نشأ في أسرة أدبية ومسرحية تصنف من مؤسسي الفن والأدب في مدينة "حمص" أوائل القرن الماضي؛ فكان من الرعيل الأدبي الثاني فيها، حيث قدم لها الكثير من الأعمال الأدبية على مدار حياته؛ أبرزها حصوله على أفضل إخراج في "مهرجان حلب المسرحي" السابع.

مدونة وطن "eSyria" زارت المسرحي "راغب طليمات" في 21 نيسان 2016، بمنزله الكائن في حي "الخضر" بمدينة "حمص"؛ ليحدثنا عن تاريخه الحافل بالأحداث والأعمال الأدبية، فقال: «لم يأتِ عشقي للمسرح من فراغ أو من خلال المدرسة، فجدّي "خالد" ومن بعده ابنه "راغب"؛ وهو والد والدي يعدّان من أهم أعلام الأدب والمسرح في "حمص" و"سورية" خلال القرن الماضي، لتدرج عادة توريث الفن والأدب والمسرح للأبناء والأحفاد وأنا منهم.

عائلة "طليمات" لها أثر كبير بتاريخ المسرح في "حمص"؛ حيث شاركت عدة أشخاص منهم في تأسيس المسرح، وجاء بعدنا "راغب" وجيله الثاني في المسرح السوري بوجه عام ليرسخوا هذا الفكر، ويمشون على خطى مدرستنا الأدبية والفكرية، فهذه العائلة معروفة ليس فقط بأعمالها المسرحية، بل بالعمل الإداري المسرحي للإشراف على الأعمال والمحافظة على مستويات فكرية عالية للعروض التي تم تقديمها على مدى مئة عام تقريباً، و"راغب" يمكن القول عنه: خير خلف لخير سلف من والده وجدّه ووالد جدّه

بعد 6 أعوام من ولادتي عام 1942 بحي "الحميدية" دخلت مدرسة "المخزومية" في حيّ "الخالدية"، وبعدها في "الوليدية" في "باب هود"، وخلال المرحلة الثانوية انتقلت إلى مدرسة التجهيز الأولى التي أصبحت الآن مدرسة "الزهراوي"، ثم بدأت العمل عام 1961 في وزارة الزراعة بمنطقة "العريضة" الحدودية لمدة 6 سنوات لأعود بعدها إلى مدينتي».

ماهر عيون السود

ويتابع: «اهتماماتي وهواياتي في المسرح والشعر والكتابة الأدبية من قصة ومقالة نضجت حتى أصبحت جزءاً من كياني الأدبي والشخصي حتى أثناء وجودي في "العريضة"، فقدمت عدة أمسيات ثقافية في المركز الثقافي في "تلكلخ".

وفي "حمص" نشرت مقالاتي بصحيفة "العروبة" لعدة سنوات، وكذلك الأمر في صحف سورية وعربية وأخرى، كما تسلّمت قسم المسرح في الفرقة النقابية العمالية، وأحد أهم الأعمال التي قدمتها "بانوراما مقهى عربي" في المهرجان السابع للمسرح في مدينة "حلب" في سبعينيات القرن الماضي، وحصلنا خلالها على جائزة أفضل إخراج».

ويضيف حول أصل موهبته الأدبية والثقافية بقوله: «موهبتي الشعرية لم تأتِ من دراسة؛ فعائلتي من مؤسسي المسرح والأدب في "حمص"، حيث نشأت ضمن أسرة أدبية كبيرة، فجدّي كان شاعراً كبيراً اسمه "خالد طليمات"، ووالدي كان من مفترسي الكتب لتتدرج لدي هذه العادة عن طريقه، فكان يعطيني كتاباً ويسألني عنه بعد الانتهاء منه حتى وصلت في سنّ 15 إلى نضج أدبي كبير من خلال قراءة مئات الكتب.

شعراء كبار مثل: "محي الدين درويش"، و"رفيق فاخوري"، و"عبد الباسط الصوفي"، و"عبد الباري عيون السود"؛ عاصرتهم واستفدت من خبرتهم، وهم من رواد الأدب والشعر في "حمص" منذ بداية إلى منتصف القرن الماضي؛ حيث أعطوني ثقتهم ودعمهم. إضافة إلى ذلك نشرت في مجلة "الخمائل" التي يصدرها "محي الدين درويش" وولداه "أحمد" و"عون"، وفي مجلة "الينبوع" التي يديرها "عبد الودود تيزيني"، ويشرف عليها "ممدوح سكاف" و"ممدوح الهاشمي"، وعاصرتهم حينها من خلال العمل؛ وهم من أعلام الأدب والفن».

يتابع سرد تفاصيل رحلته الطويلة: «أسّست بعدها رابطة الخريجين الجامعيين، وكنت عضواً فيها، وأبرز مؤسسيها "محمد ديب الزهر" الذي كان صديقي، وهو من الناس الذين يخلدهم تاريخ "حمص" الثقافي، فأنشؤوا مهرجانات شعرية سنوية أبرزها "مهرجان شعراء حمص" الذي كان يدوم مدة أسبوع، وفي كل ليلة يحضرون شاعراً كبيراً من "سورية" مثل "وجيه البارودي" و"علي الجندي" على مدى أيام المهرجان، وكنت مشاركاً أساسياً.

أصدرت ديواني الأول تحت عنوان: "إليك من بعيد" عام 1967، ولم يتبقَّ منه نسخ أبداً حتى لدي لقلة النسخ حينها، وطريقة التوزيع على شخصيات وهيئات ثقافية ما عدا نسخ في المركز الثقافي. والثاني: "الصلب على أرصفة الجدران" في سبعينيات القرن الماضي».

المسرحي الكبير "ماهر عيون السود" تحدث عن احتكاكه ومشاركته لهذه العائلة الأدبية والمسرحية، ومنها "راغب طليمات" وأقرباؤه بقوله: «عائلة "طليمات" لها أثر كبير بتاريخ المسرح في "حمص"؛ حيث شاركت عدة أشخاص منهم في تأسيس المسرح، وجاء بعدنا "راغب" وجيله الثاني في المسرح السوري بوجه عام ليرسخوا هذا الفكر، ويمشون على خطى مدرستنا الأدبية والفكرية، فهذه العائلة معروفة ليس فقط بأعمالها المسرحية، بل بالعمل الإداري المسرحي للإشراف على الأعمال والمحافظة على مستويات فكرية عالية للعروض التي تم تقديمها على مدى مئة عام تقريباً، و"راغب" يمكن القول عنه: خير خلف لخير سلف من والده وجدّه ووالد جدّه».