية تنصُّ على تدريب الجرحى على العمل الجماعي، فحضر الدكتور "عزام القاسم" مع الكادر التدريبي من "دمشق"، ضمن حملة تدريب "مليون شاب سوري مجاناً"، وقام خلال المرحلة الأولى بتدريب الجرحى بنفسه، وحاولنا عدم تكليفهم أدنى النفقات، لتكون فرصة للتعرف على العديد منهم، فكان هدف الراحل "الشاويش" تأهيلهم، وإدخالهم بنشاطات اجتماعية من خلال دورات، لكن المشروع تباطأ بعد وفاته».

وعن نشاطها مع حملة "تدريب مليون شاب سوري مجاناً"، قالت: «أقمنا العديد من دورات التنمية في قرى "وادي النضارى"، منها دورات مدرب فعال "TOT"، ومدرب البرمجة (لغة الجسد)، و"HR" للبرمجة العصبية، وهي دورات تتعلق بالعمل الجماعي وإدارة الغضب، فكنت منسق الحملة، واستثمرت وجود فريق المدربين في "وادي النضارى"، لإقامة دورة للجرحى بكنيسة "أم الزنار"، وعلى هامش الدورة أقمنا دورات لجرحى جمعية "صامدون رغم الجراح"، بناء على اقتراح "عزام القاسم"».

الشهيد الحي حسن عبدان برفقة لارا

وتناولت تجربتها في العمل مع الجرحى، قائلة: «أقمنا ملتقى "الجرحى" الأول في "وادي النضارى" عام 2019، حيث انطلقت الفكرة من الجرحى أنفسهم، ومنهم "حسن عبدان"، بالإضافة لمجموعة من المتطوعين، تحت اسم "لمة عز وشرف"، وكان الملتقى شاملاً ضم جرحى من كل المحافظات. وأقمنا الملتقى الثاني بالعام نفسه بالتعاون مع نادي "الجرحى" في "طرطوس" لمدة أربع أيام، يومان في "وادي النضارى"، ويومان في "طرطوس"، وكان الملتقى بنّاء جداً، على الرغم من أننا لم نستطع دعوة الجرحى من كافة المحافظات، وبعد الملتقى التقينا بالنقيب "علي المحسن"، وكان لنا شرف المشاركة معه بحملة التشجير، التي أقامها في أغلب المحافظات السورية، لدمج إمكانيات الجرحى في عملية الزراعة المحلية».

وتناول تجربتها الدكتور "عزام القاسم"، قائلاً: «التقيت مع "لارا عباس" عام 2014، كمتدربة بدورة إعداد المدربين في "طرطوس"، كانت دورة مميزة، وكنا نجري مقابلات للقبول فتجاوزتها والتحقت بالدورة، مع العلم أنّ كامل المجموعة كانت مميزة، ولكن "لارا" بالذات كان لها حضور وشخصية تميزها عن سواها، وبعد نهاية الدورة، تمَّ انتقاؤها ضمن الكادر الإداري في حملة "تدريب وتأهيل مليون شاب سوري مجاناً"، لتتسلم لاحقاً دور منسقة الحملة في "حمص"، "حماة"، "طرطوس"، و"اللاذقية".

قمنا بالكثير من الأنشطة معها، حيث قامت بالتنسيق والتدريب معنا، بدورات في "وادي النضارى"، ثم دورات للجرحى في "حمص"، تميزت بأخلاقيتها، فكانت صديقة لجميع المدربين، وكثيراً ما كانت تحضر إلى "دمشق"، لتشارك في العديد من الدورات، هي أخت الجميع وتساعد من يحتاج بكل إخلاص، وبلا حسابات».

وتناول الجريح "حسن عبدان" تجربته معها، قائلاً: «تعرفت على "لارا" من خلال إحدى دورات التنمية البشرية، وتعمقت صداقتنا يوماً بعد يوم، حتى أصبحنا مقربين جداً خلال زمن قصير، رأيت فيها الصديقة الطيبة الخلوقة، المتواضعة الحنونة، التي تضحي براحتها لخدمة الجرحى وسعادتهم، حتى جاء يوم وقررنا أن نقوم بعمل مشترك، نجمع فيه الجرحى، فجاءتني الفرصة والتقيت بالسيدة الأولى "أسماء الأسد"، وطلبت منها خلال اللقاء العمل على إقامة ملتقى خاصاً بالجرحى، فأسسنا و"لارا" فريق "لمة عز وشرف"، وأقمنا ملتقيين لاحقاً، وعملنا على برنامج لزيارات الجرحى والمصابين».

يذكر أنّ "لارا العباس" مواليد "حمص" 1983.