تمكنت المربية " فاطمة الحسين" من تغيير مفهوم الروتين في الدوائر الحكومية، وخصوصاً في المدارس العامة، لتصنع نموذجاً ناجحاً من مدرسة "عكرمة المخزومية" في حي "عكرمة الجديدة" بمدينة "حمص".

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 13 آب 2015، المربية "فاطمة الحسين" لتحدثنا عن مسيرتها التدريسية المملوءة بالتجارب والنجاحات الشخصية بالقول: «أنا من مواليد كرم الشامي "ساحة الحج عاطف" عام 1956، بدأت عملي مباشرة بعد تخرجي عام 1979 في معهد التربية، لأدرس في عدة مدارس في ريف "حلب" كمديرة لإحدى المدارس، ثم انتقلت إلى ريف "حمص" في: "الرستن، وبلقسة، والقريتين، ومهين" لأكسب خبرة كبيرة، ثم أصبحت مديرة لمدرسة عكرمة المخزومية منذ العام الدراسي 2003- 2004 وحتى اليوم.

أدرّس هنا منذ أربع سنوات، والمديرة "فاطمة الحسين" إنسانة ناجحة تفرض الاحترام على الجميع، تجعلنا نعمل من أجلها ونطبق أفكارها، لأنها أثبتت على مدار سنوات أن عملها هو الطريق الصحيح، ونحن لدينا ثقة كاملة في عملها وأفكارها، ونجاح مدرستنا دليل على ذلك. المحبة والثقة موجودة وهي سر النجاح، ونحن نعدّها أم الطلاب وأخت المعلمات، تراها تفني حياتها من أجلها، في العطلة والصيف، وبعد نهاية الدوام، تأتي وتراها تعمل حتى السادسة مساء

انطلقت من فكرة الروتين في دوائرنا الحكومية والإهمال في بعض النواحي التي أصبحت تتوالى كعادة، لذلك أنا أحببت أن تكون هذه المؤسسة الحكومية مميزة وفريدة من نوعها لتنافس المؤسسات الخاصة لكون الإمكانيات موجودة والدعم الكامل الكبير، لذلك وضعت في بالي هذا الهدف، فمن قمت بتدريسهم كانوا مميزين وساعدوني على النجاح».

حنان الناعمة

وتضيف: «تسلمت إدارة المدرسة وبدأت تطبيق أفكاري من خلال اعتباري أنها منزلي وأنا ربة هذا المنزل لكي يكون البيت ناجحاً، ولو أكمل تطبيق أفكاري سأصل إلى مراتب أعلى بكثير بهذه المدرسة، وأنا بدأت في شتلة "زريعة" زينتها وزرعتها حتى أنشأت عدداً كبيراً منها وزيّنت ساحة المدرسة، إضافة إلى مهارتي في الرسم، ولي معارض سابقة ولوحات في المدرسة من رسمي أيضا 90% منها لي.

أيضاً كل ما له علاقة بالفن والرياضة، الموسيقا، الرقص، الغناء؛ هو جزء مني، لأن العملية التربوية لا تتجزأ، فالطفل لا ينتظر فقط المعلومات الجامدة، بل الجانب الترفيهي هو جزء مهم، فهناك أطفال كثيرون مبدعون بالرسم والرياضة وغيرها».

الزينة في باحة المدرسة

أما عن مفهوم العملية التربوية فتقول: «هي دائرة وأي جزء منها يهمل تصبح دائرة هشة ومخترقة، لذلك طبقنا المناهج بدقة، لكن المتابعة أساس نجاح العمل، فأنا أدخل من السادسة صباحاً إلى المدرسة ولا أدخل إلى المكتب، لكون العمل الميداني هو ما ينجح العمل، وأدخل إلى المكتب بعد نهاية دوام الأطفال في المدرسة، ولا أستقبل الضيوف أثناء الدوام الرسمي.

هناك أولويات في تطبيق المناهج ونظافة المدرسة، أتابع الأطفال في كل زاوية وركن وموضوع في المدرسة، لكوني أنطلق من أنهم أولادي، فنحن في أسرة تربوية، وأولينا أهمية للجانب النفسي للطفل، فالمعلمة والمديرة الناجحة عليها مراعاة نفسية كل طفل على حدة، حيث أعلم عن كل طفل ما عمل أهله ووضعه الاجتماعي والمنزلي، وأراعيه بوجه تام».

منذ 2004 وحتى اليوم إنجازات كثيرة تحدثنا عنها المديرة "فاطمة": «أكثر من عشر سنوات ملأى بالإنجازات، فنحن الأول على "سورية" في رواد الطلائع في 14 مادة، وأسسنا 5 فرق موسيقية "نحاسية - دبكة - كورال - رقص - باليه" وفريق كرة سلة وقدم، ويمكننا الوصول إلى غينيس بتدوير مخلفات البيئة، حيث نستفيد من كل شيء في الرسم والفن والإبداع للطفل، ليقوم إثرها اليونيسف بتصنيفنا من المدارس الأولى على العالم 2007، وحصلنا على جائزة المنهج الصحي على مستوى العالم، وأنظف بيئة مدرسية 2007 و2008، وجائزة المدرسة الذكية في "حمص" عام 2009».

"حنان الناعمة" وهي معلمة في المدرسة تقول: «أدرّس هنا منذ أربع سنوات، والمديرة "فاطمة الحسين" إنسانة ناجحة تفرض الاحترام على الجميع، تجعلنا نعمل من أجلها ونطبق أفكارها، لأنها أثبتت على مدار سنوات أن عملها هو الطريق الصحيح، ونحن لدينا ثقة كاملة في عملها وأفكارها، ونجاح مدرستنا دليل على ذلك.

المحبة والثقة موجودة وهي سر النجاح، ونحن نعدّها أم الطلاب وأخت المعلمات، تراها تفني حياتها من أجلها، في العطلة والصيف، وبعد نهاية الدوام، تأتي وتراها تعمل حتى السادسة مساء».