خلقت أعماله تغيراً في النظر إلى الحدائق من كونها لوحة خضراء هادئة إلى اعتبار أن المساحات الخضراء هي لوحات فنية مفعمة بالحياة.

إنه المهندس الزراعي "إلياس خوري" من "قرية الحواش" والذي اشرف على تنسيق عدد كبير من حدائق أهم المباني في محافظته حمص وخصوصاً في منطقة الوادي.

له بصمته المميزة فيما يقدمه من أعمال، فإضافة للإتقان في انتقاء الانسب لكل حديقة يواصل العمل على رعاية حدائقه حتى بعد انتهاء العمل منها كما لو أنها أحد أبنائه, وعلى الرغم من وجود مهندسين أكفاء في هذا المجال إلا أنه يتميز عنهم بمعرفته بطبيعة المنطقة وقدرته على التكيف معها لإعطاء النتيجة المرجوة

السيد "كلود طعمة" قال عنه: «له بصمته المميزة فيما يقدمه من أعمال، فإضافة للإتقان في انتقاء الانسب لكل حديقة يواصل العمل على رعاية حدائقه حتى بعد انتهاء العمل منها كما لو أنها أحد أبنائه, وعلى الرغم من وجود مهندسين أكفاء في هذا المجال إلا أنه يتميز عنهم بمعرفته بطبيعة المنطقة وقدرته على التكيف معها لإعطاء النتيجة المرجوة».

من أعمال المهندس إلياس

مدونة وطن "eSyria" التقت المهندس "الياس" بتاريخ 12/2/2013 حيث قال: «هي مهنة غريبة نوعاً ما عن بيئتنا الشرقية على الرغم من وجود الكثير من الحدائق الجميلة التي تحوي فنوناً كثيرة ومتنوعة تدل على الإبداع، منذ زمن بعيد وحتى الآن إلا أنها برأيي الشخصي كأحد ممتهنيها, ستصبح تقليدية وتتلاشى في حال ابتعدت عن روح الهواية والإبداع واقتصرت على المهنة فقط، ولأنها هوايتي منذ الصغر فقد بحثت عنها في كل مكان وبين صفحات الكتب والمراجع، حتى استطعت الإلمام بجزء يسير منها وساعدتني دراستي المتعلقة بالهندسة الزراعية على ذلك, ولاسيما أنه لم يكن هناك من اختصاص خاص بها في الجامعة».

تعتمد هذه المهنة على أنواع من الأشجار والنباتات المميزة والفريدة نوعاً ما لتكسب المكان الموجودة فيه جمالية تنفرد بها وتلك آلية عمل أضاف عنها: «هناك شروط ومعايير معينة لنجاح هذا النوع من الأعمال, ولحسن الحظ أن منطقتنا توفر قسماً كبيراً من هذه المعايير, أولها الطبيعة الجبلية والمناخ المعتدل ووفرة المياه وبذلك تكون تربة خصبة لنمو وازدهار الحدائق المتنوعة والغنية التي قد يزرع بداخلها كل أنواع الأشجار، وتستخدم كل ما هو متاح من وسائل الزينة والترفيه، وبالتالي يتم اعتماد آلية معينة ومدروسة بحسب الشروط السابقة حيث يتم استحضار أشجار أجنبية النوع مثل "الهيليكس" و"الليبدروس" دائمة الخضرة و"التكساس" و"الآسر" التي لها أنواع متنوعة ما بين الأحمر, البرتفالي, الأبيض, الأبيض والأخضر و"الشوح الفضي" ومن ثم تربيتها داخل تربة المكان والعناية بها».

بين الحدائق المائية، الصخرية، المنزلية المتعددة الاستخدامات، والمعلقة، يضاف لعنصر الأشجار، التماثيل، الشلالات والمسابح ومعايير أخرى تستخدم في تزيين الحديقة، ويتابع: «تستخدم طرق عديدة في تزيين الحديقة وإضفاء الجمال عليها فمع الوسائل الطبيعية التي تتضمن الأشجار، نضيف الورود المتنوعة والإنارة المتميزة وأماكن الجلسات المتعددة والطرق داخل الحديقة، وإذا لم تتوافر تلك المواد محلياً نقوم باستيرادها من أماكن وجودها لذلك عندما نقوم بالعمل على صناعة حديقة ما نقوم برسم مخطط أولي لها يحتوي على كل ما يرغب به الزبون، إضافة لما نقترحه كمهندسين وحرفيين عليه من خلال شكلها ومحتواها، ومن ثم نقارب مخطط الحديقة على أرض الواقع لمعرفة تكيفه مع البيئة وذوق الزبون مع تجنب المساس بجمالية وأساسيات العمل حتى لو اضطررنا لإقناع الزبون بتغيير فكرته».

يقوم المهندس "الياس" بابتكار نماذج حدائق بحسب طلب صاحبها أو وفق نموذج مسبق لحديقة عالمية معينة وفي كلتا الحالين يضيف الكثير من إبداعه الشخصي عليها، ويحاول تشجيع رواج هذا النوع من الفن عن طريق إعطاء كل من يرغب بعض الشتول والأشجار الصغيرة لزراعتها وتوفير الارشادات اللازمة لنموها، وبالأخص لمن لا يمتلك القدرة أو المعرفة لصنع حديقة خاصة به.

الجدير بالذكر أن المهندس "الياس خوري" من مواليد قرية "الحواش" (1964) متزوج وله أربعة أولاد، قدم العديد من الأعمال الخاصة والعامة في حدائق مدينة "حمص" وأهمها مدرسة "المتميزين".