شخصيةٌ معروفةٌ في مجال البحثِ والتطوير العلمي، لهُ بصماتٌ واضحةٌ في مجال الأبحاث العلمية المختصّة بعلوم الفيزياء المتقدّمة، حيث قام بنشر العديد منها لمصلحة مجلّات علمية عالمية، فهو الباحث والدكتور الجامعي والمعلّم.

مدوّنةُ وطن "eSyria" بتاريخ 24 تموز 2019 التقت الدكتور "وائل العبد الله" ليتحدث حول بداياته الدراسية بقوله: «حصلت على الشهادة الثانوية في عام 1992، ودخلت كلية العلوم باختصاص (رياضيات، فيزياء، كيمياء)، ومنذ البداية كنت أشعر أنّه ليس الفرع الذي أطمح إليه، فتكوّن لدي حلم بإعادة الشهادة الثانوية لأدخل كلية الهندسة المدنية، منعتني الظروف المالية من ذلك فاضطرت لدخول الفرع (ر، ف، ك) وفي السنة الأولى استطعت أن أكون من الأوائل ضمن الدفعة، رغم أنّه لم تكن لدي أيّ رغبة في ذلك، حينها اكتشفت أنّه بإمكاني التقدم في مجال دراستي، وتكوّن لدي هدف بالحصول على شهادة الدكتوراه والعمل بها في الجامعة، كما أصبح من أهدافي التقدم لهيئة الطاقة الذرية، وفي السنة الرابعة قررت إكمال دراسات عليا في الكيمياء التحليلية، ومجدداً لم أستطع ذلك بسبب الوضع المالي لأنّه يستلزم السفر والدراسة في جامعة "حلب"، في عام 1996 افتتح دبلوم فيزياء الطاقة وتلوّث البيئة في جامعة " البعث" ودفعتني الظروف لدراسة الفيزياء، أنهيت دراسة الدبلوم وسافرت إلى مدينة "حلب" لأكمل دراستي العليا، تعرفت على الدكاترة المشرفين، كنت مصمماً على دراستي في جامعة "حلب"، أتممت تسجيلي في الجامعة، وبعد أربعة أشهر ظهرت مسابقة هيئة الطاقة الذرية لعام 1998 وتقدمت حينها للمسابقة، وبوجود 42 متقدماً نجحت في المقابلة وحصلت على المرتبة الثالثة بين المتقدمين، ودعيت من قبل أكثر من قسم ضمن الهيئة إلا أنّ طموحي كان دخول قسم محدد، استمريت بالعمل في فرع "دمشق" حتى عام 2001 حيث انتقلت لفرع "حمص" وعملت به حتى عام 2007، عملي في هيئة الطاقة الذرية ترك بصمة إيجابية كبيرة في حياتي».

تعود معرفتي بالدكتور "وائل" إلى عام 1992 خلال البدايات الدراسية في الجامعة، حيث كنا زميلين وصديقين، كان معروفاً بالتزامه بحضور جميع المحاضرات، وعند انتقاله لمجال العمل كان مميزاً بإخلاصه واستمراره وإصراره على التحصيل العلمي، فاستطاع إنهاء جميع دراساته العليا بمعدلات عالية جداً، ولمع كاسم معروف في هيئة الطاقة الذرية للبحوث العلمية، فكان خير ممثل في المؤتمرات العلمية الخارجية، وهو شخصية محبوبة في مجال التدريس من قبل طلابه وحتى من قبل زملائه

يتابع قائلاً: «سافرت إلى الوكالة الدولية بقصد بعض الدراسات في مجال المخابر التحليلية، تبعها سفري إلى "إيطاليا" لحضور مؤتمر متعلق بمجال الفيزياء، وفي عام 2006 حصلت على الدكتوراه من جامعة "حلب" بتعاون مشترك مع جامعة "بربينيان" في "فرنسا" بإشراف الدكتور" منير الحامض" من جامعة "حلب" والدكتور "بيير ميياي" من "فرنسا"، كان الدكتور "منير الحامض" دائماً ملهماً وداعماً في مجال العلم فعندما قمت بالتسجيل للماجستير كان يستعد للسفر للعمل إعارة في "السعودية" وعند عودته كنت مصراً على إشرافه على رسالة الدكتوراه، جمعتني بهِ علاقة صداقة واحترام قوية وما أزال على تواصل معه حتى الآن».

