ينتمي لأوائل المتعلمين في منطقة وادي النضارة ولعله الأول في قريته الأم "عين العجوز"، امتلك مواهب عديدة إضافة لكونه مدرساً تنقل بين مجموعة من المدن السورية.

مدونة وطن"eSyria" التقت السيد "إبراهيم حنا" بتاريخ 25/6/2013 فقال عنه: «الأستاذ "بدري" من الأشخاص المتعلمين والواسعي الثقافة ممن لا يبخلون على أحد بما يمتلكه من معلومات ثقافية وتاريخية وبالأخص عن المنطقة، وهو أحد الذين سعوا لإنشاء مدرسة ابتدائية في قريته وساهم في تقديم كل العلم والمعرفة التاريخية للبعثة الأثرية التي تنقب في المنطقة».

أجد أن التعليم في أيامنا هذه في أسوأ حالاته من حيث المنهاج وانتقاء المعلمين والمعلومات لأن التعليم رسالة فالمتعلم مدين للمجتمع بما اكتسبه منه خاصة أن تلك الخبرات ليست حكراً عليه وحده أو هي مقتنىً شخصياً له

الباحث "بدري حجل" تحدث أثناء لقائه مع المدونة عن بداية مشواره حيث قال: «على أيامنا كان للعلم درجة عالية وحظوة لا ينالها إلا قلة قليلة وبالأغلب تكون تلك القلة من الأغنياء أو من المغتربين لعدة أسباب أهمها اقتصار دور التعليم على قرية مرمريتا، وانشغال الناس بالزراعة وبالنسبة لي كان التعليم هدفاً لا بد من تحقيقه، وكنت أقصد مدارس مرمريتا في مرحلة الابتدائية والإعدادية على الرغم من بعدها، وقصدت حلب لأدرس في دار المعلمين وأتخرج فيها سنة 1954م مدرساً للمرحلة الابتدائية».

بعض اللوحات الفنية

عُيّن الأستاذ بدري قبل التحاقه بالخدمة العسكرية في الجزيرة السورية التي كانت نائية في ذلك الوقت ما جعله يتابع دراسته ويتقن مجموعة من الهوايات الفنية ويضيف: «وجودي في منطقة نائية نوعاً ما جعلني أرغب أكثر في متابعة دراستي الجامعية واستطعت دخول كلية الآداب والعلوم الإنسانية قسم التاريخ وتخرجت فيه سنة 1966م ، وحصلت على الدبلوم العالي في التربية والتدريس سنة 1968م ما مكنني من الانتقال من ملاك التعلم الثانوي إلى معهد إعداد المعلمين لأدرس به، وساعدني في هذا المشوار وجود زوجتي بجانبي منذ بدء الدراسة الجامعية حيث درست معي أيضاً في قسم الفلسفة ودراستي هذه شجعتني على دخول مجال البحث والتأليف التاريخي».

أصدر الباحث "بدري" حوالي ثلاثين بحثاً تاريخياً وفكرياً بمختلف المواضيع ومجموعة من الكتب وعن ذلك تحدث: «لقد بدأت الكتابة بسن مبكرة ولكن كتاباتي لم تتبلور إلا حين حصلت على الدبلوم من قسم التاريخ في كلية الآداب، بعدها قدمت مجموعة من الكتب أولها "سورية وتاريخها الحضاري" وهذا الكتاب مختلف عن بقية الكتب التاريخية الشائعة باعتباره مبوباً حسب العصور وليس حسب حضارات الشعوب، وعمدت إلى تأليفه بهذا الشكل لان الأمة السورية مرت بعدة عصور وكل عصر ترك أثره التاريخي في حضارة هذه الأمة، إضافة إلى كتاب "شواهد نشوء الأمة السورية" وهو لا يقل أهمية عن سابقه وهو يتحدث عن أسباب نشوء الأمة "السورية" وكيفية نشأتها لان الأمة السورية أمة ذات أصول عريقة ومن المجحف عدم تبويب الحضارات التي مرت عليها حتى يتمكن الإنسان السوري من معرفة أصوله الحضارية التي ساهمت بتشكيل هذه الأمة وجعلها من أكثر الأمم تقدما، وقدمت مجموعة من المؤلفات والمحاضرات والبحوث التاريخية تتحدث عن "الإنسان والتطور التاريخي"، إضافة "للتفاعل الاجتماعي وصراع المذاهب الكبرى" و"الخصائص النفسية للحضارة السورية" والعديد من الكتب والمؤلفات الأخرى وأتت هذه المؤلفات نتيجة اهتمامي بالتاريخ عامة وبالتاريخ السوري خاصة».

من مؤلفات الأستاذ "بدري حجل"

استطاع السيد "بدري" احتراف الرسم إضافة للتعليم والكتابة كتطوير ذاتي للهواية وتابع: «جو منطقة الجزيرة السورية التي كنت أدرس فيها وامتلاكي وقت الفراغ الكبير دفعني للبحث عن وسيلة للاستفادة من الوقت فبدأت بالرسم وكان للبيئة التي تربيت فيها دور كبير في لوحاتي التي طغت عليها ألوان الطبيعة وبالتالي كانت أعمالي الفنية التي طورتها مع الزمن واقعية تعبيرية بلغ عددها أكثر من مئة لوحة إضافة لمجموعة أخرى قدمتها كهدايا وتذكارات للأصدقاء».

يفضل الأستاذ بدري حجل المذهب الكلاسيكي في أعماله الفنية ويحضر حالياً لإقامة معرض فني في إحدى الصالات المتواجدة في "وادي النضارة"، ويختار التعليم كأفضل ما امتلكه من علم ومواهب وختم حديثه بالقول: «أجد أن التعليم في أيامنا هذه في أسوأ حالاته من حيث المنهاج وانتقاء المعلمين والمعلومات لأن التعليم رسالة فالمتعلم مدين للمجتمع بما اكتسبه منه خاصة أن تلك الخبرات ليست حكراً عليه وحده أو هي مقتنىً شخصياً له».

الجدير بالذكر أن الأستاذ "بدري حجل" من مواليد "عين العجوز" 1932.