راهن "ميلاد الجمل" على قدراته الذاتية لخلق عالمه الخاص، متسلحاً بحبه للمغامرة والعمل، وتعليمه الذي أهله لكي يستثمر الوقت والرغبة في عودة الحياة إلى حي "الحميدية" في "حمص القديمة"، لإيمانه بأن الشباب هم الأجدر على خلق المبادرة للبناء والحياة.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 20 شباط 2016، رجل الأعمال الشاب "ميلاد جمل"؛ الذي تحدث عن بداياته بالقول: «ولدت في مدينة "حمص" عام 1980، درست في مدرسة "الغسانية" الابتدائية الخاصة في حي "بستان الديوان" القريب من "الحميدية"، ومن ثم الإعدادية في مدرسة "يوحنا الدمشقي"، وبدأت نشاطاتي باكراً في مجالات السياحة والزراعة والفن والتجارة لقناعتي أن الوقت ثمين ويجب استثماره كاملاً، وحصلت بعدها على شهادة معهد فندقي من جامعة "البعث"، ثم اتبعت دورات تدريبية بالإدارة والتدريب في الجامعة الأميركية في "بيروت".

الثقة بالنفس عامل مهم لأي شاب يرغب بأن يبقى ناجحاً، فقد كان يشجع الناس دوماً على العودة إلى سكنهم، وأحياناً كثيرة يقوم بمساعدتهم مادياً بغرض العودة فقط، إضافة إلى أنه يقوم مع عمال المطعم بمساعدة أبناء الحارة في أي عمل يقومون به، وخاصة كبار السن؛ حيث يعدّهم أسرته الحقيقية التي يجب رعايتها بعيداً عن الربح والخسارة، وهو ما ينطبق على الأشخاص الذين يعملون في المصالح التي أسسها

وقمت بنشاطات استثمارية عديدة في منطقة "فيروزة" عام 2010، ونظمت أول حفل فني عام 2013؛ على الرغم من عمري الصغير في هذا العالم الاجتماعي الكبير، إلا أنني قررت الاستمرار في التجربة».

أجواء حمصية خلقها جمل في حيه.

ويتابع سرد رحلته في مجال عمله، والمبادرات الذاتية التي قام بها: «قمت خلال السنوات الماضية بالعمل في مجال الإنتاج الزراعي وتصدير تلك المنتجات، وافتتحت محلاً تجارياً يخص الإناث من كل المستلزمات، إضافة إلى ترميم مطعمي في حي "الحميدية" الذي افتتحته سابقاً وتوقف بفعل الظروف، وهو الذي بات علامة مميزة في المكان وأضاف البسمة إلى الحي والسكان، وكان وجوده فعل حياة، ويعدّه الكثيرون جزءاً من الحالة الاجتماعية التي تربينا عليها في مدينتنا من خلال التشبّث بالأرض والمكان، حيث لاقى تقديراً وإقبالاً كبيراً لعدة اعتبارات أهمها أننا نعمل وسط الدمار لكي نثبت أننا ما زلنا على قيد الأمل، وزبائننا من الحي والمدينة وكل من عرف بالمكان من الخارج، وقد حرصنا على الاحتفال بكافة المناسبات الاجتماعية، واليوم مطعمنا يستقبل الناس حتى ساعات متأخرة من الليل، وهو تطور نوعي للحي والمنطقة.

إضافة إلى ذلك، قمت بتأسيس ودعم فرقة مسرحية تدعى "نيرفانا" في جزء من نشاط فني خضت فيه، وأصمم على استمراره لأنه جزء من تفكيري الدائم في المساهمة بعودة الروح إلى مدينتنا».

"نزير دغلاوي" صديق الطفولة المقرب من "الجمل" تحدث عن تجربة صديقه وعلاقته بأبناء المنطقة، وما قدمه للحي من أعمال عادت بالفائدة عليه وعلى الأهالي، وقال: «أنا صديق "ميلاد" منذ 27 سنة، وأعلم نظرته للحياة المختلفة عن نظرائه وأبناء جيله، وهو يعمل بأكثر من مجال ويقدم أكثر من فائدة للناس من خلال عمله، وعندما افتتح مطعمه الخاص في "حي الحميدية" لاقى صدى كبيراً لدى سكان الحي والمدينة، وبات الناس يقصدونه من أماكن بعيدة وكأنه أعاد معه الحياة والجرأة إلى السكان في العودة والعيش مجدداً في حيّهم، وذلك ينبع من إيمانه بأهالي حيّه وبلده وبإرادة الحياة لأهل "حمص" بوجه عام، وما الأعمال التي رافقت انطلاقة المطعم سوى دليل على حسّه العالي وإيمانه بالقدرة على زرع الأمل في النفوس، وهذا سر نجاحه».

وتابع: «الثقة بالنفس عامل مهم لأي شاب يرغب بأن يبقى ناجحاً، فقد كان يشجع الناس دوماً على العودة إلى سكنهم، وأحياناً كثيرة يقوم بمساعدتهم مادياً بغرض العودة فقط، إضافة إلى أنه يقوم مع عمال المطعم بمساعدة أبناء الحارة في أي عمل يقومون به، وخاصة كبار السن؛ حيث يعدّهم أسرته الحقيقية التي يجب رعايتها بعيداً عن الربح والخسارة، وهو ما ينطبق على الأشخاص الذين يعملون في المصالح التي أسسها».