الدكتور محمد الخطيب

ويكمل قائلاً: «تقدمت لمسابقة باحث في هيئة الطاقة الذرية ولم أستطع الإكمال بسبب بعض الظروف، وبعد أن تزوجت وأصبح لدي ابنتنان التحقت بالخدمة الإلزامية في أكاديمية "الأسد للهندسة العسكرية" وكانت خدمة مميزة جداً، فهي كلية يطغى عليها التعامل الراقي من قبل الدكاترة الضباط، خلال فترة الخدمة كنت أقوم بمساعدة طلاب رسائل الماجستير بجامعة "حلب" حيث كان الدكتور "منير الحامض" المشرف عليهم، وبدأت حينها مسابقة في جامعة "البعث" بمقعد خاص لكلية الهندسة الميكانيكية والكهربائية باختصاص دكتوراه في الفيزياء تقدمت للمقابلة ونجحت وبدأت بالعمل في عام 2010، حينها عملت بشكل غير رسمي كرئيس لقسم العلوم الأساسية في الكلية وكان آنذاك رئيس القسم الدكتور "مفيد مندو" عملت بالتعاون معه لمدة أربع سنوات، فتمرست في مجال العمل الإداري بشكلٍ جيد، واستلمت قسم العلوم الأساسية لمدة سنة ثم انتقلت لمنصب نائب العميد للشؤون الإدارية في الكلية، فيما بعد قمت بنشر العديد من الأبحاث العلمية كان منهم بحثان علميان في مجلة فرنسية للأبحاث العلمية بالتعاون مع الدكتور "منير الحامض"، وثلاثة أبحاث في مجلة سويسرية على مدى ثلاثة أعوام متتالية 2015، 2016، 2017، وتم على أثر نشر الأبحاث في المجلة السويسرية تعييني من قبل المجلة كمحكم على الأبحاث التي تنشر ضمنها فقمت بالتحكيم على ستة أبحاث لباحثين من دول مختلفة (جنوب إفريقيا، الهند، العراق، إندونيسيا)، كما نشر لي بحث في مجلة أمريكية مختصة بأبحاث الفيزياء النظرية، وحصلت على لقب الباحث المميز في جامعة "البعث" عن كلية الهندسة الميكانيكية والكهربائية في عام 2016، وفي عام 2018 كان البحث الأخير الذي قمت بنشره في مجلة البحوث التابعة لجامعة "البعث"، وأشرف حالياً على إحدى رسائل الماجستير باختصاص ميكانيك بجامعة "دمشق"».

شكّلت له اللغة عائقاً في سبيل إيصال أفكاره العلمية في اللقاءات العلمية ولكنه استطاع تخطيها وحدثنا عن ذلك بقوله: «عند حضوري لإحدى المؤتمرات العلمية في "إيطاليا" عام 1999، أراد أحد الدكاترة المشرفين من دولة "باكستان" أن يقوم بفحص لمعلوماتي بمجال الفيزياء بقصد منحي فرصة لإكمال الدراسات العليا في "بريطانيا"، كانت اللغة هي العائق الوحيد فعند وصول النقاش لمعادلات ماكسويل الكهرطيسية واجهت صعوبة في إيصال أفكاري فقمت بكتابتها على شكل معادلات على اللوح، عندها علمت أن لدي نقطة ضعف في مجال اللغة وعند عودتي إلى "سورية"، عملت على تقوية لغتي الإنكليزية فحصلت على شهادة "توفل" خلال فترة قصيرة جداً، بعدها سافرت إلى "فيينا" وقدم لي عرض لتسجيل الدكتوراه في "ألمانيا" فقمت بدراسة اللغة الألمانية وحصلت على المركز الأول ضمن مركز التدريب، ثم قررت دراسة الدكتوراه في "فرنسا" فعملت على دراسة اللغة الفرنسية».

كما كان للدكتور "العبد الله" أفكار رائدة ومميزة في المجال التطوعي تحدث عنها فقال: «إنني أؤمن بإعادة الإعمار في مجال التنمية البشرية ما يستلزم بناء جيل متعلم فخلال فترة الحرب تراجع مستوى التعليم بشكل عام، انطلاقاً من هنا كانت مشاركتي بمشروع صغير في عام 2016، كانت ابنتي في مرحلة الدراسة للشهادة الإعدادية فقمت بطرح فكرة الفحص التجريبي لطلاب الشهادة الإعدادية قبل ذهابهم للفحص الرسمي، للوقوف على مستوى الطلاب وكسر الحاجز النفسي الذي يعيشه الطالب إزاء الشهادة الإعدادية، بالبداية قمت بتطبيق الفكرة على ابنتي وأصدقائها، وأردت نشر الفكرة فذهبت لجمعية "الإنشاءات الخيرية" وقمت بطرحها على مدير الجمعية ووافق وأعجب بها، وصل عدد الطلاب المتقدمين إلى 102 طالب وطالبة قمنا بتوزيعهم على قاعات امتحانية، وقمنا بإصدار شهادات تجريبية على برنامج "Access" مزودة بعلامات الطالب وملاحظات حول أخطائه، وعند ذهاب الطلاب لتقديم الفحص الرسمي للشهادة الإعدادية حصلوا على معدلات أعلى مما يتوقعون، وتمّ انتخابي عضو مجلس إدارة في جمعية "الإنشاءات الخيرية"».

الدكتور "محمد الخطيب" دكتور في جامعة "القلمون" الخاصة وأستاذ مساعد في جامعة "البعث" تحدث عن معرفته بالدكتور "وائل" فقال: «تعود معرفتي بالدكتور "وائل" إلى عام 1992 خلال البدايات الدراسية في الجامعة، حيث كنا زميلين وصديقين، كان معروفاً بالتزامه بحضور جميع المحاضرات، وعند انتقاله لمجال العمل كان مميزاً بإخلاصه واستمراره وإصراره على التحصيل العلمي، فاستطاع إنهاء جميع دراساته العليا بمعدلات عالية جداً، ولمع كاسم معروف في هيئة الطاقة الذرية للبحوث العلمية، فكان خير ممثل في المؤتمرات العلمية الخارجية، وهو شخصية محبوبة في مجال التدريس من قبل طلابه وحتى من قبل زملائه».

جدير بالذكر أنّ الدكتور "وائل العبد الله" من مواليد محافظة "حمص" عام 1975، متزوج ولديه ثلاثة أولاد.