تمتلك روحاً مقاتلة، صنعت عالمها الخاص، وحاضرت في العديد من الدورات التدريبية لمعلمي رياض الأطفال، متفردةً بتجربتها في عالم الطفل، وكانت سنداً للفرق التطوعية بخبرتها، وتركت بصمة واضحة في إعداد "دليل العمل مع مربية الروضة".

مدوّنةُ وطن "esyria" التقت مع رئيسة دائرة الإرشاد النفسي والاجتماعي في مديرية البحوث في وزارة التربية د."سمر سعد الدين"،بتاريخ 20 آذار 2020، لتحدثنا عن مسيرة كفاحها، قائلة: «تعلّمت فن القيادة بحكم تربيتي، كوني أكبر أخوتي، وعملُ والدي تطلب غيابه عن المنزل، تنقلنا بين المحافظات، فقد ولدت في "القنيطرة"، وعشنا فترة في "طرطوس"، وعندما استقرت عائلتي في "حمص"، كنت في الصف الرابع، درست في مدارس "حمص القديمة"، منها مدرسة "الرائدة العربية"، وحصلت على الثانوية في عام 1978، كان حلمي الجلوس على مقاعد الجامعة، ولكن خوف عائلتي منعني من الالتحاق بالجامعة في محافظة أخرى، فالتحقت بمعهد الصف الخاص في "حمص" لمدة أسبوع، ولكن صدر أمر بتحديد نسبة القبول، وخسرت فرصتي بإكمال دراستي، فالتحقت بوظيفة في "المجمع الحكومي للتجزئة" عام 1979 وبقيت عاماً كاملاً، لكن الصدفة ساعدتني بأن قرأت في إحدى الصحف عن معهد الموسيقا في "دمشق" الذي يفتح أبوابه أمام الشهادات القديمة، فسارعت للسفر إلى "دمشق" منفردة لأول مرة، والبحث عن المعهد والتسجيل فيه، لأصبح لاحقاً رئيسة اللجنة الإدارية لاتحاد الطلبة في المعهد، ونظراً لكفاءتي وقع الاختيار علي لأكون رئيسة اللجنة الإدارية لمعاهد "دمشق"، وبعد تخرجي، تم تعييني عام 1982 مدرّسة موسيقا بعدة مدارس في "حمص" منها "شين" و"قطينة"، فأثبت فاعلية في عملي، حيث أسست فرقة موسيقية أعضاؤها من الأطفال المتفوقين ما أسعد الأهالي.

تسلمت رئاسة شعبة المسرح المدرسي من عام 1994 حتى عام 2001، وعملت مدربة تربوية في التدريب المستمر من عام 2001 حتى عام 2005، ومن ثمّ موجهة تربوية لرياض الأطفال في مديرية التربية في "حمص" من عام 2005 حتى عام 2013، إضافة لعملي رئيسة شعبة "رياض الأطفال"، وبعدها عملت سبع سنوات رئيسة دائرة المناهج والتوجيه في مديرية تربية "حمص" من عام 2013 حتى عام 2020

تزوجت عام 1986 وتابعت عملي في تدريب الأطفال على الموسيقا وتشكيل فرق الغناء الجماعي "الكورال" في مدارس مدينة "دمشق"، وبحكم عمل زوجي عدنا إلى "حمص"، وتابعت مسيرة العمل ذاتها، كان الطموح يدفعني لمتابعة التحصيل العلمي، إضافة لدعم زوجي وتفهمه، حصلت على إجازة في الأدب العربي من "لبنان" عام 1995، تحديت خلالها الصعوبات والمعوقات، وقمت بتعديل شهادتي الجامعية، ولم أتوان عن إكمال دراسة دبلوم التأهيل التربوي، حيث حصلت عليه عام 1997 من جامعة "البعث"، وتابعت الدراسات العليا في كلية التربية بـ"دمشق" اختصاص "رياض أطفال" عام 2000، وحصلت على المرتبة الأولى، ثم نلت درجة الماجستير في "رياض الأطفال" عام 2012 بتقدير جيد جداً، ثم حصلت عام 2019 على درجة الدكتوراه في التربية "رياض الأطفال" بتقدير ممتاز».

صورة لدليل العمل مع مربية الأطفال

وعن المجال العملي في حياتها، قالت: «تسلمت رئاسة شعبة المسرح المدرسي من عام 1994 حتى عام 2001، وعملت مدربة تربوية في التدريب المستمر من عام 2001 حتى عام 2005، ومن ثمّ موجهة تربوية لرياض الأطفال في مديرية التربية في "حمص" من عام 2005 حتى عام 2013، إضافة لعملي رئيسة شعبة "رياض الأطفال"، وبعدها عملت سبع سنوات رئيسة دائرة المناهج والتوجيه في مديرية تربية "حمص" من عام 2013 حتى عام 2020».

