اهتمام الأم بمنزلها وأطفالها، ومحاولتها تقديم ما يحبونه ويفيدهم ويمتعهم، جعل السيدة "مريم حنا" ظاهرة مميزة في مجال صناعة الحلويات بمختلف أنواعها، فقد نالت شهرة في محيطها، وعرف الجميع منتجاتها في معظم الحفلات والمناسبات والأعياد.

مدونة وطن "eSyria" التقت، بتاريخ 7 كانون الثاني 2014، السيدة "مريم" التي ابتدأت بمحبة الأم لأطفالها ومحاولتها عدم حرمانهم من شيء، ما دفعها إلى ابتكار أجمل الأشكال، في ظل الغلاء الكبير للأسعار، مع تحدٍ للقدرات التي تمتلكها، وتضيف: «أذكر أن أول قوالب الكعك التي صنعتها كان على شكل مسبح وكان ذلك عبارة عن تجربة بسيطة ومقلدة لأحد قوالب الكعك التي رأيتها، ولم يكن من صنعي بالكامل، فقد صادف ذلك يوم عيد رأس السنة، حيث أحضرت شقيقتي قالباً جاهزاً من السوق ولكن دون أية إضافات فبدا عادياً وباهتاً ومن ثم خطرت لنا الفكرة بتغيير شكله والرسم عليه بالكريما والألوان الخاصة ليأخذ شكل المسبح، أما الدافع الأساسي وراء صنعي لقوالب الكعك ذات الأشكال فهما طفلاي، حيث أردت أن أقدم لهما في عيد مولدهما أجمل الحلوى خاصة أنها تشكل الغرام الأوحد للأطفال، ولأن الظروف الاقتصادية لم تكن لتسمح لنا بشرائها جاهزة بدأت صناعتها، وحمل القالب الأول شكل الفراشة وتلاه الأرنب، وتتالت الأشكال من رسوم كرتونية وحيوانات مختلفة وازدادت خبرتي وتحسن عملي مناسبة تلو الأخرى، حتى بدأت التوصيات تأتيني وبكثرة سواء لأعياد الميلاد أم المناسبات العامة وحتى للأعراس، وتشجيع إحدى الصديقات لي بأنها ستأخذ القالب مهما كانت النتيجة جعلتني أصر على تقديم الأفضل، وبدأ العمل في هذا المجال».

الجميع يفضلون تناول الألذ والأغنى بالنكهة، ولا سيما إذا كان منزلي الصنع ومضمون الجودة وبعيداً عن الغش، وهذا ما تحاول "مريم" صنعه وتنجح في تقديم نماذج جيدة من الحلوى، ولكن برأيي إنها يجب أن تستبدل بعض المواد بأخرى في بعض المرات، كالكريما التي تكون مكلفة ولزجة، بعجائن تزيينية أخرى، أو حتى استبدال بعض الأدوات التي لا تفي بالغرض بأخرى اختصاصية لكي تحصل على نتيجة أفضل

وتحدثت عن هوايتها التي صقلتها بالدراسة وطورتها لتصبح مهنة ومورداً للمال، فقالت: «أعتبر نفسي محظوظة في تسخير الدراسة المهنية ضمن مجالات مفيدة، فقد دخلت الثانوية الفنية النسوية للبنات وتعلمت فيها أشياء كثيرة كالخياطة والتطريز وفن الطعام وغيرها، إلا أن الأخير سيطر على مجالات التفكير والعمل لدي، ولا سيما صنع الحلويات والتفنن بها، وبدأت تطبيق كل ما أتعلمه في المنزل سواء أحببت مذاقه أم لا، وبدأ أفراد أسرتي التذوق والمساعدة في النقد السلبي والإيجابي، وكانت الحلويات بسيطة وسهلة نوعاً ما، واستمر ذلك حتى أنهيت دراستي وتزوجت، وانتقلت بعدها إلى صنع قوالب الكعك الكبيرة ذات الأشكال المتنوعة والحلويات المتعددة باستخدام ما توافر من أدوات واستبدال الناقص بآخر مخترع يدوياً».

أحد قوالب الكعك.

تصنف السيدة "مريم" عملها بأنه يحتاج إلى عدة ضوابط، ولا سيما أنها تعلمت كل شيء بشكل شخصي ودون التدريب ضمن أية دورة أو عمل في مخبز محترف، فتقول: «عملي يقتصر على التوصيات التي يطلبها مني الناس المقربون والأقارب والأصدقاء؛ ولذلك أحاول تقديم الأفضل كما لو كان المطلوب هو لأهل بيتي تماماً، وهذا أصبح الآن يحتاج إلى مزيد من المال ولا سيما أن كمية البيض والكريما والملونات وحتى السكر المستخدم كبيرة وتكلفتها عالية قد لا يمكن تحملها حالياً، وهذا يقلل الطلب، ويفقدني العمل المطلوب، لذلك فإن ما أسعى إليه في المستقبل هو التدريب ضمن دورات معينة لدى اختصاصيي المهنة أو العمل في أحد الأفران الكبيرة، لكي أستطيع افتتاح المخبز الخاص بي وتطبيق كل ما تعلمته وتعرّفته».

تحافظ السيدة "مريم" على علاقات طيبة مع محيط تعدّه غريباً عنها نوعاً ما، واستطاعت من خلال عملها الذي تقوم به في المنزل إنشاء المزيد من هذه العلاقات الطيبة مع السيدات والفتيات اللواتي يقصدنها في بعض الأحيان لتعلم المزيد في مجال صناعة الحلويات، وتضيف: «التفرغ لصنع الحلويات في المنزل هو أمر صعب نوعاً ما مع وجود عائلة وأطفال والتزامات اجتماعية متعددة، وهذا لم يمنع من تقديم المساعدة لكل من يحب صناعة الحلويات في منزله سواء من الأقارب أم الجيران أم الأصدقاء، بل على العكس هذا أكثر ما أحبه ويدخل السعادة إلى قلبي، فهو يكسبني مزيداً من الخبرة والشهرة في آن معاً، وفي حال تطور عملي في المستقبل سيكون لدي زبائني الذين يحبون ما أقدمه، وأصدقاء يحفظون المساعدة التي قدمتها».

قالب رأس السنة.

السيدة "ختام ملكي" إحدى قريبات السيدة "مريم" كان لها رأي معين فيما تقدمه، وتقول: «الجميع يفضلون تناول الألذ والأغنى بالنكهة، ولا سيما إذا كان منزلي الصنع ومضمون الجودة وبعيداً عن الغش، وهذا ما تحاول "مريم" صنعه وتنجح في تقديم نماذج جيدة من الحلوى، ولكن برأيي إنها يجب أن تستبدل بعض المواد بأخرى في بعض المرات، كالكريما التي تكون مكلفة ولزجة، بعجائن تزيينية أخرى، أو حتى استبدال بعض الأدوات التي لا تفي بالغرض بأخرى اختصاصية لكي تحصل على نتيجة أفضل».

الجدير بالذكر، أن "مريم حنا" من مواليد "الحسكة" 1977، متزوجة ولديها ولدان، وتقيم حالياً في قرية "المزينة" في منطقة "وادي النضارة".