حبّ العلم والتطور مكّنا الدكتورة "ميساء دياب" من الدخول بعدة مجالات علمية، فامتلكت خبرة في التدريب والتأليف، وتنظيم عدة أحداث مجتمعية وأنشطة ومسابقات مختلفة، وساهمت بتأسيس شركات ناشئة تعنى بالعلم، وأشرفت على العديد من المشاريع التعليمية، فحصدت جوائز عدة.

مدونة وطن "eSyria" تواصلت مع الدكتورة "ميساء بهاء الدين دياب" دكتورة بالمعلوماتية والبرمجة، ومديرة مركز الباسل للمعلوماتية في "حمص"، بتاريخ 1 آذار 2019، لتحدثنا عن مسيرتها العلمية: «ترعرعت ضمن بيئة محبة للعلم ومؤمنة به، فجدي والد أمي كان لديه مدرسة خاصة في "حمص"، التي قدمت الكثيرين من المثقفين والمتعلمين في ذلك الوقت، كان أهلي محبين للعلم وحريصين على أن نتعلم أنا وإخوتي، فسمحوا لي بالقدوم إلى "دمشق" لدراسة المعهد المتوسط الهندسي للحاسوب، تخرّجت في المعهد بتقدير ممتاز، لكن طموحي العلمي لم يقف عند هذا الحد، فدرست ثانوية عامة مرة أخرى عام 1995، ودخلت كلية الرياضيات شعبة "الأنفورماتيك" لأكون من الطلاب الأوائل بسنواتي الدراسية كافة، وتخرجت عام 1999، وتابعت دراسة دبلوم دراسات عليا وماجستير، ثم حصلت على الدكتوراه بتقدير ممتاز عام 2015، وكان وقوف زوجي إلى جانبي وتشجيعي على الاستمرار لتحقيق طموحي سبباً أساسياً بنجاحي، إضافة إلى أن حبي للعلم والبحث عن الجديد بهدف مواكبة التطورات التقنية والعلمية جعلني أتبع العديد من الدورات بمجال المعلوماتية وتقنية الشبكات الحاسوبية والبرمجة اللغوية العصبية ودمج التكنولوجيا، سافرت إلى "اليابان" لإجراء دورة تدريبية في تقنية الشبكات الحاسوبية العالمية "CISCO" عام 2003، إضافة إلى الإلمام باللغتين الإنكليزية والفرنسية، وحصلت على العديد من شهادات الخبرة بمجالات علمية عدة».

عملت مع الدكتورة "ميساء" لعدة سنوات بالمركز الوطني لتطوير المناهج التربوية، وكانت هذه المدة كافية لإثبات صدقها وإخلاصها في أداء عملها وتمتعها بروح التعاون مع الفريق؛ من خلال تقديم النقد البناء وتقبل الرأي الآخر للوصول إلى الهدف المنشود، ويعدّ هذا من أسباب نجاح العمل الذي تقوم به

وتتابع الدكتورة "ميساء" عن أعمالها بالقول: «بدأت عام 2000 كتقني فني لإصلاح وتشخيص أعطال أجهزة الحاسوب وتوصيل الشبكات في مركز المعلوماتية؛ وهو ما أكسبني خبرة كبيرة مكنتني من تطوير مهاراتي بمجال تقنيات الحاسوب والشبكات، وانتقلت بعدها وأصبحت معاونة مدير مركز الشهيد "باسل الأسد" للتدريب التربوي على الحاسوب التابع لمديرية التربية لتدريب مدرسين من اختصاصات علمية متعددة لتأهيلهم في مجال الحاسوب والمعلوماتية، ورفد مدارس المحافظة بمدرّسي معلوماتية، ثم أصبحت عام 2006 مديرة للمركز ومازلت حتى الآن، وتسلمت منصب مديرة لمركز النفاذ للجامعة الافتراضية السورية لمدة ثلاث سنوات، وكنت منظمة ومشاركة للمعسكر التدريبي لريادة الأعمال والشركات الناشئة في جامعة "حمص"، وفي عام 2014 أصبحت مديرة حاضنة تقانة المعلومات والاتصالات لدعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة في الجمعية "العلمية السورية للمعلوماتية"، وأقمت العديد من الندوات التعريفية بعمل الجمعية؛ لكونها حاضنة ومشجعة للكثير من المشاريع الريادية، إضافة إلى المعسكرات التدريبية التي تقيمها حاضنة تقانة المعلومات بهدف خلق جيل واعٍ ومنفتح على العالم وتطوراته العلمية ومقبل على العلم والمعرفة ونشر ثقافة المعلوماتية بكل مجالات الحياة، كما أنني ساهمت بتأليف العديد من الكتب بمجال المعلوماتية لمركز المتميزين والمدارس العامة بهدف تطوير المناهج بما يتناسب مع تطورات العصر التكنولوجية، كذلك تابعت عملي كمشرفة على مشاريع التخرج لطلاب الجامعة ومحاضرة في جامعة "البعث" بأكثر من كلية، وساهمت في دعم المشاريع الشبابية وتقديم الخطط اللازمة في الدعم اللوجستي من خلال تقديم الخبرات الضرورية التي يحتاج إليها جيلنا الواعد لبناء مجتمع متطور ومنفتح على العالم».