وعن خبراتها قالت: «حصلت على شهادة خبرة من مؤسسة "الآغا خان" عام 2012، وفي العام نفسه حصلت على شهادة خبرة من مؤسسة "مدد للطفولة المبكرة"، وكذلك من وزارة التربية، وكتب شكر من وزير التربية عن الأعمال المنجزة في مجال الطفولة، وعملت خبيرة في مجال الطفولة بالعام نفسه، وكُلفت بتدريب معلمات رياض الأطفال، كعضو في الفريق الوطني لوزارة التربية، وشاركت في تأليف وإعداد "دليل العمل مع معلمة الروضة" لمدة أربع سنوات، مع التطبيق العملي ميدانياً في معظم المحافظات السورية، بالتعاون مع مؤسسة "مدد للطفولة المبكرة" وشبكة "الآغا خان"، ولم أتوانَ عن العمل كمدربة في مجال الدعم النفسي والاجتماعي لصالح "المركز الإقليمي للطفولة المبكرة" عام 2015، مع فريق الدعم النفسي والاجتماعي لوزارة التربية عن مدينة "حمص" عام 2016، وكلفت بمهمة معاون منسق المحافظة لفريق "الطفولة المبكرة"، بالإضافة لعملي كمدّرسة في كلية التربية في جامعة "البعث"، وفي التعليم المفتوح لطلاب تعميق التأهيل التربوي منذ عام 1999 وحتى الآن، وقمت بدور مدربة بمؤسسة "الآغا خان" في مجال الطفولة من عام 2008 حتى عام 2012، وبالتعاون بين وزارة التربية ومنظمة "اليونيسيف"، كلفت بمتابعة برنامج الفئة (ب) للتلاميذ المتسربين من عام 2015 حتى عام 2020، ومن خلال تحديد الاحتياجات التدريبية في مدارس مدينة "حمص"، وبالتعاون مع منظمة "اليونيسيف"، نفذت برنامج "التنمية المهنية" عام 2019، حيث تفردّت "حمص" بهذا البرنامج من خلال تدريب 1500 معلم ومدرس مع 32 مدرب».

سمر سعد الدين وسلوى عباس برفقة مجموعة من المربين

وتناولت الجانب الإنساني في مسيرتها، قائلة: «شاركت بالعديد من المبادرات مثل: "شموع سورية" عام 2015، حيث وظفتُ خبرتي لمساعدة الشباب المتطوع، ومبادرة "المدينة الخطية المستدامة"، فكنت أُيسُّر عمل الشباب بعيداً عن الروتين الوظيفي، كذلك أَقمت العديد من الدورات لمعلمي رياض الأطفال، خارج إطار العمل الوظيفي منها خارج المدينة "السلمية"، و"حلب"، فكنت كلما شعرت بضعف لدى إحدى المدرسات، أجمع مجموعة مدرسات، وأديرُ دورة تدريبية مجانية، وشاركت بمبادرة لم تُنفَّذ إلا في "حمص"، حيث أقمنا مراكز تدريب رعتها "اليونيسيف"، وعملت على تمويلها وإقامة قاعات للتدريب في كل حي، بهدف إجراء الدورات لاحقاً».

تناولت مسيرتها صديقتها وزميلتها في العمل "سلوى عباس" رئيسة شعبة التوجيه الاختصاصي قائلة: «الدكتورة "سمر" امرأة ناجحة جداً بحياتها المهنية والأسرية وقدوة يحتذى بها، فهي طموحة، معطاءة، حنونة، مثابرة وناجحة ودقيقة جداً في عملها، ومتابعة لدرجة كبيرة ومتفانية، تمتلك طاقة كبيرة للعمل، للعطاء بلا حدود ومنظمة جداً، واثقة من نفسها جداً وإيجابية لا تنتظر أحداً لينجز عملاً، يغلب عليها روح المبادرة، هي مثال للمرأة السورية الناجحة وبجدارة، حصلت على شهادة الدكتوراه، على الرغم من ضغط العمل الموجود في دائرة "التوجيه والمناهج"، وهي مدربة ناجحة، رافقتها كثيراً في العمل، منذ بداية اليوم وحتى ساعات متأخرة، بسبب متابعة أعمال مطلوب تنفيذها خلال مدة محدودة، حتى تنتهي من إنجاز مهمتها قبيل الموعد المحدد أو في الوقت المطلوب، ما يشغلها هو إنجاز المهمة على أكمل وجه، تقوم بالتواصل مع الزملاء لتجميع الملفات، فهي لا تستطيع النوم طالما العمل لم ينتهي، علاقتها مع زملائنا الموجهين علاقة أخوة وصداقة، قبل أن تكون رئيستنا بالعمل، وهي مبادرة بأي مناسبة اجتماعية تخص فريق العمل، هي تعطيني طاقة كبيرة جداً عندما أراها متحمسة للعمل ومتحمسة لكل ما هو جديد، وبأن لا شيء يقف أمام الطموح والحصول على ما نريد، وهي من النساء اللواتي افتخر بوجودهن في مجتمعنا السوري».

يذكر أنّ الدكتورة "سمر سعد الدين" من مواليد "القنيطرة" عام 1960، مقيمة وتعمل في "حمص".