عشقه لآلة الغيتار الغربية وتعلقه بذوقه الشرقي دفعاه إلى إدخال معزوفات موسيقية عربية على آلته الأجنبية، ونجح بتأليف عدة مقطوعات لاقت رواجاً بين أصدقائه والوسط الفني المحيط به.

مدونة وطن "eSyria" التقت الشاب "وسيم" ابن مدينة "دمشق"، والمقيم في "حمص" منذ عدة سنوات؛ ليحدثنا عن موهبته الموسيقية بقوله: «ولدت في حي "مخيم اليرموك" بـ"دمشق" عام 1993، ودرست في مدارسها حتى اكتشفت موهبتي في الموسيقا بمرحلة الطفولة، وأول من درّسني في هذا المجال الأستاذ "مرهف مراد" في المنزل وتدربت على العزف الفردي.

أعشق الفن العربي وأتابعه وخصوصاً فيروز، ومن الموسيقا العالمية "الجاز- الفيوجن جاز - البروغريسف روك"، ومع ذلك لم أمِلْ إلى النمط الغربي أو العربي وانطلقت فكرتي لدمجهما معاً، خصوصاً أن موسيقا اليوم تتميز ببعد تجاري؛ فلا يوجد رقيب على مستوى الأداء الموسيقي وتقديم الموسيقا كفن إنساني يحاكي شعور وهموم الشباب والمجتمع، بينما يقدم كسلعة تجارية من دون أي محتوى أو تأثير اجتماعي إيجابي

استمريت في المرحلة الإعدادية وبعدها في العزف الذاتي عن طريق الإنترنت حتى دخولي كلية الموسيقا في جامعة "البعث" عام 2013، وحتى الآن، وتخصصت في آلة الغيتار بتشجيع الأهل والأصدقاء لأشارك بعدها في عدة حفلات موسيقية في الجامعة وبرفقة دير الآباء اليسوعيين في "حمص"، إضافة إلى فعاليات موسيقية في المركز الثقافي لعدة مرات، فأنا أرتكز على دعم الموسيقا الشرقية التراثية مع أن آلتي غربية بحتة؛ وهو ما جذب الناس لسماع المقطوعات والأغاني الشهيرة لفيروز وأم كلثوم، وفعلاً لاقت صدى لدى عدة أجيال وليس فقط الشباب منهم».

باسم عيسى

ويتابع حول ذلك: «شاركت مع زملائي في حفلات فرقة "روكنا" عام 2014 بعدة أماكن ومناسبات، وشهدت حضوراً من مختلف المتذوقين للفن، حيث شارك فيه جميع عازفي الغيتار من مختلف المحافظات السورية في مدينة "حمص" وما زال مستمراً حتى الآن في كل عام، إضافة إلى حفلاتي التي أقمتها في بعض مقاهي شارع الحضارة بالمدينة.

وبعد الإقبال الكثيف على الحفلات المميزة من هذا النوع طلب الناس تكرارها كل مدة مع وجود معزوفات جديدة، ليتم إعادتها في المركز الثقافي بـ"حمص" وشملت عدة أنواع من الموسيقا منها موسيقا الجاز والبلوز - موسيقا الروك - موسيقا الكلاسيك والفلامينغو، وجميعها بنكهات وألوان جديدة».

من إحدى الحفلات في "حمص"

وحول رأيه بموسيقا الجيل الحالي يقول: «أعشق الفن العربي وأتابعه وخصوصاً فيروز، ومن الموسيقا العالمية "الجاز- الفيوجن جاز - البروغريسف روك"، ومع ذلك لم أمِلْ إلى النمط الغربي أو العربي وانطلقت فكرتي لدمجهما معاً، خصوصاً أن موسيقا اليوم تتميز ببعد تجاري؛ فلا يوجد رقيب على مستوى الأداء الموسيقي وتقديم الموسيقا كفن إنساني يحاكي شعور وهموم الشباب والمجتمع، بينما يقدم كسلعة تجارية من دون أي محتوى أو تأثير اجتماعي إيجابي».

الفنان الموسيقي "باسم عيسى" يحدثنا عن تجربته مع "وسيم" بالقول: «يتصف "وسيم" بطبيعته وطموحه ورقيه وهدوئه وحساسيته العالية تجاه الموسيقا؛ وهو ما تعكسه معزوفاته، وهو شخص متعاون مع الوسط المحيط حوله، يمتلك موهبة فطرية مبدعة وخلاقة، وأجمل ما أجده فيه طريقته في العزف التي تتسم بالصفاء والوضوح والشفافية؛ فهو لا يكف عن المحاولة مهما كلفه ذلك.

وعلى الرغم من انجذابه لعزف الموسيقا الغربية الحديثة وقوالبها إلا أن ذلك لم يغير شيئاً من طبيعة دراسته الكلاسيكية في كلية التربية الموسيقية؛ فهو يقدم الموسيقا الكلاسيكية حقها كما يعطي حلمه وشغفه حقه أيضاً، وهو من الطلاب المتفوقين في صف الغيتار في الكلية، وأرى له مستقبلاً مشرقاً ولامعاً».