الدكتورة "ميساء دياب" وفريق العمل

وفي حديث مع المهندسة "فدوى مراد" مديرة حاضنة تقانة المعلومات والاتصالات في الجمعية "العلمية السورية للمعلوماتية" بـ "دمشق"، حدثتنا عن "ميساء دياب" بالقول: «تعرّفت إلى الدكتورة "ميساء" منذ عام 2014، عندما عاودت حاضنة تقانة المعلومات والاتصالات في "حمص" عملها، حيث تمت تسمية المهندسة "ميساء دياب" مديرة للحاضنة في ذلك الوقت، وكانت تستعد للحصول على شهادة الدكتوراه، لكن ذلك لم يمنعها من أن تقوم بإعادة تنشيط حاضنة تقانة المعلومات في "حمص"، وتنظيم بعض النشاطات التعريفية بالحاضنة، فقد استطاعت أن تنظم وقتها بين أسرتها وعملها وإشرافها على الحاضنة، وتمكنت خلال مدة وجيزة من تطوير معارفها المتعلقة بريادة الأعمال، وقامت بالتشبيك مع عدد من الجهات في "حمص" لدعم المحتضنين وتزويدهم بالمشورة؛ على الرغم من الموارد التي كانت ومازالت محدودة بالنسبة للحاضنة في ذلك الوقت نتيجة الظروف التي تعرضت لها بلدنا».

"سهير عجيب" مدرّسة المعلوماتية في مركز "الباسل" للتدريب التربوي على الحاسوب، قالت عن د. "دياب": «عملت مع الدكتورة "ميساء" لعدة سنوات بالمركز الوطني لتطوير المناهج التربوية، وكانت هذه المدة كافية لإثبات صدقها وإخلاصها في أداء عملها وتمتعها بروح التعاون مع الفريق؛ من خلال تقديم النقد البناء وتقبل الرأي الآخر للوصول إلى الهدف المنشود، ويعدّ هذا من أسباب نجاح العمل الذي تقوم به».

الدكتورة ميساء مع فرق المسابقات البرمحية

الجدير بالذكر، أن د."ميساء دياب" من مواليد "حمص" عام 1970، تحمل دكتوراه في الرياضيات التطبيقية المعلوماتية والبرمجة بعنوان: "مقاييس قابلية الاختبار وأثرها في اختبار البرمجيات"، والعديد من الشهادات الدولية في مجالات عدة، منها إدارة المشاريع، والشهادة الدولية في Online Collaboration، وImage Editing، وشهادة مدرب معتمد TOTC من مؤسسة "الفقي" العالمية، ومركز الدارسات السوري للأعمال، وشهادة في التنمية البشرية في علم البرمجة اللغوية العصبية NLP من INLPTA، وشهادة تدريبية من جامعة "Meio" في "أوكيناوا اليابان" - Network Technology and LAN design، وحصلت على المركز الأول في مسابقة معرض "الباسل" للإبداع والاختراع لتصميم البرامج التعليمية عام 2002، وحصلت على المركز الأول في المسابقة المركزية السادسة في المعلوماتية التي أقامتها "شبيبة الثورة" عام 2001، إضافة إلى العديد من بطاقات الشكر من مراكز ومؤسسات سورية، وحصلت على كتاب شكر من "الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية" عام 2010، ونشرت العديد من المقالات العلمية بمجلات علمية تعنى بالعلوم التطبيقية.

الدكتورة "ميساء دياب" أثناء نشاطاتها التعريفية